بدافع ذاتي وهواية وطموح سلكت الفنانة الشابة ملاذ غازي طريقها إلى الفن لتصل إلى المستوى الفني المطلوب ولتحقق طموحها المتدفق وحلمها الجامح حتى تتبوأ مكانة مرموقة في عالم الفن، لم تستسلم ولم تهزمها العقبات المترامية في طريق الفن، صوتها الشجي شحذ من هممها عالياً لتتغنى بأغنيات العمالقة التي أدهشت بها نقاد فنيين كانوا يضعونها تحت المجهر. نثرت بعضاً من الأغاني الخاصة لعشاق صوتها لتكون رصيداً لها في خزانة فنها.
ورغم مسيرتها الفنية القصيرة إلا أنها تركت أثراً واضحاً منذ حضورها الأول في الساحة الغنائية مؤكدة أنها فنانة فتحت لها نجومية عالم الفن أذرعها منذ بزوغ موهبتها الفنية التي جعلت المهتمين بأمر الغناء يتوقعون لها مستقبلاً مشرقاً، الآن هي تعيش إرهاصاته الجميلة متطلعة لظهور يناسب قدراتها ومكنوناتها ومواهبها الفنية البديعة..
وملاذ بصوتها العذب قادرة على شد السامع والمتلقي إلى الاستماع لها، شهدت لها بذلك المسارح والبرامج الغنائية بالقنوات لا سيما البرنامج الغنائي الأشهر (أغاني واغاني) والذي شاركت في عدة نسخ منه.
ملاذ تخطط لمشروع فني مؤسس في مستوى فني رفيع، لتكتب اسمها بأحرف ذهبية في خارطة الغناء بالسودان، ذلك وكثير من الجوانب في حياتها الفنية تحدثت عنها في حوارها مع (سودانيون ميديا) في المساحة التالية:
حوار: خديجة عائد
* برأيك، هل يمكن أن تكون الأغاني ملاذاً لنا من الأوجاع والآلام المرتبطة بواقع الحرب؟
الأغاني هي ملاذ من الأوجاع “والشجن مرات بوجع”، الغناء الذي يحرك فينا مشاعر مكبوتة ويجعلنا نتأمل ونبحر في معانٍ ولحن وصوت نطرب ونبكي ونحزن ونفرح “عالم تاني” تبحر به الروح في رحلة مع الخيال.

* في السابق، كانت القنوات الفضائية هي من تصنع الفنان، أما اليوم أصبح المعيار الوحيد هو أن “تُظهِر موهبتك”، هل هذا صحيح؟
نعم، وهذا تطور طبيعي، في السابق كانت القنوات الفضائية والدورات المدرسية ومراكز الشباب وهي التي تظهر من خلالها المواهب، الآن مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لها الدور الأكبر وهي عملة ذات وجهين.
الأغاني علاج نفسي وهي ملاذ من الأوجاع والشجن بها نطرب ونبكي ونفرح
* الجمهور السوداني بطبيعته ناقد، إذ يتناول أي أغنية بطريقة ناقدة قد تؤثر كثيراً في المطرب أو المطربة، والذي يواجه تحديات عديدة، منذ انطلاقتك كيف تعاملتي مع هذه الحالة؟
بصراحة أنا أتعامل مع النقد البناء فهو يعطيني دافعاً وأتعلم منه دائماً، أما النقد الهدام فاتجاهله تماماً، رغم أنه أحياناً يلفت نظري وينبهني لأشياء غائبة عني.
* هل يمكن للفن أن يؤدي رسالة من شأنها أن تسهم في تخفيف معاناة الناس في هذه الفترة العصيبة؟
هذا شئ أكيد، لكن نحن بحاجة إلى شد الهمة أكثر والخروج إلى بر أمان.. “الوجع كتير” لكن لابد من المقاومة والغناء لا يكون قول فقط وإنما قول وفعل.
* برأيك هل يمكن أن يكون الغناء علاجاً للفئات التي تضررت نفسياً من الحرب؟
يعبر عنهم ويزرع في نفوسهم الأمل، “نقول كلام يعبر عن الشئ الحاصل وموسيقى تريح الأعصاب وتحفز الناس نفسياً أن القادم أجمل وأنا عملت أغنية اسمها (أكيد الشمس ح تطلع تاني وأكيد النيل حيغني أغاني)”.
عمليات التجميل شئ عادي وأي شخص يفعل ما يريد طالما هي قناعاته
* موجة عمليات التجميل التي تخوضها كثير من المطربات، برأيك هل تسهم في نجاح الشخصية أم فشلها؟
في رأيي أن نجاح الشخصية لا يحتاج عملية تجميل لأن الجمال في الشكل ليس هو ما يحدد النجاح والفشل، ولو سألتيني عن رأيي فيها فأنا أقول إنه شئ عادي وطبيعي أي شخص يفعل ما يريد “طالما دي قناعاته نحن ما لينا دخل”.
* هل هناك مقياس معين للنجاح تتعاملين به مع أعمالك؟
قناعتي بالأعمال الفنية التي أقدمها لجمهوري ويتفاعل معها، إضافة إلى شعوري بالرضا عن نفسي.
* لماذا يتجه أغلب المطربين إلى الأغاني “السنجل” ويهجرون الألبومات؟
الألبومات قديماً زمن الكاسيت قبل الإنترنت كانت هي الحل لمشكلة “أنو عايزين نسمع للفنان الفلاني”، لكن حالياً الإنترنت يجمع جميع أغاني الفنان في قائمة واحدة ويتيح ليك فرصة تشغسلها كلها وراء بعضها أو تختار منها أو تصنع تشكيلة.
أتعامل مع النقد البناء وأتعلم منه واتجاهل الهدام تماماً

* هل تمارسين نشاطك الفني بصورة عادية، وهل أقمتي حفلات، وفي أي مكان؟
نعم أمارس نشاطي الفني المعتاد، وسيكون لدي نشاط كبير جداً في الفترة المقبلة، أنا متحمسة جداً، ولكن توالت الأحزان “وما بعد الضيق إلا الفرج”.
* ما هو دور الفنان الرسالي الذي يجب أن يقوم به في هذه المرحلة (مرحلة الحرب)؟
أريد أن انتهز الفرصة وأعرف (التكية) وهي وليمة تقام في الأحياء المأهولة بالسكان في العاصمة والولايات التي تضررت من الحرب بصورة كبيرة مثل ولاية الخرطوم والجزيرة وغيرها، “ونحن أقل شي بنوفر الأكل للمواطنين”، ومن هنا أشكر كل المساهمين في (التكية) الأستاذ عبد الحفيظ محمد وباقي الشباب الذين عرفت عبرهم (التكية) الجقد والفنان أحمد اللورد والفنانة هند الطاهر ومبادرة الواحد يورو في باريس، وهذا هو دورنا أثناء الحروب أن ندعم بعضنا دعماً حقيقياً ليس بالكلام والغناء فقط وإنما بالأعمال والفعل، هذه هي رسالة الفنان، وقفة حقيقية وإحساس بالمجتمع والناس في ظل الظروف الراهنة “ربنا يصلح حال البلاد والعباد”.
* كفنانة هل استفدت من السوشيال ميديا في إبراز ما تقدميه؟
نعم، استفدت منها بالتأكيد، المفيد أخذته معي وغير المفيد رميته وراء ظهري.
* من خلال تجربتك، في اعتقادك ما الذي يستهوي الجمهور السوداني؟
الجمهور السوداني جمهور فنان يتذوق الفن الصادق والجميل، وهو جمهور مثقف وواعٍ وذواق.
الفنانة ملاذ غازي لـ(سودانيون ميديا): هذا هو دورنا أثناء الحروب (…)