محجوب فضل بدری يكتب: علوٌ فی الحياةِ وفی المماتِ
– بحرٌ من البسالة والإقدام، بحرٌ من التقدير والاحترام، ذلكم هو الشهيد المجيد اللواء الركن بحر أحمد بحر، الذی تمنيتُ من كل قلبی أن لا يكون نبأ استشهاده صحيحاً، وهو الذی ظلَّ فی سعیٍ دٶوب يبحث فیه بصبرٍ عن الشهادة، وكلمات الشهيد المشير الزبير محمد صالح، تملأ عليه زوايا الذاكرة، وصورة الشهيد الزبير عالقة فی ذهنه وهو يقول:-(والله والله الموت ده محل ما يبقی بنفتش ليهو تفتيش فی المكان البيعز السودان وأهل السودان) وقد صَدَقَ، فصدقه الله تعالی، ونال الشهادة كما كان يرجو، واللهُ يتَّخِذَ مِنَّا الشهداء عندما قال جلَّ مِن قاٸل:-
بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿إِن یَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحࣱ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحࣱ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِیَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَیَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَاۤءَۗ وَٱللَّهُ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ صدق الله العظيم.
– اللواء الركن بحر أحمد بحر، الضابط الرفيع الرتبة والقدر، العزيز النفس الزاهد العابد التقی الورع، المُلِم بكل تفاصيل عمله (الحافظ لوحو) مثل ما قال عنه بروف ابراهيم غندور فی مناسبة تبرٸته من تهمة تدبير انقلاب عسكری علی السلطة القاٸمة، بحر مثال الانضباط العسكری وهو الرجل الذی اعتذر بلباقة عن تولِّی منصب والی ولاية الخرطوم، التی يعرفها حجراً حجر، فقد كان قاٸداً لمنطقة الخرطوم العسكرية، ولو أراد أن يستلم السلطة فلن تعوزه الخبرة ولا القُدرة، لكنه رجل رسالي لا تشغله عن هدفه السامی شهوة السلطة ولا يعرف الخوف إلیٰ قلبه سبيلاً، ولو أراد بحر أن يُغيِّر من أفكاره الراسخة فی التمسك بعسكريته (وأن كل واحد يشوف شغله) لكان بحر فی بورتسودان يتعاطی العمل السياسی ولن يعدم مسمیً وظيفياً يكفيه عن العمل الميدانی فی اتون الحرب التی بذل فيها ما وسعه البذل ونأی عن أی ظهور إعلامی، فلم يظهر فی مقطع مصوَّر، أو أی تسجيل صوتی وهو يقود أعتیٰ المعارك فی بحری الكُبریٰ حتی لاحت بوادر النصر، وسيسجل تأريخ حرب الكرامة فی أسطرٍ من نور بطولات اللواء الركن بحر أحمد بحر مثلما ما عرف الناس بطولات اللواء أيوب، واللواء ياسر فضل الله وغيرهما من أبطال القوات المسلحة الباسلة، ولن يضير بحر بعد هذا اليوم، ما فَعل فنحن نشهد والناس يشهدون، والله يعلم فوق شهادة خلقه أجمعين إن الشهيد اللواء بحر قد جاهد فی الله حق جهاده فاتخذه الله شهيداً بإذنه، ليرفعه مكاناً عليَّاً وهو الذی لم يرضَّ فی حياته غير المعالي، فرفع الله ذكره فی الخالدين.
وكاّنی بالشاعر ابو الحسن الأنباری يعنيه فی مرثيته التی يقول فيها:-
‘علو في الحياة وفي المماتِ لحق تلك إحدى المعجزات.
– كأن الناس حولك حين قاموا
وفود نداك أيام الصلات.
– كأنك قائم فيهم خطيباً
وكلهم قيام للصلاة.
– مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدهما إليهم بالهبات.
– ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الوفاة.
– أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوب السافيات.
– لعظمك في النفوس بقيت ترعى
بحراس وحفّاظ ثقات.
– المجد والخلود لشهداٸنا الإبرار.
– النصر لجيشنا الباسل.
– العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
– الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء،ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.