“الحارة 17” .. الملي ش يا تُبيد أحلام الأبرياء
ج ريمة مروعة في الحارة 17 بأمدرمان تزه ق أرواح أبرياء
است شهاد ركاب حافلة مواصلات جميعا جراء س قوط ق ذيفة (المل يش يا ) عليها
مختصون يصفون استه داف المدنيين بالج ريمة ضد الإنسانية
تداعيات نفسية واجتماعية عميقة لج ريمة تدوين (المل يش يا)
دعوات واسعة لمحاسبة الجن جويد على جرائ مهم ضد المدنيين
تقرير :رحمة عبدالمنعم
في ج ريمة مروعة تضاف إلى سجل الانت هاكات الجس يمة التي يشهدها السودان منذ اندلاع الح ر ب، لقي جميع ركاب حافلة مواصلات مص رعهم إثر سقوط ق ذيفة أطلقتها (ملي ش يا ) الدعم السريع على الحارة 17 بمنطقة الثورة في أمدرمان، الحادثة التي وقعت وسط منطقة مكتظة بالسكان خلفت صدمة عميقة لدى أهالي الحي، وتركت مشهداً مأساوياً يتحدث عن حجم الألم والمعاناة التي يعيشها السودانيون يومياً
تفاصيل المأساة
في نهار اليوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر كان يوما حزينا على اهالي الثورة حيث شهدت الحارة 17 انف جاراً مدوياً هزّ أركان الحي نهارا حين سقطت ق ذيفة على حافلة مكتظة بالمواطنين الابريا ،شهود العيان أكدوا أن الحافلة كانت تقل رجالاً ونساءً وأطفالاً، بعضهم في طريقهم إلى أعمالهم، وآخرون كانوا يعودون إلى منازلهم بعد قضاء حاجاتهم اليومية، لم ينجُ أحدٌ من الركاب، وتحولت الحافلة إلى كتلة مشتعلة وسط حالة من الذعر والبكاء بين الأهالي الذين تدافعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مشهد لا يطاق،حيث وقعت
الق ذيف ة بشكل مباشر على الحافلة، مما أدى إلى
استش هاد جميع الركاب على الفور، تاركة وراءها أش لاء مت ناثرة وأحزاناً عميقة في نفوس سكان المنطقة،كان الضحايا رجالاً ونساءً وأطفالاً، يسعون لقضاء حاجاتهم اليومية، ليجدوا أنفسهم هدفاً للق تل بلا ذنب او جرم ارتكبوه .
(أش لاء الركاب)
الصحفي محمد إبراهيم يقول عن المشهد : ما شهدته في الحارة 17 يُعد واحداً من أكثر المشاهد إيلاماً بالنسبة لي ولا يمكن أن يراها انسان او تمر عليه بصورة عادية ، الحافلة كانت مدم رة تماماً، وأش لاء الركاب مت ناثرة في كل مكان، بينما ارتفعت صرخات الأهالي المذهولين الذين تجمعوا حول موقع الحادث، كان المكان يروي قصة أبرياء ذهبوا ضحية ق ذي فة عشوائية لا ترحم
واضاف إبراهيم :هذا ليس مجرد حادث عرضي، بل ج ريمة بشعة تُضاف إلى سجل طويل من الانت هاكات،. واضاف المدنيون في أمدرمان، وفي كل أنحاء السودان، يعيشون حالة من الرعب المستمر، ولا أحد في مأمن من هذه الق ذائف التي لا تفرق بين هدف عسكري ومدني، لقد رأيت في أعين الناس إحساساً بالعجز والخذلان، فهم يواجهون الم وت يومياً، دون أن يتحرك العالم لإيقاف هذا النزيف..حسب تعبيره .
(انت هاك صارخ)
في تعليقه على الحادثة، وصف المحامي والناشط الحقوقي عبد الله عوض ما حدث بأنه “ج ريمة ح ر ب مكتملة الأركان”،وقال :القانون الدولي الإنساني واضح بشأن حماية المدنيين أثناء الح ر. وب، مشيرا الى ان استهداف وسائل النقل العامة التي تُعد جزءاً أساسياً من الحياة اليومية يمثل انت هاكاً صريحاً لاتفاقيات جنيف، هذه الج رائم ترتقي إلى مستوى الج رائم ضد الإنسانية، ويجب أن تخضع للتحقيق الدولي وتقديم مسؤولي
؟ملي ش يات) الدعم السريع للعدالة
وأضاف عبد الله أن هذه الج ريمة تأتي ضمن سلسلة من الانت هاك ات التي ترتكبها (ملي ش يات) الجنجويد منذ بداية الح ر ب، مشيراً إلى أن الاستهداف المتعمد للمدنيين يعكس نية واضحة لإره اب السكان وتهجيرهم من مناطقهم
تداعيات نفسية
من جانبه، أشار الدكتور حسن النور، أستاذ علم الاجتماع بالجامعات السودانية، إلى التداعيات النفسية والاجتماعية لهذه الج ري مة على أهالي المنطقة وقال :ما حدث في الحارة 17 لا يتوقف عند فقدان الأرواح فحسب، بل يمتد ليترك جروحاً نفسية عميقة لدى أهالي الض حايا ،هذه الممارسات تخلق بيئة من الخوف وعدم الاستقرار، وتدفع المجتمعات المحلية إلى الانهيار النفسي والاجتماعي. الأطفال الذين شهدوا هذه الج ري مة سيحملون آثارها مدى الحياة، والمجتمع سيحتاج لسنوات طويلة للتعافي..حد قوله
وبينما يتصاعد الغضب الشعبي في أمدرمان، يقول أحد سكان الحارة، الذي رفض ذكر اسمه “للكرامة”:لم نعد نعرف معنى الأمان في حياتنا اليومية، ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ كانوا فقط يحاولون العيش وسط هذا الدم ار.،كل يوم نستيقظ على أخبار فقدان جيراننا وأحبائنا، نحن نعيش مأساة مستمرة
دعوات للمساءلة
وسط هذا المشهد المأس اوي، تتزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة (ملي شي ات) الجنجويد على هذه الج رائ م ض د الإنسانية ،ويؤكد الخبراء أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات حازمة وفرض عقوبات على قادة
(الملي ش. يا) لوضع حد للانتهاكات المستمرة في السودان
ويظل السؤال الكبير
ماذنب الابريا؟
لماذا تقتل احلام البسطاء ؟