خارج النص
وفد الجبال
أنهى وفد رفيع التمثيل عريض القاعدة من جبال النوبة زيارة إلى العاصمة الإدارية مدينة بورتسودان يوم أمس وعاد العسكريون إلى ميدان القتال والسياسيين إلى حيث يقيمون في الخرطوم ومدن أخرى.
جاءت زيارة وفد جبال النوبة لبورتسودان بعد شعور أبناء تلك المنطقة بخطر المليشيا التي أخذت تدق عمق جبال النوبة بالمسيرات وتحصد أرواح المواطنين وتهدد مليشيا ال دقلو باجتياح كادقلي الدلنج لتوطين عرب الشتات في جبال النوبة مثلما تم توطينهم في دارفور بعد سيطرتهم على أغلب المدن.
تشكل وفد جبال النوبة من كل الفصائل العسكرية التي تحمل السلاح ومن قدامى المحاربين والناشطين في المجتمع المدني وتم التوافق على رئاسة الفريق محمد مركزو كوكو لقيادة الوفد وهو ضابط عظيم ومقاتل تعرفه الحركة الشعبية وتجهله المليشيا وضم الوفد اللواء التوم حامد توتو أحد ابرز قادة متحرك اسود العرين والصياد الثاني واللواء إسماعيل أحمد قائد قوات الحركة الشعبية الجبهة الثورية والفريق سعيد كجو قائد قوات الحركة الشعبية بقيادة دانيال كودي والفريق أحمد إدريس المنشق عن القائد خميس جلاب والسلطان حسن موسى قائد كتائب الجن التابعة للقوات الخاصة والمحامي جبر الدار التوم والدكتور عادل دلدوم الختيم والمهندس سعيد حبيب الله والناشط السياسي رشاد الجاك دوليب، وانضم للوفد في بورتسودان اللواء جمعة الوكيل قائد قوات حركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي والأمير خاطر أبو راس عسولة احد ابرز قادة الإدارة الأهلية بجبال النوبة، وفتحت بورتسودان أبوابها لاستقبال الوفد والإصغاء لهموم ومشاكل الاقليم وتحديات الأمن وخطر الجنجويد على الدلنج وكادقلي، ووجد الوفد اهتماما كبيرا من الفريق شمس الدين كباشي والفريق مالك عقار إير ورئيس الوزراء كامل إدريس، وقبل أن يمكث الوفد ثلاثة أيام وجه الفريق شمس الدين كباشي بصفته نائب القائد العام للقوات المسلحة بالاستجابة لكل مطالب العسكريين التي قدمها الوفد وفي اليوم الرابع غادر الوفد العسكري للميدان مباشرة من بورتسودان لجبال النوبة وشهد الميدان تغيرات كبيرة مسكوت عن تفاصيلها ولكن تظل الضربة الموجعة التي تلقتها المليشيا في منطقة دميك وحصاد الطيران الحربي للمرتزقة النوير في الحاجز وفي الفراقل غرب الدلنج وفي أطراف محلية هبيلا ثمرة لاهتمام المركز بجبال النوبة بعد زيارة الوفد التي وضعت نقاط عديدة في سطور الأزمة وأصدر الفريق عبد الفتاح البرهان توجيهات إلى هيئة أركان الجيش والى المسؤولين في الحكومة بالاستجابة العاجلة لكل مطالب الوفد وتبعا لهذا الاهتمام المركزي بجبال النوبة في ظروف بالغة الدقة شديدة التعقيد وقد توافق أغلبية أبناء جبال على تضافر الجهد وصد التمرد وكبح جماح المليشيات وتحرير كل إقليم جبال النوبة من الحركة الشعبية بقيادة الحلو ومن مليشيا ال دقلو التي تعهدت للحلو بتسليمه الدلنج وكادقلي خالية من سكانها الحاليين بوصفهم كيزان على حد زعمهم.
وقد كانت أيام وفد جبال النوبة في بورتسودان عامرة بالحوار السياسي بين مكونات الاقليم وغنية بالتواصل والدعوات رغم الجراح وهموم الإقليم التي دفعت الجميع للوقوف سندا للقوات المسلحة وأبناء جبال النوبة هم عظم ظهر الجيش إذا انكسر سقطت أعمدة بنيان هذا الوطن وقد ابلى الفرسان من أبناء جبال النوبة في كل معارك الكرامة في ام درمان والجيلي وجبل موية وسنار، وتجد أبناء جبال النوبة في حركة العدل والمساواة وفي حركة تحرير السودان بقيادة مناوي وفي الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار وفي جهاز الأمن وأكثر من 30 في المائة من المقاتلين في القوات المسلحة من أبناء جبال النوبة بكل مكوناتها وليس النوبة وحدهم، لذلك جاء تشكيل وفد المنطقة شاملا لكل إثنيات وقوميات الإقليم ومعبرا عن صوت الأغلبية مما كتب له النجاح في مهمته وصمود المنطقة التي تعرضت للهجوم العنيف من قبل الجنجويد لكنه تكسر تحت أقدام فرسان الجبال، ولا تزال جبال النوبة تحتفظ بسلاحها الذي يعرفه حميدتي منذ معركة طروجي التي من فرسانها من هم قادة لمتحركات القوات المسلحة الآن بالجبال.