يشهد القرن الإفريقي تصاعداً ملحوظاً في الحضور الإسرائيلي، في إطار تنافس إقليمي ودولي متزايد على منطقة تُعد الأكثر أهمية في العالم من حيث الموقع الجغرافي والإستراتيجي. فهي منطقة مطلة على البحر الأحمر وباب المندب وتمثل نقطة ارتكاز حيوية لأمن الملاحة الدولية، كما ترتبط مباشرة بقضايا الأمن القومي العربي، وعلى رأسها أمن البحر الأحمر وملف مياه النيل.
▪️التغلغل الإسرائيلي في القرن الإفريقي قديم جداً وهو يستند على اعتبارات أمنية وإستراتيجية تسعى من خلالها إسرائيل إلى تأمين خطوطها البحرية، وتوسيع دائرة تحالفاتها خارج الشرق الأوسط لكسر العزلة التي عانت منها تاريخياً في محيطها الإقليمي، خصوصاً بعد الحرب على غزة وتأثير ذلك على علاقات إسرائيل مع الشعوب العربية وتنامي التيارات الرافضة لإسرائيل في المجتمعات الغربية، فقد إزداد الرفض الشعبي لإسرائيل في دول الغرب وقد تجاوز هذا الرفض رفض الحكومة الإسرائيلية ليصبح رفض وغضب تجاه كل ما هو إسرائيلي، بالإضافة لذلك فقد رفضت عدة دول سلوك إسرائيل وطالبت بمحاكمة حكومتها في المحكمة الجنائية الدولية لما ارتكبته من جرائم ح ر ب ضد الفلس طينين وطالبت هذه الدول بفرض عقوبات علي إسرائيل وقادتها.
▪️لكسر هذه العزلة فقد نجحت إسرائيل في تعزيز علاقاتها مع عدد من دول إفريقيا والشرق الأوسط، مستفيدة من حاجة هذه الدول للدعم السياسي والأمني والتقني والإقتصادي. وقد انعكس ذلك في تبني بعض هذه الدول مواقف أكثر براغماتية تجاه إسرائيل في المحافل الدولية.
▪️يتجاوز أثر التغلغل الإسرائيلي حدود القرن الإفريقي ليطال قضايا إقليمية حساسة، أبرزها ملف مياه النيل والحضور في البحر الأحمر، الذي أصبح ساحة تنافس وصراع دولي.
▪️يعكس التغلغل الإسرائيلي في القرن الإفريقي تحول الإقليم إلى ساحة صراع نفوذ مفتوحة، استطاعت إسرائيل استثمارها لتعزيز موقعها السياسي والأمني، في حين ظلت مكاسب دول الإقليم محدودة ومحاطة بتحديات الاستقلالية والإستقرار.
▪️إن إعتراف إسرائيل بما تسمى دولة أرض الصومال هو مؤشر خطير يعكس ملامح المرحلة المقبلة التي ستشهدها منطقة القرن الإفريقي وإفريقيا عامة والشرق الأوسط، وهي مرحلة ستعمل فيها إسرائيل على تعزيز نفوذها وستعتمد في ذلك على إضعاف دول المنطقة بإشعال الصراعات والح ر وب الداخلية وتعميق الإنقسامات المجتمعية بين الشعوب الإفريقية والشرق أوسطية.
▪️الإعتراف بما تسمى دولة أرض الصومال لم يكن أمر عابر أو محض صدفة بل هو عمل إستراتيجي سعت إليه إسرائيل بمساعدة الإمارات وبعض الدول الإفريقية والعربية، ولن تكون الصومال الدولة الأولى أو الأخيرة، فذات المخطط تم تنفيذه في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ويتم تنفيذه في السودان.
▪️ما حدث في الصومال ويحدث في اليمن وسوريا والسودان يحتم على الدول الإفريقية والعربية أن تصحو من غفلتها وتتوحد لمواجهة هذا الخطر الذي لن يترك دولة إلا وسيدخلها، ولا سبيل لمواجهته إلا بوحدة عربية إفريقية تضع حد لعبث إسرائيل بدول المنطقة.
آخر الأخبار
قرار حاسم من لجنة أمن الخرطوم بشأن احتفالات رأس السنة
كادقلي.. في مرمى الشائعات..
الكشف عن شعار عيد الاستقلال
ود الشيخ للخطوط البزنس
د.عبد الرحمن أحمد البشير...يكتب..أثر التغلغل الإسرائيلي في القرن الإفريقي على إفريقيا والشرق الأوسط
إبراهيم شقلاوي يكتب: وجه الحقيقة.. السودان: معضلة الإغاثة والإدانة الدولية
جنرال بارز يعلن التمرد في جنوب السودان
السودان يفوز على غينيا الإستوائية وينعش آماله في أمم أفريقيا
البرهان يوجه رسائل قوية للعالم
يوسف عبد المنان يكتب.. خارج النص: وفد الجبال
البوست القادم
قد يعجبك ايضا