سودانيون

قصيدة للدكتورة أماني الزعيبي: أجراسُ الكنايات

قصيدة للدكتورة أماني الزعيبي: أجراسُ الكنايات

مُرّي عليَّ كأنّي ضفّة ظمئت

فَاضَ المعينُ وأشواقي ستنبجسُ

مُرّي عليَّ فقد أضرمتُ أفئدتي

أفْلَتُّ مِنِّي كَأنَّ القلب يفْتَرِسُ

مُرِّي ولو كُنتُ أَهذِي ملء أوردتِي

حرفي غريبٌ وفي بيدائه يبسُ

مرّي كأنّي نَقشتُ الفجرَ في رئتي

ألَسْتِ شَمسًا وفِي أمدائِك النفسُ

وحدي وقفتُ بقلب الشّعر سامقةً

منْ التي كفها كونٌ وتلتبسُ

حتى تثاقل خطو الليل في سُبلي

لولا القصائد لا حبٌّ ولا عسسُ

مرّي فإنّك قد غيرت خارطتـــي

دمي لغاتٌ وضوئي صار يقتبسُ

لي في جبينك زيتون سيُثمرني

ولي سماء من الظلماء تحترسُ

بيت القصيدة صرت الآن غابتهُ

حتى أتاني دبيب ورده وَنَسُ

قصّي عليّ حصيد الماء واغترفي

غيث المجاز فأسلافي هنا جلسُوا

هم أورثوني نزيف الأرض وانصرفُوا

هم شيّدوا في الأعالي صرح شاعرة

خنساؤها نخلةٌ عرجونها قبسُ

مالت عليَّ فكان الشعرُ تَمرَتَها

وملتُ أجني مجازا طينه غلسُ

تأتي القصيدة مثل البرق تذهلني

أليس شعري ذهولٌ فيه أنغرسُ

ناديتُ قلتُ بحوش الروح يا لغتي

إنّي رحابك، ما الآمال لو يئسوا

مازلتُ أفتح في الآفاق نجمتها

حيث الكناية في أقدامها جرسُ

مازلتُ أذكر كم أوّلت جدولها

تلكَ السماوات كالمرآة تنعكسُ

غازلت شعرا وكان الفجر بردتهُ

وكنت شمسا تُفيض الغيم لو يئسوا

قد يعجبك ايضا
تعليق 1
  1. […] قصيدة للشاعر عبد الوهاب هلاوي: تهريب.. […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.