سودانيون

نايلة علي محمد الخليفة..زاوية خاصة..لجنة أمن ولاية كسلا….إنتباه

ظاهرة إطلاق الاعيرة النارية في الأفراح والمناسبات من الظواهر السالبة والمقلقة في نفس الوقت ، وقد تفشت كثيراً وحصدت أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أنها جاءت إلى موقع المناسبة من باب الواجب فيتحول المحفل من صالون فرح وابتهاج إلى صالون عزاء وصراخ في طرفة عين وأصعب المواقف أن يكون المقتول بفعل اللا مبالة والطيش في إطلاق الأعيرة هو العريس “صاحب الجلد والرأس والعرضة” كما يقولون أو أحد أفراد أسرته فينقلب كل شيء إلى الضد ويتوشح المكان سواداً بعد بياض.

ولاية كسلا وحاضرتها مدينة كسلا بالتحديد إن كنت من سكانها فالأمر في خانة المعتاد رغم الإنزعاج والتذمر من الاهالي وإن جاء بك الطريق عابراً وضيفاً ستظن انك في منطقة عمليات أو جاء بك القدر إلى منطقة إشتباك ولكن بعد أن تأخذ انفاسك وتستجمع قواك ستكتشف أن كل هذه الذخيرة المهدرة في مناسبة زواج قد يكتب الله لها النجاح أو قد تنتهي إلى الانفصال بعد أشهر من إنعقاد أمرها وبعد كل الهلع والترويع الذي تسبب فيه أهل وزملاء العريس لمن حولهم وهم يتبارون في إطلاق الرصاص في الهواء الطلق كتعبير عن العزة والفرح.

ذات مرة تسللت مع أخريات إلى فناء السكن حيث المسرح والهواء النقي في ذاك الحي الذي يرقد على ضفة غرب القاش ، والسكن الذي نتواجد فيه يتوسط الحي فبينما كنت اتحدث في الهاتف تسرب إلى مسامعي صوت إطلاق نار , وبدأ الأمر وكأنه معركة من حيث القرب فإذا بالأخريات يركضن إلى داخل الغرف وركضت أنا كذلك واحكمن إغلاق الأبواب والنوافذ وبعد أن هدأ الأمر خرجن وهن يتسالن مالذي حدث ولا واحدة منهن تملك تفسيراً وإجابة وفي صبيحة اليوم التالي عرفن أن كل هذا الرصاص المتطاير مناسبة زواج ابن احد وجهاء الحي.

في كسلا لاتمر ليلة إلا وتسمع أصوات الذخيرة فالأمر لايقتصر على المدينة وحدها حتى الريف أصبحت هذه الظاهرة فيه من باب الإعتياد ، وللأسف تجد أحيانا سلاح الجيش حاضرا في المناسبات وفي غيرها أحيانا مزاج هكذا تسمع أصوات الذخيرة فالأمر في كسلا في طريقه للخروج عن دايرة المألوف نحو مسار اللا طبيعي الذي سيقود إلى مالا يحمد عقباه فإستخدام السلاح بهذه الكثافة يعد قصوراً بائناً من لجنة أمن الولاية يستدعي التدخل العاجل لفرض هيبة الدولة وتجريم ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات وضبط هذا  التصرفات  خاصة في الريف وتجريم الاستخدام غير المقنن للذخيرة في مواقع ومناسبات خارج الأطر المصرح بها وختاماً لجنة أمن ولاية كسلا إنتباه!!!! إن لم تسمعوا أصوات الذخيرة في المناسبات بفعل الأبنية الزجاجية والغرف المغلقة فنحن ننقل لكم صوت الحقيقة وصوت المواطن فمتى تلحقوا بركب الولايات التي رفعت شعار (أفراح بلا سلاح) …لنا عودة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.