سودانيون

الطريق الى دارفور يمر بعقبات .. ولكن العزيمة اقوى من التحدي

تقرير : سودانيون ميديا

تحرك استراتيجي من الشمال (عملية متكاملة لتحرير كردفان وفك الحصار عن الفاشر قبل الخريف)

متحرك الصياد يمهد الطريق لتحرير دارفور وسط تنسيق عسكري شعبي غير مسبوق

ما بعد الأبيض: مع ركة الفاشر تقترب والمق اومة الشعبية في قلب المعركة

في ظل تطورات ميدانية متسارعة، دشنت القوات المسلحة عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية في ولايتي شمال كردفان وشمال دارفور، ومقدمتها مدينة الفاشر، وذلك في إطار سباق مع الزمن لإنجاز أهداف حاسمة قبل دخول موسم الخريف، الذي يُعد تحدياً لوجستياً وتقنياً في مسرح العمليات. بتنفيذ خطة هجومية مرتبة تنطلق من محور “الدبة” كنقطة متقدمة لعمليات الإمداد والتجهيز، في إطار ما سُمي بـ”تحرك الصياد”، والذي يهدف إلى تحرير شمال وغرب كردفان، وفك الطوق الخانق عن مدينة الفاشر قبل حلول الخريف

الدبة: نقطة انطلاق لوجستية متقدمة

اعتمدت القيادة العامة للقوات المسلحة مدينة الدبة بولاية الشمالية كنقطة ارتكاز لوجستية متقدمة. اختيار الدبة لم يكن اعتباطيا(عشوائيا )؛ فموقعها الجغرافي رغم انها عىى ضفة النيل  الا انها تعد البوابة الغربية الجنوبية للولاية الشمال مع الصحراء وشمال دارفور وشمال كردفان هذا الامر جعلها مركزاً محورياً لربط الشمال بالغرب والوسط، كما يسهل عبرها نقل الإمدادات والآليات الثقيلة.
وقد تم إنشاء مراكز صيانة وتجهيز، ومستودعات ذخيرة، وغرف عمليات ميدانية تُدار بالتنسيق بين القوات النظامية والاستخبارات العسكرية، مما يجعلها قاعدة مثالية لانطلاق عمليات متعددة الاتجاهات .

تحرير شمال النيل الابيض : تمهيد للعمليات الكبرى

تزامناً مع إعادة التمركز في الدبة ووصول متحركات الى الابيض واخرى في غرب كردفان  شرعت القوات المسلحة في تأمين مناطق واسعة من شمال النيل الابيض وهي منطقة  تمثل شرياناً مهماً لأي تحرك نحو كردفان ودارفور وتأمين غرب وجنوب ام درمان . تأمين هذه المناطق سيعيد ربط المركز بالغرب، ويمنح الجيش عمقاً لوجستياً يمكّنه لحماية طرق الإمداد وضمان تدفق آمن للقوات والمعدات. ويهدف هذا التحرك إلى منع أي محاولات لقطع الإمدادات أو تهديد القوات المتقدمة نحو كردفان. كما أن استعادة هذه المناطق تمثل ضربة قاصمة للملي شيات  التي اعتمدت طوال الشهور الماضية على العزلة الجغرافية لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية

لواء النخبة في الأبيض: بداية الحسم في كردفان

في تطور لافت، وصلت وحدات من لواء النخبة إلى مدينة الأبيض، حيث بدأت تنفيذ عمليات تمشيط وتأمين للمداخل والمحيط الحيوي.تُعد الأبيض نقطة وصل حيوية بين وسط البلاد وغربها، وتامينها يعني إعادة بناء منظومة الإمداد والاتصال العسكري، ما يمهد لتوسيع العمليات باتجاه دارفور.

“متحرك الصياد”: وحدة تكتيكية متقدمة

من الدبة وشمال كردفان، الى النيل الابيض وصولا لغؤب كؤدفان انطلق متحرك الصياد، وهو تشكيل قتالي عالي الجاهزية، يضم وحدات من القوات الخاصة، والاستطلاع، وسلاح المهندسين والمقاومة الشعبية والمستنفرين يمتاز هذا المتحرك بسرعة المناورة، ومرونة العمليات في التضاريس الوعرة، إلى جانب اعتماده على معلومات استخباراتية دقيقة.ويُعد رأس الحربة في العمليات الموجهة لتفكيك شبكات المجموعات المسلحة وقطع خطوط تموينها.

دعم وتسليح نوعي من شركاء خارجيين

أكدت مصادر عسكرية موثوقة أن القوات المسلحة تسلمت أنظمة تسليحية متطورة من دول صديقة، تضمنت طائرات استطلاع وهجوم مسيّرة.عربات مدرعة خفيفة مزودة بأنظمة تحكم إلكتروني .راجمات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأنظمة اتصال آمنة وتشويش مضاد وأجهزة كشف وتفكيك عبوات ناسفة.هذا الدعم النوعي يُمثل نقلة في التكتيك العملياتي، ويُعزز من قدرة الجيش على تنفيذ ضربات دقيقة وتحقيق التفوق النوعي في الاشتباك المباشر .

الفاشر: أولوية ميدانية وإنسانية

تُعد الفاشر من أبرز الأهداف الراهنة، إذ تشهد المدينة أوضاعاً إنسانية حرجة نتيجة الحصار المفروض من قبل المجموعات المسلحة.تعمل القيادة العسكرية على تنفيذ خطة فك الحصار انطلاقاً من كُتم، دار السلام، والأبيض، بدعم ناري دقيق واستطلاع جوي مستمر.
العملية، المتوقع انطلاقها خلال أسابيع، تهدف إلى إعادة فتح الممرات الإنسانية، تأمين مؤسسات الدولة، وإنهاء حالة العزل المفروضة.تحرير الفاشر سيمثل تحولاً سياسياً وعسكرياً كبيراً، لما تحمله من ثقل رمزي واستراتيجي في المشهد الدارفوري.

المقاومة الشعبية و”درع السودان”: الجبهة الداخلية تتحرك
بالتوازي مع العمليات النظامية، برز دور المقاومة الشعبية في دعم الجبهة الداخلية، حيث تنسق مع الجيش في تأمين الطرق، ورصد الخلايا النائمة، ومنع أعمال التخريب.
كما بدأت وحدات من “درع السودان” – وهي تشكيلات أهلية منظمة – في الانتشار بمناطق مستقرة لتأمين المؤسسات الحيوية وخدمات المواطنين بعد التحرير.
هذا التكامل بين العمل العسكري والمجتمعي يمثل نقلة نوعية في التعامل مع الأوضاع الميدانية.

نحو استعادة الدولة: مشروع وطني شامل
التحركات العسكرية من الشمال إلى الغرب ليست مجرد تحرّكات ميدانية، بل تمثل بداية مشروع وطني متكامل لاستعادة السيادة، وبناء مؤسسات الدولة، وإنهاء حالة التفكك والفوضى.ومع بروز تحالفات جديدة بين الجيش وبعض الحركات المسلحة، وتطور الأدوات القتالية، تدخل البلاد مرحلة جديدة عنوانها الحسم والاستعادة، قبل أن تُعقّد الأمطار المتوقعة ساحة العمليات.

مرحلة مفصلية في مسار الصراع
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح السيطرة والسيادة في السودان. ومع انطلاق العمليات من الدبة، والتمركز في الأبيض، والاستعداد لفك الحصار عن الفاشر، تتكامل الجهود العسكرية، المجتمعية، والدبلوماسية لإعادة فرض سلطة الدولة، وتهيئة الساحة لظرحلة مابعد الح ر ب .

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.