سودانيون

يوسف عبد المنان يكتب.. خارج النص: المجزرة العرقية

خارج النص

يوسف عبد المنان

المجزرة العرقية

مرة أخرى تعيد مليشيا الجنجويد مأساة الجنينة في محلية المالحة بشمال دارفور وترتكب فظائع بحق الإنسانية

قتل على الهوية العرقية سحل وتعذيب وجلد واغتصاب والعالم أصابه الصمم والعمي وقد تواترت أنباء مجازر المالحة منذ دخول المليشيا تلك المنطقة المأهولة بالسكان أغلبهم من قومية الميدوب ذات الانتماء الزنجي وتجمعهم أواصر الدم والثقافة واللغة بالنوبيين من المحس والسكوت في شمال السودان وهم قوما عرفوا بالبسالة والشجاعة وجدود الميدوب هم رماة الحدق اي النبال التي لاتخطي هدفها وتجاوزت أرقام الضحايا المغدور بهم في مدينة المالحة وحدها المائة قتيل وضعف العدد من الجرحى وفر الآلاف تيها في صحراء الشمال في ظروف مناخيه شديدة الوطاة على الأهالي ومثلما استهدفت مليشيا آل دقلو العنصرية المساليت في الجنينة والعركيين والحلاويين واللحويين في الجزيرة ولم تجد المليشيا من يردعها ولم تتعدى ردة فعل العالم الخارجي الإدانة المعنوية والأخلاقية لمليشيات لا تأبه مطلقا لإدانة المعنوية ولا تحركها نوازع قيمية تكبح سلوك وحوشها البشرية التي تفعل اي شيء بأنسان السودان تفنى قرية بأكملها ولا يردعها رادعا ومافعلته مليشيا آل دقلو في السودان لم يفعله المتطرفين الصرب في كسوفو ولم تقتل مليشيا الهوتو والتوتس مايفعله جنود حميدتي وقد اختار بعضهم لأنفسهم أسماء تليق بهم أحدهم يكني بياجوج واخر ماجوج امعانا في التشبه بالمفسدين في الأرض واخر قجه وصليب الديك وشيطان القيامة كل ذلك تعبيرا عن مافي نفوس هؤلاء القوم الذين قتلوا وشردوا أهالي المالحة ونصبوا المشانق العرقية ضد الميدوب وكان أول من قتلته المليشيا من كانوا داعمين لها بغفلة وهم لايعلمون عن طبيعة المليشيا العنصرية التي تقود السودان كله لحربها ولو امتلك الميدوب السلاح ووجدوا سندا من الطيران ودافعت عنهم قوات المشتركة كما دافعوا عن الفاشر لما ارتكبت كل هذه الفظاعات التي شهدتها المالحة ولن يغسل دماء الأبرياء الا قطع أيادي الجنجويد من المرفقين وتحرير نيالا وزالنجي وكبكابية والقضاء على هذا الفايروس اللعين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.