سودانيون

الركابي حسن يعقوب يكتب.. “أي ح رب تنتهي بتفاوض”

هناك فهم مغلوط لدى ثلة من السياسيين السودانيين عندنا وقليل من الصحفيين لعبارة (أي ح رب تنتهي بتفاوض)، فضلاََ عن أن العبارة نفسها غير صحيحة..

فهناك ح روب عديدة إنتهت على ساحة المعركة بانتصار ساحق من أحد الطرفين على الطرف الآخر والتاريخ مليء بهذا النموذج.. هذه واحدة.

وهناك ح روب تكون فيها موازين القوى متعادلة ولم يستطع فيها طرف هزيمة الطرف الآخر، وهذا النوع يكون طويل في أمده، شرس في مواجهاته بحيث يحدث إنهاك للطرفين فيميلان إلى إنهاء الح رب بالتفاوض ويكون طابع التفاوض في هذه الحالة طابع (تسوية) كل طرف يتنازل عن بعض أهدافه ليلتقيا عند نقطة محددة يرتضيها الطرفان Compromise دون أن يكون هناك مهزوم أو منتصر.

ونوع ثالث ينتصر فيه طرف على الطرف الآخر ويطلب فيه المهزوم (التفاهم) بحثاََ عن حفظ ماء الوجه وحفاظاََ على ما تبقى من الأرواح والممتلكات وتجنباََ لوقوع المزيد من الدمار والاست باحة فيجلس الطرفان (العسكريين تحديداََ ) لإبرام إتفاق ببنود هي عبارة عن (شروط إذعان) يمليها الطرف المنتصر على الطرف المهزوم ويوافق عليها صاغراََ ولا تسمى هذه العملية ب (التفاوض)..

لذلك البعض يلتبس عليه الأمر فيظن أن المنتصر يفاوض المهزوم، في حين أنه في الحقيقة يملي عليه ما يريده من موقع القوة..

وإذا طبقنا هذه المعايير على الح رب التي تدور رحاها الآن في البلاد، فإن الحكومة السودانية في سعة من أمرها لتختار كيف تنهي معركة الكرامة، فأمامها فرصتان الآن هما الحالة الأولى، والحالة الثالثة.

أمامها أن تسحق الجن جويد على أرض المعركة وتقطع دابرهم وتطهر الأرض من رجسهم وتستأصل شأفتهم، ثم تغسل يديها.

وأمامها أيضاً فرصة الحالة الثالثة وهي طلب المهزوم (التفاهم) – المبادرة التركية – لتحقيق أهدافها وإملاء شروطها ومطالبها على الطرف الحقيقي والأصلي الراعي الإقليمي لميليشيا آل دقلو الإره اب ية ..

وإن كنا في موقع يؤهلنا لإسداء النصح للحكومة، نقول لها عليكِ أن تختاري ما يناسب تطلعات شعبك وجيشك.

وأن تستجيبي لما يميل إليه المزاج الشعبي العام وأن تسلكي شِعَب جماهير الشعب السوداني صاحب المصلحة الأول والأخير والشريك المؤتمن الذي قدم من التضحيات الجسام ما تنوء بحمله الجبال وتشفق منه الأراضين..

إشفي صدور قوم مكلومين ومفجوعين وكوني وفية لدماء من مضوا شهداء، ومن بقوا أحياء مبتوري الأطراف وأهدي إلى هذا الشعب العظيم نصراََ يجبر كسرهم.

ولا تجاملي أحداً مهما كان قربه ومهما كانت صداقته..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.