خارج النص
يوسف عبد المنان
نداء كردفان
منذ منتصف هذا الأسبوع بدأت هبة كردفان لتحرير الأرض واستعادة المدن وفتح الطريق ودعم المجهود الحربي بالمال والرجال. وتنادي أبناء جبال النوبة وأبناء دار الريح وأهل الدار وسكان المدن والمقاتلين من كل مكونات كردفان إلى التجمع وعقد الاجتماعات، خاصة في أم درمان والأبيض والدلنج.
وشهدت أم درمان يوم أمس لقاء دعا إليه الدكتور عادل دلدوم الختيم أشقر، المحامي والقيادي البارز، حرمتني الظروف الخاصة من حضوره، ولكن ما ورد إليّ من تقرير عن حماس القيادات والقواعد لهبة كردفان المنتظرة لتحرير الأرض يتسق وجهود أهل الشوكة وصناديد جبال النوبة ودار حامد والبديرية.
وقد كان للحركة الشعبية تيار السلام السبق في إعلان حشد كتيبة من مقاتلي الحركة والدفع بهم إلى الأبيض كأول طلائع التحرير، ووجه الفريق دانيال كودي منسوبي الحركة بتلبية نداء كردفان. وقد أعلن فيه عمر شيخ الدين، رئيس الحركة المكلّف، عن تنسيق هام تم الاتفاق على بنوده مع حركة العدل والمساواة التي تمثل ثقلًا كبيرًا في معادلة الحرب بكردفان.
ويعتبر الجنرال التوم حامد توتو هو رجل المرحلة المتفق عليه من أبناء كردفان للقتال تحت قيادته لتنفيذ خطة القوات المسلحة لتحرير المدن وبسط الأمن في القرى وإنقاذ مدن الدلنج وكادقلي من الموت جوعًا ومرضًا. وتمتلك كردفان رصيدًا من قوات الحركة الشعبية بقيادة الجنرال إسماعيل أحمد.
ويشكل هذا الطيف الواسع من القوى المقاتلة وحملة الاستنفار الطوعي لإسناد القوات المسلحة جهدًا بعيدًا عن أي لافتات حزبية أو تشكيلات قبلية، في تمازج العدل والمساواة والحركة الشعبية تيار السلام، والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، ومجموعة “حماة كردفان” بقيادة المكي إسماعيل قادم، التي تعتبر جسمًا مستقلًا عن كل التكوينات، إضافة إلى المجاهدين بقيادة كافي طيارة البدين والسلطان حسن موسى سلطان المورو.
إذا ما حصلت هذه المجموعات على التسليح الذي يمكنها من خوض غمار معارك التحرير، بعد أن تجمعت قوات المليشيا في مناطق معلومة للقوات المسلحة ومرصودة، ومع دخول السلاح الرادع الجديد، فلن تصمد مليشيا الجنجويد أمام أسود كردفان.
بيد أن حملة الاستنفار الشعبي ودعم المجهود الحربي مهمة لن يقوى عليها الجنرالات المتقاعدون في المقاومة الشعبية التي قُتلت عمدًا ولم تعد ترفد القوات المسلحة بالمقاتلين، وتم تجفيف معسكرات التدريب خاصة في ولاية الخرطوم، مما يضع على عاتق أبناء كردفان في كل الأحزاب والقبائل والمجموعات الأهلية مهمة صعبة بتعبئة الصفوف ومخاطبة القواعد وإحياء جذوة المقاومة في النفوس. وهي مهمة تحتاج إلى قيادة سياسية مثل الفريق الكباشي والفريق ياسر العطا.
ومنذ أسبوعين أخذ الفريق كباشي على عاتقه الإشراف والمتابعة اليومية لاحتياجات القوات المسلحة في محاور العمليات النشطة لإنهاء التمرد قبل انقضاء الخريف الحالي، الذي ربما يشكل خريف غضب كردفان لاسترداد الأرض وإعادة الحياة والأمل للناس في العيش الكريم.