قبل المغيب/
قضية الحرب والسلام في السودان للأسف أصبحت شأنا دولياُ بأكثر من كونها قضية شعب ووطن صاحب سيادة ومن اوائل الدول التي نالت إستقلالها بل ساعدت معظم الدول الإفريقية علي نيل إستقلالها بدعم حركات التحرر من لدن نكروما الي مانديلا الذي منح جواز سفر دبلوماسي سوداني لسهولة التحرك وانجاز المهام الموكولة إليه…
السودان الذي تفرق دمه بين القبائل واصبحت قضاياه منثورة علي طاولة الأجانب والمنظمات وأجهزت مخابرات إقليمية ودولية يتم كل ذلك للأسف بأيدي بعض أبناء السودان الذين يعولون علي حلول مشاكل بلادهم أن تأت من الخارج وليس بالحوار السوداني الموضوعي الذي لا يستثني أحد ولا يعزل أي من مكوناته…
تابعنا حوارات ووساطات تتبناها منظمات أممية وأجنبية مثل شاتام هاوس وبعض منظمات الاتحاد الأوروبي ومنظمة بروميدييشن الفرنسية التي تعمل الآن مع الكتلة الديمقراطية لإدارة حوار سوداني سوداني…
لم تكن هذه هي المرة الأولي التي تتدخل فيها المنظمة الفرنسية في محاولة جمع الصف السوداني فقد سبق أن نسقت للقاء بالقاهرة عام 2024م جمع قيادات الحرية والتغيير واعتذرت الكتلة وحركة العدل والمساواه عن المشاركة لأسباب قدرتها في حينها كما إعتذرت الحكومة أيضاُ عن تلك المشاركة…
منظمة بروميدييشن الفرنسية لم يكن تاريخها في ما يحدث في السودان بالإيجابي لإرتباطها بالكثير من الصراعات في افريقيا ولم تحقق النجاح المطلوب…لم تحدث اي تقدما في الوساطات التي تبنتها في ليبيا او تشاد او افريقيا الوسطي وجمهورية الكونغو الديمقراطية كما أن إرتباط فرنسا بدول غرب إفريقيا الفرانكوفونية لم إيجابي في تحقيق السيادة الوطنية في الدول التي إستعمرتها حتي بعد خروجها الرسمي منها والإبقاء علي ما عرف (بالنيوكلونياليزم) بمعني السيطرة الإقتصادية علي تلك الدول وفرض الثقافة الفرنسية علي جميع مستعمراتها القديمة وهذا موضوع آخر…
عودة للمنظمة الفرنسية والتي دعت للقاء الكتلة الديمقراطية بالأمس في بورتسودان بغرض تهيئة المناخ لحوار سوداني حيث اكد ممن تحدثوا بإسم الكتلة بأنهم حريصين علي مشاركة كل المكون السوداني في الحوار الداخلي ولكن ما يجب أن تنبه له الكتلة الديمقراطية أن جماعة تقدم وصمود وكل داعمي التمرد لن يقبلهم الشعب السوداني الذي دفع ثمنا غاليا في ماله وعرضه ومازالوا يدعمون التمرد ويتخذونه جيشا لما أسموه حكومة التأسيس المزعومة…والأمر الثاني أن تكون المنظمة المشكوك في مصداقيتها هي التي تنسق وتجمع القوي السياسية بل وتحدد من الذي يشارك وكيف؟ تلك مما يجب أن تنتبه له الكتلة الديمقراطية وكل القوي السياسية…
لم يخرج إجتماع بورتسودان للكتلة الديمقراطية برؤية واضحة تجمع القوي السياسية الوطنية السودانية ولكنها في الوقت نفسه قد أدركت بعض أبعاد نوايا مثل هذه المنظمات وإرتباطها بدولها بأكثر من إرتباطها بقضايا الآخرين…
يتعين علي القوي السياسية السودانية والموجودة في بورتسودان أن تدعم آليات ووسائل دعمها للجيش الوطني في ظل هذه الظروف ليس بالبيانات وانما بالنزول الي ارض الميدان أيا كان وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة العدو المشترك وقبل ذلك معرفة وإدراك من هو هذا العدو وبأي الوسائل والادوات يعمل…