سودانيون

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: حتى لا تتحول مشاريع الإعمار إلى سوق للمضاربة

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: حتى لا تتحول مشاريع الإعمار إلى سوق للمضاربة

■ إسناد مهمة إعمار ولاية الخرطوم إلى لجنة عليا برئاسة الفريق الركن إبراهيم جابر.. خطوة في الإتجاه الصحيح.. واجب الوقت أن تتحرك قيادة الجيش إلى سد ثغرات كثيرة بدا واضحاً أن الهواء الساخن سيأتي من جهاتها!!

■ الخراب والتدمير الذي تعيشه الخرطوم أكبر وأكثر خطراً من قدرات وعقلية الإدارة الحالية للولاية.. والي الخرطوم الحالي بذل جهداً خرافياً في الفترة السابقة ومع هذا فإن واقع الخرطوم يحتاج إلى إهتمام وتضافر جهود أعلى..

■ في الفترة السابقة تسلل عدد من سماسرة الأراضي والعقارات الذين ساندوا مليشيا التمرد أيام زحفها الأبيض على سوق العقار والحديد.. تسلل هؤلاء تحت غطاء مشاريع إعادة الإعمار وظنوا أن ذاكرة الشعب ضعيفة وغائبة.. والمحزن أن بعض المسؤولين في ولاية الخرطوم كانوا في استقبالهم ومرافقتهم تحت حماية الأجهزة المختصة.. والمُبكي أنهم ذهبوا لزيارة عقاراتهم وعماراتهم ومخازنهم التي لم يمسسها سوء ولم يشفشفها سارق.. لا أحد يُجيب على السؤال الخطير.. تحت حماية من كانت هذه العقارات والمخازن طيلة شهور استباحة مليشيا التمرد لقلب وأطراف العاصمة؟!

■ لهذا.. يقع على عاتق لجنة الفريق إبراهيم جابر أن تضع سياسات ومعالم واضحة لإعمار الخرطوم حتى لا تتحول مشاريع الإعمار إلى سوق للمضاربة وتقديم شركات وواجهات لرجال أعمال ساندوا التمرد.. ومن ناحية أخرى أن تتم عمليات إعادة إعمار الخرطوم تحت ضوء مراقبة ومتابعة لصيقة حتى لا تتورط بلادنا في صفقات مجاملة لشركات ورقية تأخذ الأموال ولا تقدم شيئاً على الأرض..

■ ولأن إعمار الخرطوم لن يتم إلا بتأمين الناس من الخوف والجوع فإنه من واجبات هذه اللجنة أو هكذا لها أن تكون.. أن تساعد سلطات ولاية الخرطوم في تسريع تأمين المحليات المختلفة حتى يعود المواطنون إلى منازلهم بوتيرة أسرع من الراهنة..

■ الحقيقة المرّة أن الشعب السوداني سيعاني كثيراً إن كان ينتظر قادماً من حكومة (الأحلام) بقيادة الدكتور كامل إدريس والذي لم يغادر بورتسودان حتى لحظة كتابة هذه السطور لتسجيل زيارة رمزية للخرطوم.. أو ولاية الجزيرة حيث لاتزال مساحات واسعة من مشروع الجزيرة تحت سيف العطش بسبب ضعف تحضير وتنظيف قنوات الري..

■ دكتور كامل إدريس.. بحركته السلحفائية التي يتحرك بها لتشكيل حكومة الترضيات.. بهذه الحركة لن يتمكن الرجل ووزرائه القادمين من تقديم ما ظنه السودانيون أملاً ربما يضيع في سراب الأحلام طويلة الأجل..

■ بلادنا تحتاج إلى تفكير خارج الصندوق لمعالجة المشاكل الراهنة.. الأمل أن تكون لجنة إعمار الخرطوم خطوة في طريق طويل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.