نماء أبوشامة تكتب: انطفاء
لم أعد أركض خلف شيء.
تعبتُ من ملاحقة أحلامٍ تتساقط في منتصف الطريق، ومن مطاردة سعادةٍ لا تُقيم في قلبي إلا لحظاتٍ وتغادر كأنها لم تكن.
تركتُ الطموحات عند أول منعطف، وودّعتُ فكرة النجاح كمن يطوي كتابًا لم يجد فيه نفسه.
اليوم، أنا لا أريد شيئًا.
أعيش فقط لأتنفس، لأعدّ الساعات لا لأحلم بها.
لم أعد أملك رغبة في التقدّم، ولا رغبة في التراجع.
أنا في المنتصف، ساكنة كظلّ لا ينتمي إلى الضوء ولا إلى العتمة.
أراقب كل ما حولي بصمتٍ مدهش.
لا شيء يهزّني، لا فرحٌ يرفعني ولا حزنٌ يسحبني إلى القاع.
صرتُ أتقن اللاشعور، أعيش في اللاشيء، وأرتدي اللامبالاة كدرعٍ يحمي ما تبقّى من قلبي.
قد يقولون إنني فقدت الشغف، لكنّي في الحقيقة تخلّصت من الوهم.
تجردت من كل ما ظننت أنه يُعرّفني، حتى بقيتُ أنا… نسخة خاملة من إنسانٍ كان يحلم ذات يوم، ثم استيقظ على لا شيء.