بتصريحاته الواضحة والصريحة والمباشرة، وهو يخاطب مؤتمر التعليم الإلكتروني بإقليم دارفور بالأمس وضع البرهان النقاط على الحروف، وبها أزال كثير مما إلتبس على الناس، وما اكتنف بعض قضايا الحرب والسياسة بالبلاد من غموض بسبب حملة الشائعات التي أطلقتها غرف ميلي شيا آل دقلو والأجسام المتحورة عن قحت بغرض التشويش وإيقاع الخلاف في الصف الوطني المتحد المتماسك الذي كانت نتيجته هذه الانتصارات الباهرة على صعيد جبهة القتال.
وضع البرهان النقاط على الحروف بعبارات وجمل قطعية الدلالة حول ثلاث قضايا أثيرت حولها شبهات تسببت في إشاعة شعور شعبي بالقلق المشوب بالإحباط، وهي حالة قصدت آلة الدعاية الضخمة للعدو إحداثها في إطار ال ح رب النفسية التي يشنها لتعويض خسائره في الميدان.
أكد البرهان أنه لا مهادنة مع ميلي شيا آل دقلو المت مردة ، وأن معركة الكرامة مستمرة وتسير بخطى ثابتة نحو هدفها وهو حسم الت مرد والقضاء عليه واستئصاله في كل المناطق التي يتواجد فيها، وهذه هي القضية الأولى، وبهذا الوضوح بدد البرهان المخاوف بسبب ما أشيع بأن ثمة مساع وضغوط قد يستجاب لها لفرض هدنة ظاهرها إنساني وباطنها منح فرصة للميلي شيا لتنظيم صفوفها والبقاء في مناطق سيطرتها تمهيداََ لفرض سياسة الأمر الواقع ودعماََ لفكرة الميلي شيا بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها.
القضية الثانية التي كانت مثيرة للقلق والإحباط الشعبي الواسع هي شائعة عودة حمدوك والتي تم الطرق عليها بكثافة، وهو أمر مقصود منه إيقاع الشقاق في الصف الوطني المتراص بقوة خلف الجيش والقوات المساندة له والرافض لعودة رموز قحت وما تشظى منها من أجسام إلى المشهد السياسي مرة أخرى تحت أي مسمى، فكان رد البرهان في منتهى الوضوح حين قال (ليس لدينا أي إتصالات مع قحت وهذا كذب محض ولا عودة لأي شخص تطاول على الوطن، وأنا أتعجب لبعض الدول التي ترغب في عودة حمدوك مرة أخرى، فالشعب السوداني لن يقبل أن تفرض عليه أي حكومة وأن يفرض عليه حمدوك أو أي شخص آخر، وطالما القوات المسلحة موجودة والشعب السوداني موجود لا مكان لعميل يتجول بالخارج في هذا البلد).
والقضية الثالثة التي طمأن فيها البرهان الشعب السوداني هي تأكيده على أنه لا حلول ولا ضغوط خارجية تفرض على السودان، وأن الشعب السوداني هو صاحب القرار، وأن أي حلول ستكون سودانية خالصة وأن السودان لن يستجيب ولن يخضع لأي إملاءات خارجية، وقال البرهان بالنص (الشعب السوداني قال كلمته ونحن نعمل تحت إمرته ولا مزايدة في ذلك).
وهذا النص الأخير من كلام البرهان يحمل جوامع من المعاني مفادها إجمالاََ أن التفويض الشعبي يعلو ولا يعلى عليه، وأن الشرعية الحقيقية تستمد من الشعب وأن الشعب السوداني وحده هو صاحب الشرعية يسبغها على من يشاء، وأن البرهان وصحبه من قادة البلاد الآن يستمدون شرعيتهم بإئتمارهم بإمرة الشعب السوداني والنزول عند إرادةنهه هذا الشعب