عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: عمالة قحت والسقوط الأخلاقي للولايات المتحدة الأمريكية
عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: عمالة قحت والسقوط الأخلاقي للولايات المتحدة الأمريكية
▪️ مسلسل السقوط الأخلاقي لأمريكا ومحورها ما زال مستمر وما زال في العالم من يصدق دعايتها وإدعائها الكاذب بحمايتها لحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية.
▪️ مسلسل الانهيار الأخلاقي لأمريكا لم يبدأ في السودان ولن ينتهي عنده لأنه الأساس الذي بنيت عليه أمريكا منذ تأسيسها بإبادتها للهنود الحمر، وهم شعوب وقبائل استقرت في أميركا لآلاف السنين، قبل أن يسحقهم مستوطنون ومهاجرون أوروبيون اغتصبوا أرضهم وأقاموا عليها ما يسمى حاليا الولايات المتحدة الأميركية، وغيروا في الوقت ذاته التركيبة السكانية والهوية الثقافية لأميركا الجنوبية وهو ذات النموذج الذي تسعى أمريكا وحلفائها لتطبيقه في السودان فهي تريد الآتي:
تغيير سلوك وأخلاق وهوية الشعب السوداني أو استبداله بشعب جديد بلا هوية ولا إنتماء وطني للسودان لتطبق مشروعها التحرري العلماني (أمركة العالم) وعبر هذا المشروع تنصب حكومة عميلة موالية لها تنهب بها ثروات السودان.
قتل وإذلال وتجويع وتشريد الشعب السوداني بدعمها لمليشيا الدعم السريع حتى يقبل الشعب بعودة وكلائها للحياة السياسية في السودان ويضغط على الحكومة السودانية وعلى قيادة القوات المسلحة لتذهب للتفاوض بأي ثمن.
▪️ لتنفيذ هذا المخطط استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وكلائها في الشرق الأوسط (الإمارات العربية المتحدة) وبالمقابل حركت الإمارات أدواتها في الشرق الأوسط وأفريقيا عبر أنظمتها العميلة في الجوار السوداني وبدعم دولي من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأفريقية.
▪️ في الداخل السوداني تستخدم أمريكا والإمارات أدواتها ومصادرها من قوى الحرية والتغيير (تقدم) لتوفير الغطاء السياسي والدعم الإعلامي للمليشيا.
▪️ أنشأت قوى الحرية والتغيير (تقدم) غرفاً إعلامية منذ تمرد مليشيا الدعم السريع، هذه الغرف تتبنى دعاية سوداء تتحدث عن ضرورة عمل مراجعات كبيرة وعميقة لأنظمة الحكم في السودان منذ إستقلاله وهذه الرؤيا تتطابق وتتسق مع خط أمريكا ووكيلها الإماراتي ومع رؤية المليشيا التي تبنت دعاية سوداء بذات المنهج وهي محاربة دولة (٥٦).
▪️ واصل عملاء أمريكا والإمارات في الداخل حملاتهم الإعلامية التي تبنت خط تشكيك في من بدأ الحرب ومن أطلق الرصاصة الأولى فتارة يقولون الجيش وتارة يقولون طرف ثالث (الكيزان)، رغم أن كل العالم يعلم أن قحت والمليشيا هي التي بدأت الحرب بإتفاقها الإيطاري الأمريكي الهوى والهوية والذي كان يؤسس لتمكين قحت والدعم السريع في الدولة وتفكيك القوات المسلحة ومؤسسات الدولة لصالح تحالف قحت وآل دقلو، بدأت الحرب عندما قالت الحرية والتغيير (يا الإيطاري أو الحرب)، بدأت الحرب عندما خرج عبد الرحيم دقلو مهدداً القوات المسلحة وقائدها العام مطالباً له بأن يرعوي وأن الدعم السريع قوة لا يستطيع أحد هيكلتها أو دمجها في الجيش، بدأت الحرب عندما حشد حميدتي في الخرطوم كل آلته الحربية والمرتزقة من الداخل والخارج وقام بحصار قاعدة مروي العسكرية ورفض الإنسحاب منها وانفتح بقوات أخرى في المدينة الرياضية وعدة مواقع بالخرطوم.
▪️ استمرت الحرية والتغيير في حملتها الإعلامية بتبني إدانة إنتهاكات وهمية للجيش وغضت طرفها عن إنتهاكات الدعم السريع التي كانت وما زالت واضحة كالشمس في كبد السماء يراها الأعمى قبل البصير.
▪️ في ذات الإتجاه تبنت قوى تقدم (قحت) حملة إنقاذ الشعب السوداني من شبح الجوع والمجاعة ناسين أنهم من رفعوا شعار (الجوع ولا الكيزان) لتحقيق هدفهم الرامي للسيطرة على الحكم وقبلها رفعوا شعار الطلقة (ما بتكتل بكتل سكات الزول) وكان هذا الشعار أيضا لتعبئة الشعب والشباب السوداني للموت ليصلوا هم لكرسي الحكم.
▪️ في هذه الأيام ومع زخم الحديث عن مفاوضات جنيف تنشط غرف إعلام قوى تقدم في حملة إنقاذ الشعب السوداني من الجوع وتتبنى خطة إدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين وهو ذات الخط الذي تتبناه أمريكا وحلفائها ومليشيا الدعم السريع والهدف من الحملة توفير الدعم اللوجستي للمليشيا عبر ممرات دول الجوار الداعمة للمليشيا والموالية لأمريكا والإمارات.
▪️ الدعاية الجديدة لأمريكا هي كلمة حق أريد بها باطل فقد ظلت وما زالت غزة تحت الحصار والجوع ومات أهلها من الجوع ولم تتحرك الولايات المتحدة لإنقاذهم ولم تتبنى حملة قضايا إنسانية لدعم شعب غزة بل ظلت أمريكا الداعم الأكبر لإسرائيل توفر لها السلاح والحماية الدولية ، وما تبنيها حملة إنسانية لإنقاذ الشعب السوداني إلا دعاية سوداء الهدف منها التدخل في السودان تحت غطاء إنساني.
▪️ إن كانت أمريكا حريصة على دعم الشعب السوداني فالتأمر وكلائها بإيقاف الدعم عن المليشيا، وإن كانت أمريكا والإمارات وقحت حريصين على القضايا الإنسانية للشعب السوداني لوفروا الدعم للشعب المتواجد في الولايات التي يسيطر عليها الجيش فلا يوجد مانع يحول دون إيصال هذه المساعدات ، وإن كانوا حريصين على توفير الدعم للسودانيين لوفروه لللاجئين السودانيين في دول الجوار فقد شاهدنا الآلاف في غابات أولالا بإثيوبيا يعودون للسودان سيراً على الأقدام لعدم توفر الدواء والطعام والكساء والأمن.
▪️ ما زالت أمريكا تمارس سقوطها الأخلاقي في كل العالم دون حياء ولن يكون السودان محطة السقوط الأولى ولا الأخيرة فأمريكا دولة مافيا قامت على نهب ثروات الشعوب وتفتيت مكوناتها الإجتماعية وضرب وحدتها.