سودانيون

ليانغ سوو لي تكتب: اقتصاد الجليد والثلج محرك جديد لنهضة منطقة شمال شرقي الصين

ليانغ سوو لي تكتب: اقتصاد الجليد والثلج محرك جديد لنهضة منطقة شمال شرقي الصين

أصبح اقتصاد الجليد والثلج محركًا جديدًا لنهضة منطقة شمال شرقي الصين التي تشمل ثلاث مقاطعات هي هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ، حيث يُظهر إمكانات كبيرة لدفع التنمية الاقتصادية عالية الجودة.

في السنوات الأخيرة، وتحت قيادة الحكومة المركزية والحكومات المحلية، تعمل القواعد الصناعية القديمة في منطقة شمال شرقي الصين على الاستفادة من مزايا مواردها الجليدية والثلجية، ودفع التحول الصناعي، والاستكشاف المستمر لمسارات جديدة للتنمية المستدامة.

وأشار تقرير تنمية السياحة الجليدية والثلجية في الصين (2025) إلى أنه خلال موسم السياحة الجليدية والثلجية 2024- 2025، من المتوقع أن يصل عدد الزوار الذين يشاركون في السياحة الترفيهية لأنشطة الجليد والثلج في الصين إلى 520 مليونا، ومن المتوقع أن تتجاوز عائدات السياحة 630 مليار يوان (86.44 مليار دولار أمريكي). يشير ذلك إلى أن السياحة الجليدية والثلجية أصبحت أسلوب حياة متزايد الشعبية لدى الجماهير.

تتمتع منطقة شمال شرقي الصين بموارد جليدية ثلجية غنية، حيث يوفر موسم الثلوج الطويل ظروفًا فريدة للسياحة الشتوية والرياضات الثلجية والأنشطة الثقافية المتعلقة بالثلوج.

وبدفع من الابتكار التكنولوجي، تم إضفاء المزيد من التنوع على الأنشطة التقليدية مثل التزلج والتزحلق على الجليد من خلال مشاهد وأشكال متنوعة.

تطور اقتصاد الجليد والثلج لتشمل حدائق ترفيهية وتجارب ثقافية غامرة ذات طابع جليدي وثلجي، مبتعدة عن الاعتماد على موسم واحد فقط ومتجهة نحو نمط تنموي شامل يمتد على مدار السنة.

تزدهر صناعة “الجليد والثلج بلس” المتنوعة التي تغطي مجموعة متنوعة من المجالات مثل السياحة والرياضة والصحة والتعليم والثقافة وما إلى ذلك.

سواء كانت الفعاليات الكبرى المرتبطة بالجليد والثلج أو الخدمات المخصصة للعائلات وكبار السن، فإن اقتصاد الثلج والجليد يستخدم الابتكار كمحرك لتحفيز حيوية السوق باستمرار وضخ زخم جديد في التنمية الإقليمية.

وتشهد المنطقة تغيرًا عميقًا في الهيكل الصناعي من مهد الصناعات الثقيلة في الماضي إلى أرض الاقتصاد الجليدي والثلجي المزدهر اليوم، حيث يلعب الابتكار التكنولوجي دورًا حاسمًا.

تشجع الحكومات والشركات على دمج التكنولوجيا مع اقتصاد الجليد والثلج، وقد نجحت في تحسين كفاءة الصناعة وجودة الخدمات من خلال تكنولوجيا صنع الثلج منخفضة الكربون ومعدات التزلج الذكية وإدارة الوجهات السياحية رقميًا وغيرها من الوسائل. على سبيل المثال، توفر العديد من الوجهات السياحية الشهيرة، مثل منطقة جبال تشانغبايشان ذات المناظر الطبيعية الخلابة في مقاطعة جيلين، تجربة سياحية مميزة للزوار من خلال منصات ذكية تشمل خدمات شراء التذاكر وتناول الطعام والإقامة والتنقل والتسوق، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في رضا الزوار.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح اقتصاد الجليد والثلج منصة مهمة لدعم ريادة الأعمال والتوظيف، حيث يجذب أعدادًا كبيرة من الشباب للانخراط في صناعة الجليد والثلج، مما أضاف قوة دافعة داخلية للاقتصاد الإقليمي. وهذا نمط التنمية المدفوع بالابتكار ساعد في التحول الصناعي والارتقاء به في المنطقة.

لا يهدف اقتصاد الجليد والثلج فقط إلى تحقيق النمو السريع، بل يركز أيضًا على التنمية المستدامة. تلتزم المنطقة بحماية الموارد والتوازن البيئي، وتسعى إلى تجنب الأضرار البيئية الناجمة عن الإفراط في الاستغلال، حيث تتبنى إجراءات صديقة للبيئة مثل التدفئة بالطاقة الخضراء وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتدمج مفهوم التنمية المستدامة في جميع جوانب اقتصاد الجليد والثلج.

في الوقت نفسه، تعمل المنطقة أيضًا على تعزيز التعليم المتعلق بثقافة الجليد والثلج، وتوعية الجمهور بمفهوم الاستهلاك الأخضر وحماية البيئة، داعية الجميع للمشاركة في التنمية المستدامة لاقتصاد الجليد والثلج.

إن ظهور اقتصاد الجليد والثلج ليس مجرد ممارسة ناجحة للتحول الصناعي، ولكنه أيضًا دفعة قوية لنهضة شمال شرقي الصين بشكل عام. وقد أظهر للعالم استكشاف الصين الجديد في مسار التنمية الاقتصادية عالية الجودة، كما قدم مثالًا حيًا عن التحديث الصيني النمط في التنمية الإقليمية.

وتهدف الصين أيضا إلى تعزيز اقتصاد الجليد والثلج كقطاع نمو جديد، مستهدفة حجما اقتصاديا يبلغ 1.2 تريليون يوان (0.17 تريليون دولار أمريكي) بحلول عام 2027 و1.5 تريليون يوان (0.21 تريليون دولار أمريكي) بحلول عام 2030، وفقا للمبادئ التوجيهية الصادرة عن الصين في نوفمبر 2024. من خلال الاستفادة من خصائصها المميزة وجدت المنطقة مسارًا تنمويًا يلبي واقعها الخاص، مع توفير خبرة قيمة للتنمية المستدامة العالمية.

مع تزايد الاهتمام العالمي بالاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، من المتوقع أن تتفجر إمكانات اقتصاد الجليد والثلج باضطراد. ستعمل منطقة شمال شرقي الصين على دفع اقتصاد الجليد والثلج نحو مرحلة أعلى جودة وأعمق في مستويات التنمية من خلال التركيز على الابتكار والتنمية الخضراء. وفي هذه العملية، تأمل الصين في أن تنقل للعالم ثقتها في التنمية من خلال ممارستها، وأن تسهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية العالمية بحكمة الصين وقوتها.

* إعلامية صينية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.