سودانيون

يوسف عبد المنان يكتب.. حديث السبت: جدل الحرب والهوية بين الدرديري ونخب عربان الشتات

حديث السبت

يوسف عبد المنان

جدل الحرب والهوية بين الدرديري ونخب عربان الشتات:

📌 بروفيسور الأمين الدودو يدافع عن حق التشاديين والليبين في خوض  غمار الحرب في السودان!!

📌 هل أتى إعراب الشتات فاتحين لأرض النيلين ام لصوص لنهب ثروات شعب مغدور به.

1️⃣  في الوقت الذي تحشد فيه مليشيا عربان الشتات الآلاف من مقاتلين جاءت بهم المسغبة والفقر، والطمع والبحث عن الثراء، من دول تشاد والنيجر وليبيا ومالي وبوركينا فاسو والكاميرون، لإغتصاب الفاشر واحتلالها، وإعلان سيطرتهم على إقليم دارفور، وإعادة هندسة مجتمع توارث الحكم والسلطة منذ الف سنه، إلى حكم جديد وسلطة لها هوية غير هوية أهل تلكم الديار، في هذا الأثناء والعالم الخارجي يرمي بثقله نصرةً لعربان الشتات، فإن جدلاً آخر في الأسافير والفضاء الإعلامي يشتجر مع الدكتور الدرديري محمد أحمد، الأستاذ الجامعي، ووزير الخارجية الأسبق، وهو مثقف وأكاديمي، قرأ ماوراء حرب السودان ببصيرة أهل النظر، وترك لأهل الفعل ينافحون عن وطنا الذي يتعرض لإحتلال أجنبي، بايادي ورغبة بعض أهله!! ومنذ أن جرد الدرديري قلمه، وكتب مقالاته عن عربان الشتات، أصلهم وأبرز تاريخهم، وأبان أهدافهم المعلنه والخفية، في حرب السودان، وتداعيهم الذي تجاوز الحدود، ونداءات التدافع الاثني والعرقي التي أطلقها أمراء حرب السودان، فأضحى الدكتور الدرديري هدفاً  لسابلة الأسافير، الذين يفسون بهواتفهم على قول الدكتور منصور خالد، وهو يصف الراحل محمد إبراهيم الشوش بأنه من المثقفين الذين يفسون باقلامهم، وانتاشت الدرديري أبواق المليشيا من النخب ملوثة الأيادي بدماء أهل السودان، ومنتفخة الجيوب من المال الحرام والمسروق، ويركبون الفارهات الصافنات من (غنائم !!) الحرب كما يقولون.

2️⃣  اول من تصدى للدرديري من عربان الشتات بروفسير أو هكذا قدم نفسه وزعم مناصروه، الذين فرحوا بتسجيلاته بما لم يفعلوا، ونشروها في كل فجاج الأرض، وهو يصف نفسه اي الأمين الدودو باستاذ القانون الدولي، ويبرر لهجمة المهاجرين المناصرين من عرب الشتات لعرب جهينة في السودان، بأنها نصرة للمظلوم ويتطاول على الآيات القرآنية بتفسيرات لم يات بها ابن كثير ولا سيد سابق ولا المفسرون في كل العصور، بانحطاطها وازدهارها. بقوله إن قول الله تعالى (وانذر عشيرتك الاقربين) هي دعوة للمناصرة القبلية!! وغاب عنه أنها دعوة لبث نور الحق، ومناصرة من أجل راية الهداية، وعلو كلمة التوحيد، وليست نصرة عرقية وعصبية، فهذه قال عنها النبي الاكرم، دعوها إنها منتنة، إنها دعوة جاهلية، ويزعم هذا الدودو بأن عربان الشتات- طبعا هو مستهجن المصطلح- فقال لم يهبوا هبتهم المقدسة الا من أجل خلاص شعب المسيرية، وخلاص شعب الرزيقات، ونسي أو تجاهل الشعبة الثالثة وهي قبيلة الحوازمة، من الإبادة والقتل الجماعي الذي يتعرضون له في السودان على يد القوات المسلحة. فاي افتئاتٍ وكذبٍ بواحٍ أكثر مما جاء به (هذا) الدودو الذي يزعم جهلاً بأن العرب الجهنيين يتعرضون لإبادة!! فمن أين له هذا الذي يعلم كذبه راعي الماعز في سهول جبرة الشيخ، ولكن الرجل التشادي الأصل والليبي الهوى والسوداني البندقية، يتوهم بأن هناك حربا يشنها الزنوج ضد عربان الشتات- مع تحفظنا على كلمة عربان- والميل نحو الإعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً بسلوكهم ونزقهم نحو القتل والنهب، وكان هذا البروف يسعى لإعادة إنتاج حربٍ دامت خمسة عشر عاما في جنوب العراق، عام 869 وحتى 833 وعرفت بثورة الزنج والتي وصفها الإمام الطبري (بأشد الحروب وحشيةً) وهي ثورة من اجل تحرير المسترقين لأنفسهم من براثن الظلم والعبودية، فهل تعرض المسيرية في السودان إلى إبادة كما يزعم، وقتل على أساس الهوية، كما يدعي مزورو التاريخ، وما الدودو الا واحدٌ منهم. وإذا كان ثوار عرب الشتات قد ركبوا الصعاب لنصرة الجهنيين في السودان، فما الذي جعلهم لصوصاً ينهبون مركبات المواطنين، ويطيرون بها فرحاً للملكة وداي، إرضاءً لشهوة فتاتهم ام قرون، التي لاترضي ولاتشبع الا اذا أكلت مالاً مسروقاً من اركويت أوالكلاكلة، ولن ترضى بغير سيارة يحرص النهابة والمغتصبين، ومن ورائهم تسيل دماء صاحب العرب حمراء قانيةً، في مقاعد المركبة ليباهي بأنه قتل صاحبها، وسفح دمه وجاء بها كفتح جديد لاعراب الشتات !!

والدكتور الدودو الذي يزعم أنه استاذ القانون الدولي، الذي يلزمه الاعتذار عن مافعله أبناء عمومته من موبقات، فإذا به يتمادى في غيه، ويبرر إلغاء الحدود بين الدول ويجعل من القبيلة عابرةً للدول، ويشرعن للفلاته أو الفولاني في نيجريا أن يهبوا لنصرة إخوانهم في السعودية، إذا ماتعرضوا لمكروه أو ظنوا بأن حقوقهم سُلبت، وتلك دعوة نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي كان يتزعم  اشواق إقامة دولة  أممية في افريقيا عاصمتها طرابلس.

البروفيسور الدودو يغمض عينيه عن حقائق الواقع، بأن عربان الشتات جمعتهم المصالح لا أكثر، وفرقتهم النكبات التي تعرضوا لها في النيجر ومالي، وهم خلايا اتبعت داعش لا نصرة لفكرة داعشية، ولكنها نصرة من أجل المال والثروة، وكان الأعراب اول من حملوا السلاح دفاعاً عن نظام القذافي الذي كان يغدق عليهم المال، وهو ذات المال الذي جعلهم يقاتلون في اليمن لا نصرة لجهينيين هناك ولا دفعا عن قحطانيين ولكنها شهوة المال والأرتزاق، من دماء الأبرياء، وهذا مارفع مقام حميدتي عند هؤلاء، وقد خدع بعضهم حتى دخلوا ام درمان وهم يسألون عن الكعبة الشريفة !! بعد أن خدعهم السماسرة، وأخشى أن يكون الدودو مالكاً لإحدى مكاتب الإستخدام الخارجي، بأنهم في طريقهم للقتال في السعودية ليكتشفون انهم بارض ام درمان !!

3️⃣  الم يسأل البروفيسور الأمين الدودو نفسه عن جرائم القتل والنهب والسلب التي ارتكبتها قوات حميدتي في السودان؟ حتى غادر أهله أرضهم وتشردوا بنحو خمسة عشر مليونا، وجاء الإعراب من كل بادية، ومن كل فج عميق، ومن هوامش المجتمعات ومنبوذي أفريقيا، ليقطنوا في أرض النيلين، من غير حتى رضاء الجهنيين الذين جاء الدودو لنصرتهم والدفاع عنهم !! وجاءت تسجيلات مبشر الشريف التي انتشرت أمس في الفضاء الإعلامي، ولم يقدم مبشر الشريف تعريفا لشخصه، ولا أملك الجزم يقينا أن كان هذا المبشر كائنا طبيعيا ام تخلق اسفيرياً، من الكائنات الجديدة، بيد أن الرجل من صوته من مثقفي عرب دارفور غير المتماهين مع الدعم السريع، وكثيرا مايقول أقاويل في تسجيلاته تخاطب العقل أكثر من العاطفة، ولكنه أيضا يحفر عميقاً في يابس التبرير لافعال قوات الدعم السريع، ويزعم أنها وقادتها ماكانوا يوما من حداة مشروع كبير، لتغير ديمغرافي في السودان، تحل فيه أقوام وافدة مكان أخرى مستقرة، ووجدت قائدا بلا رافق عسكري، ولكنه شريرا يجمع بين القوة والضعف والقسوة والعنفوان والعنصرية السياسية، والبغض العنصري، وقال مبشر في تسجيله أن عرب الشتات تكمن قضيتهم في الاستغلال السياسي، (بالغين) من قبل الآخرين، ويشير إلى حقائق يعلمها القاصي والداني أن نظام الإنقاذ بعد اندلاع حرب دارفور وجد نفسه في السهله عسكريا، وبعد أن حقق المجاهدون انتصارات على متمردي الجيش الشعبي في معارك اشوا وخور انجليز وتم تحرير مدن جنوب السودان من بور، وكبويتا، وأكوبو، ومريدي، وكايا، كان عصيا علي القيادة السياسية أن تحمل المجاهدين لقتال من كانوا يوما ما قادتهم، مثل أحمد آدم بخيت وخليل إبراهيم وعبدالعزيز نور عشر، وسليمان صندل، والشيخ سليمان شوقار، فتفتقت عبقرية قادة المخابرات السودانية وبعض السياسيين من قصار النظر إلى اللجوء لسوق البيع والشراء، ووجد هؤلاء من يعرض بندقيته للايجار، ولم يتدبر قادة الإنقاذ في مآلات تجنيد عرب الشتات لقتال متمردي دارفور لسد النقص العددي الذي خلفه أحجام المجاهدين عن قتال إخوانهم في (الله) وفشل حتى فقهاء السلاطين في إقناع أنفسهم بأن مايحدث في دارفور يستوجب الجهاد في سبيل الله، ولكن كما يقول المثل من يعرض أمه في السوق سيجد من يشتريها، وعربان الشتات وجدوا من يشتري بندقيتهم بسعر السوق حينذاك وارتكبت تلك الجماعات فظائع وحشية وجرائم ضد الإنسانية، وترتب عليها اقتياد البشير إلى المحكمة الجنائية ..

4️⃣  فلماذا عربان الشتات يجعلون من أنفسهم بضاعة في السوق لمن يدفع أكثر وهم بلا عقيدة ولا فكر ولا بصيرة. تقودهم شهوة المال وحده وقد يمموا شطر اليمن لقتال أهلها نظير مال أبوظبي والرياض. وقد اهلكتهم دعوات أهل اليمن وهَم أحفاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أهلكت تلك الدعوات السودان الذي خاض حربا في اليمن من أجل المال كما خاض عربان الشتات أو إعراب الصحراء والبدو البدون جنسية ولا وطنا حربا خرابا على وطننا السودان ويجدون في الإعلام من يبرر سلوكهم وينافح عنهم، عن عصبية ممقوته. ورجل مفكر ومثقف مثل الدرديري محمد أحمد يتركه النخب السودانية يتصدى لهؤلاء القوم وحده، وبعضهم من عقلاء القوم مثل مبشر الشيخ وبعضهم شيوخاً سفهاء مثل الأمين الدودو.

اما المدعو عيسى حمدين الدود فهو من غلاة المتشدقين بسفه السوق وحثالة اليسار ممن يعف القلم عن مجرد الرد على تطاولهم على رجل عالم ومثقف، ودبلوماسي، مثل الدرديري محمد أحمد.

ولنا عودة في مقبل الايام ان كان في العمر بقية.

السبت 31 أغسطس 2024م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.