تقرير: محمد جمال قندول
تفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، متحركات بحري والكدرو وكافوري أمس (الثلاثاء). ويأتي ذلك بعد ساعات من التقدم الكبير للجيش في محور كافوري واقتراب إعلان محلية بحري بكاملها خالية من التمرد.
ظهور البرهان في كافوري حظي باهتمام كبير لجهة أن هذه المنطقة كانت تعد من الأماكن الحصينة للميليشيا منذ بدء الحرب.
البرهان قدم التهاني للقيادة المتقدمة بمنطقة كافوري بالانتصارات
التنسيق المشترك
ورافق الرئيس خلال زيارته للقوات بالكدرو وكافوري عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا.
البرهان قدم التهاني للقيادة المتقدمة بمنطقة كافوري بالانتصارات التي تمت في منطقة كافوري والتي أسهمت في رفع الروح المعنوية لكافة الشعب السوداني، كما أشاد بالروح المعنوية والتنسيق المشترك بين كافة القوات والأجهزة النظامية والمقاومة الشعبية والمستنفرين، مشيدًا بالروح الوطنية العالية والإصرار والعزيمة على دحر التمرد وتطهير أي شبر من تراب هذا الوطن من دنس الميليشيا الإرهابية المتمردة.
زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لمنطقة كافوري جاءت في سياق تفقد للقوات والمتحركات في الخطوط الأمامية في منطقة بحري الكبرى إلى جانب الكدرو.
وهي خطوة مهمة في هذه المرحلة الحاسمة من معركة الكرامة خاصة وهذا القطاع ميدانيًا شهد تقدمًا كبيرًا وانتصارات مضطردة للقوات المسلحة على الميليشيا المتمردة التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وفقًا لزيارة البرهان أمس وعدد من الشواهد الميدانية، يبدو واضحًا أن القوات المسلحة تعول كثيرًا على توسيع دائرة سيطرتها على هذه المناطق فيما يشبه نصف الدائرة شمال وشرق ولاية الخرطوم لإحكام دائرة الحصار على الميليشيا التي تكاد تكون في جيوب صارت منعزلة تمامًا ومتفرقة وفي أنحاء محدودة عبر الولاية، مما يجعل عملية اجتياح القوات المسلحة لما تبقى من معاقل الميليشيا مسألة وقت فقط.
كما أن زيارة القائد العام لهذه المراكز والخطوط المتقدمة للقوات المسلحة خاصة منطقة كافوري حملت في طياتها إشادته بما تم تحقيقه حتى الآن. وقطعًا البرهان استمع إلى إيجاز حول سير العمليات بمختلف محاور القتال من الميدان لذلك سيكون لهذه الزيارة ما بعدها.
الجيش يحكم دائرة الحصار على الميليشيا التي صارت جيوبًا منعزلة..
إشاراتٌ مهمة
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي د. عمار العركي إنّ الإطار العام للزيارتين يأتي ضمن سلسلة الزيارات التي درج البرهان القيام بها إلى المناطق المحررة متفقدًا المواطنين العالقين الذين ظلوا تحت بطش وحصار الميليشيا، ومتفقدًا القوات المسلحة مهنئًا بالتحرير ورافعًا للروح المعنوية.
كذلك، دأب البرهان خلال هذه الزيارات على إرسال العديد من الرسائل بحسب خصوصية ورمزية المنطقة المحررة، كما هو الحال في زيارته اليوم لمنطقتي الكدرو العسكرية الاستراتيجية ومدينة كافوري بكل رمزيتها السياسية والاقتصادية.
ويواصل محدّثي أن منطقة كافوري لديها رمزية سياسية واقتصادية ودبلوماسية من خلال الوجود الدبلوماسي العربي والأجنبي قبل الحرب، كذلك تعد كافوري من المناطق التي تحمل رمزية خاصة خلال الحرب، إذ ظلت طوال فترة الحرب إحدى أهم معاقل ميليشيا آل دقلو في الخرطوم ومعقلًا وحصنًا لبعض أقرباء حميدتي والقيادات النخبة والصفوة وكأنه يقول لهم جميعًا حضرت ولم أجدكم. كما أن كافوري كانت تمثل مركزًا اقتصاديًا مهمًا بوجود العديد من المؤسسات والممتلكات الحيوية التي تعرضت للنهب والتخريب.
استعادة السيطرة عليها تؤكد أن الجيش يستعيد قلب العاصمة تدريجيًا.
واعتبر العركي أن زيارة البرهان إلى كافوري بمثابة إعلان رسمي بأن شرق النيل بات آمنًا، وأن الجيش تمكن من طرد الميليشيا وتأمين المنطقة، وهو ما يعزز ثقة المواطنين ويمهد لعودة الحياة الطبيعية، كما أن التوقيت والمكان يحملان إشاراتٍ مهمة، أولها أن الميليشيا تفقد تدريجيًا آخر معاقلها الحيوية في الخرطوم، وثانيها أن الجيش يبعث برسالة إلى أي أطراف خارجية كانت تراهن على استمرار الفوضى بأن المعركة في طريقها للحسم.
وأشار العركي أن الكدرو تمثل واحدة من القواعد العسكرية المهمة التي اعتمد عليها الجيش في عملياته الأخيرة، وزيارة البرهان إليها تؤكد أن القوات المسلحة لا تزال في وضعية الهجوم والاستعداد للمرحلة المقبلة من العمليات العسكرية.
زيارة القائد العام للمناطق المحررة تهدف لتفقد المواطنين والقوات..
اللقاء مع الجنود في ميدان التدريب والتعبئة يعكس اهتمام القيادة برفع الروح القتالية وتعزيز الثقة بقدرة الجيش على استكمال العمليات حتى تحقيق الحسم الكامل.
ويواصل الخبير العسكري والاستراتيجي د. عمار أن هذه الزيارة تأتي في وقت تتزايد فيه التوقعات بشأن توجه الجيش نحو استعادة المزيد من المواقع الحيوية في العاصمة، وربما تكون مؤشرًا على تحركات عسكرية أوسع قريبًا، كما أن الزيارتان تحملان رسائل واضحة بأن الجيش هو الطرف المسيطر والمبادر، وأن الميليشيا باتت في وضعية دفاعية متقهقرة.
توجيه رسائل سياسية وأمنية بأن المرحلة الحالية تتجاوز مرحلة الدفاع إلى مرحلة إعادة فرض الأمن والاستقرار.
تحفيز القوات المسلحة والمواطنين على مواصلة الصمود، مع طمأنة الجميع بأن معركة استعادة الدولة تسير وفق استراتيجية ناجحة.
* نقلاً عن صحيفة الكرامة