سودانيون

يوسف عبد المنان يكتب.. حديث السبت: الفاشر وحصاد الجنجويد قبل حلول الدرت

حديث السبت:

📌 الفاشر وحصاد الجنجويد قبل حلول الدرت.

📌 عرمان يتوعد بحرب المدن من أمدرمان إلى الأبيض.

كتب: يوسف عبد المنان

1️⃣

شهدت مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور ورمزيته يوم الخميس 12 سبتمبر 2024م معركةً ضاريةً هي الـ70 منذ نشوب الحرب في 15 من أبريل العام الماضي، ومنيت فيها قوات مليشيا الجنجويد بخسائر فادحة، في الأرواح، والمعدات، والآليات.

وصدت قواتنا المسلحة، والقوات المشتركة، وقوات المقاومة الشعبية من المستنفرين وأهل دارفور جميعا، صدت وبعنف القوات التي هاجمت المدينة وقوامها 5000 أتت من الشرق والجنوب الشرقي والجنوب، بعضهم على ظهور الخيول والحمير، وبعضهم تحملهم الناقلات الكبيرة من عربات  ZY وZS وأكثر من 200 لاندكروزر، بينما اختبأ القادة الكبار بعيداً عن شظى المعركة في عربات مصفحة، وزجوا بمرتزقتهم من أبناء القبائل المغلوب على أمرها، بعد أن قبض أمراء الحرب أثمان الرؤوس نقداً، ووعدوا الدهماء من شبابهم المغرر بهم بالغنائم من الذهب والسيارات إن هم دخلوا الفاشر فاتحين، لإعلان دولة ال دقلو ومملكة ال زايد في قلب أفريقيا !!

وعند الساعة الحادية عشرة صباحاً بدأ الهجوم بتدوين مدفعي على الأحياء السكنية لإرهاب السكان واستخدمت القوات المشتركة من فرسان حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة وقوات المجلس الانتقالي والقوات المسلحة التي تقود المعركة، وتضع التكتيك الذي يتناسب كل معركة، وفي معركة الخميس تم خداع الجنجويد ومد حبال الصبر، ففتحوا لهم فتوغلوا داخل الأحياء الجنوبية، وفجأة انقض عليهم فرسان دارفور من ثلاثة محاور، فمضت أربع ساعات والقتال رجل لرجل، وتبدت شجاعة فرسان دارفور التي وحدت مشاعر أهل السودان، من الفاشر إلى أم درمان وكسلا والباوقة ومروي وكادقلي والدمازين وهمشكوريب، جميع تلك المناطق قلوبهم معلقةً في سماء الفاشر، تنقبض صدورهم عند سماع أنباء عن تقدم الجنجا، وتنفرج الأسارير وتدمع المقل فرحاً بتقدم القوات المسلحة، والمشتركة..

والمصلون في مساجد السودان كافةً يرفعون الأكف تضرعاً، لمن بيده النصر، أن يكتبه لقواتنا، ويشتت رمي التمرد، ويخزهم، حتى دنت شمس الخميس من المغيب، والأبطال لم يذوقوا لقمة عيش، إلا بضع تمرات وماء، ولكن كانت النفوس كبارا، والعزيمة قويةً، والإصرار والإيمان العميق هو غذاء الروح والجسد، وبدأت قوات الجنجويد في التقهقر، والانشغال بحمل جرحاهم والهلكى، من معركة خسرت فيها المليشات 17 قائداً من رتبة رائد ومقدم وعقيد، وأغلبهم من بطون الرزيقات الماهرية، بينما عدد الجنود الهلكى في معركة الفاشر حسب المصادر، أكثر من 1000 قتيل، وتركوا بعض الجرحى في ميدان المعركة، ومع غروب شمس الخميس كانت ساعة النصر فلله الحمد والشكر. ولقد كانت معركة الفاشر هذه أهم دلالاتها أنها الأخيرة بإذن الله، وقد اكتملت كافة التجهيزات للزحف المرتقب إلى الجنينة، وزالنجي، ونيالا.

إن معركة الفاشر ليست مجرد معركة عسكرية لسحق الجنجويد وتطهير أرض دارفور من رجس مليشيات الدعم السريع، ولكنها عملية هندسة سياسية واجتماعية جديدة للشعب السوداني، الذي توحدت أغلبيته بمشاعرها ووجدانها مع الجيش لقتال ودحر مليشيا ذات امتدادات خارجية وتحالفات سياسية، سعت بإلحاح واستماتة للسلطة، واحتقرت قيِّم الشعب السوداني، ونكلت به، فقتلت الأرواح، ونهبت الأموال والممتلكات، وبثت خطاب الكراهية بأسلوب غير معهودٍ منذ فجر الاستقلال.. هذه الدعوة الباطلة والأفعال الذميمة دفعت أغلبية أهل السودان للاصطفاف مع الجيش، ومع الحركات المسلحة التي لم يعرف الشعب أخلاقها وقيمها وقتالها بشرف إلا بعد حرب آل دقلو التي جعلت من استدارة مناوي وجبريل وحتى عبد الواحد والحلو ابطالاً يستحقون التقدير، لأن الأشياء باضدادها تعرف.

2️⃣

الاسبوع الماضي انتهى بمعركة الفاشر، وضرب المليشيا في حلة كوكو ببحري، وتم تحرير ثلاث مناطق في الدمازين وحول الدندر.. ولكن اسبوع الحصاد قبل حلول الدرت بدأ من الأبيض، عاصمة إقليم كردفان، والدرت ظهور خيرات الخريف بنهاية الموسم، حيث يبدأ المزارع في تناول قوته من مزرعته، وهو أخصب شهور العام مع بداية الحصاد.

والان بدأ حصاد الجنجويد من معركة غرب الأبيض يوم السبت الماضي عندما هاجمت قوات الجنجويد أربع سيارات تتبع لجهاز المخابرات العامة كانت ترابط غرب المدينة، وعلى طريقة الهجانه الخاصة تم إيقاع قوات الدعم السريع في شراك نصبتها قوات الهجانة لحصد العصافير وبضربة واحدة استطاعت الهجانه اغتنام سبع عربات ومقتل 205 من الجنجويد وأصيب في العملية أكثر من مائة جريح بما في ذلك العميد حمدين قائد قوات الدعم السريع بكردفان وهو ضابط صوري من أبناء الزغاوة لا يملك إلا نفسه وسيارته، وسلطة الدعم السريع بيد غيره من أبناء الحوازمة والمسيرية، وفاض مستشفى الرهد بجرحى عملية الأبيض الغربية ونقل البعض إلى مستشفى بارا التي أصبحت تحت قبضة المليشيات، ولكن الأثر المباشر لخسائر الجنجويد في الأبيض تمثل في انسحابهم من ام صميمة إلى منطقة الدودية والهجوم على الخوي من قبل عناصر المليشيا من الشنابلة والمعاليا، وتعرضت المليشيا في الخوي لخسائر كبيرة بعد أن تم إخراجهم منها عنوةً من قبل مقاتلي قوات الاحتياط وفرسان دار حمر بقيادة حمد الصافي، وصار وضع المليشيا صعبا جدا، وقد فقدت معظم المقاتلين، مما دفعها للاستعانة ببعض زعماء الإدارة الأهلية لتجنيد مقاتلين جدد لتعويض فاقد الهلكى الكبير.

وفي الخرطوم صوبت المقاتلات الحربية نيرانها على تجمعات المليشيا صباح الخميس بمنطقة حلة كوكو حيث تتجمع قوات الدعم السريع للتزود بالوقود، والانطلاق لمهاجمة سلاح الذخيرة وحطاب واستطاعت نسور الجو بدقة متناهية القضاء على تجمعات المليشيا وبدأ العويل والنحيب على المدنيين الذين قتلوا بزعمهم بتلك الضربات وبرع بعض الممثلين في إخفاء ملامحهم ومظهرهم العسكري والبكاء بدموع مصنوعة عن المدنيين ولكن الشعب السوداني سخر من تلك المسرحيات الفطيرة التي بثتها عناصر الجنجويد من نيالا التي ضربت القوات الجوية قيادة المنطقة العسكرية وضربت في الخرطوم تجمعات حلة كوكو وضربت في المساء جبل أولياء ودقة الطيران المتناهية هذه الأيام تعود أولا وللجهد الكبير والتفاني من قبل جهاز الاستخبارات في القوات المسلحة وجهاز الأمن وهم يتوغلون في جحور الأفاعي حتى شكا المتمرد كيكل من القوات الخاصة بعد أن ضربته في كبده وتخطفت أسلحتها أهم رجاله قبل معركة مدني التي أصبحت أقرب من حبل الوريد.

3️⃣

توعد ياسر سعيد عرمان القيادي بتقدم الأسبوع الماضي الشعب السوداني بنقل المعركة الحالية بين الجيش والقوات المشتركة والدعم السريع من الفضاء العسكري إلى مناطق مأهولة بالسكان في كل من أم درمان والأبيض وكوستي في تحدي صريح لإرادة الشعب السوداني وتهديد علني بقتل المدنيين، ولو كان في العالم عدالة ومحاكم جنائية ترصد أقوال وأفعال المليشيات، لفتحت المحكمة الجنائية محضر تحقيق مع ياسر عرمان وطلبت مثوله أمامها، وهو يهدد المدنيين بالقتل والويل والثبور وقد كان عرمان صادقاً في أقواله وصادقا في تهديده حيث أمطرت المليشيا اليوم الثاني لتصريحاته مدينة أم درمان بوابل من قاذفات المدافع، حصدت أرواح أربعة مواطنين في الثورة الحارة 17 والحارة 13 وزقلونا وفي اليوم الثاني تم توجيه ضربة للحارة 100 والحارة 102 وجرحت امرأة وقتل طفل، وبترت يد رجل، وصباح الخميس كان حصاد عرمان من أرواح المدنيين أربعة في منطقة الشهيناب شمال أم درمان والبادوبة والشيخ الطيب وبلغ عدد الجرحى أكثر من سبعة عشر جريحا.

ولو نهضت مجموعة المحامين التي أعلنت ميلادها الأسبوع الماضي بقيادة أحمد وادي بمسؤوليتها الأخلاقية وتابعت شكاوى في مواجهة ياسر عرمان في المحكمة الجنائية وأبلغ السفير حسن حامد مندوب السودان في مجلس حقوق الإنسان وسفير السودان بسويسرا مجلس حقوق الإنسان بهذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتهديد ياسر عرمان والمطالبة بمحاكمته كمجرم حرب يهدد المدنيين وينفذ تهديده لما تجرأ من بعده من قوم حمدوك على مثل هذا التهديد والوعيد من قبل قحت أو تقدم في تخلقها الجديد.

4️⃣

حزنت أيما حزن لحالة الإدارة الأهلية في بلادنا ونموذج الحوازمة على وجه الدقة يجتمعون بأمر الدعم السريع وبشعار الدعم وتصوير الدعم السريع يهاجمون فيه قيادات من الحوازمة قررت دعم القوات المسلحة والوقوف معها في مواجهة الدعم السريع، ولكن وكيل ناظر الحوازمة وهو غير معترف بنظارته ولا معتمد من قبل الحكومة جمع أربعة فقط من العمد وفشل في إقناع سبعة عشر عمدة. وبإعلانه موقف سياسي منحاز للمليشيا قد حشر القبيلة في بزة الدعم السريع، وحزني على الحديث النابي وفاحش القول وساقطه الذي تفوه به العمدة شايب وهو رجل سبعيني بسلوك طفولي، حشد كل مفردات البذاءة وفاحش القول باسم الإدارة الأهلية، بحق رجال صادقين مثل المهندس سعيد حبيب الله وعمر سومي وهؤلاء من وضعوا لبنة تنسيقية الحوازمة لتصحيح الصورة الشائهة التي صنعها أمثال العمدة شائب ووكيل الأمير الذي بايع الدعم السريع وأقسم أمام الهالك شيريا بالدفاع عن المليشيا وخدمتها حافي القدمين !!

وهذه الحالة لا أجد متنفساً منها إلا في الشعر العربي القديم عند المثقب العبدي حين قال:

افاطم قبل بينك بحق

ومنعك ما سالتك أن تبيني

اللهم فرج همنا وغمنا وانصر قواتنا المسلحة على هؤلاء القوم.

السبت 14 سبتمبر 2024م

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. […] الدندر: سودانيون ميديا […]

  2. […] تنشط قيادات اهلية بإسم قبيلة المسيرية للحديث والتحشييد لأجل حرب آل دقلو ومرتزقة الدعم […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.