نماء أبوشامة تكتب: ذاكرة لا تجيد النسيان
كلما فتحت هاتفي، وتسللت إلى ألبوم الصور، كأنما أوقظ وجعي من سباته…
أراكَ هناك، في هيئة ضوء، في ضحكة مؤجلة، في نظرة علقت بين زمنين، كأنك لم تغب، وكأن هذا الفقد الذي بيننا، مجرد كذبة بيضاء..
ثمة وجوه تمرّ، وثمة لحظات تُمحى… إلا أنت.. باقٍ، كما لو أن الذاكرة عقدت صلحًا أزليًا معك، ورفضت أن تُفلت يدك..
ذاكرتي لا تجيد النسيان…
فقط تحتفظ بك..
تحفظ ارتباكي يوم لقائك، رعشة يدي حين لامست كتفك، تتذكر صمتك حين كنتَ تقول كل شيء، دون أن تنطق بشيء..
حتى الفراق لم يكن وداعًا…
كان انسحابًا مرتبكًا،
كان انطفاءً هادئًا، يشبه احتضار شمعة في غرفة مغلقة،
لا دخان، لا صوت… فقط العتمة، وكثير من البرد..
وأنا، ما زلت هنا، لا أطاردك، ولا أنتظرك ، لكني لا أكفّ عن السقوط فيك كلما ابتسمت صورة، وكلما مرّ طيفك على خاصرة الليل..
ذاكرتي عنيدة، تشبهني… لا تعرف الكره، ولا تملك مهارة النسيان، إنها مدينة لك، بألمك، بحنانك، برحيلك، وبك.
فهل يجيد القلب أن ينسى، إن كان النبض… أنت؟