عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: خطاب حميدتي هدف في شباك المليشيا
▪️من الواضح أن قائد مليشيا الدعم السريع فقد البوصلة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها الاسبوع الماضي من الجيش السوداني والقوات المساندة له التي شنت عملية برية غيرت ميزان المعركة وحققت إنتصارات كبيرة على الأرض.
▪️ظهر حميدتي بخطاب افتقر للحكمة والحنكة السياسية والعسكرية ويبدو أن الرجل لم يستشر الكم الهائل من المستشارين الذين من حوله.
▪️من ثنايا حديثه خصوصاً عن جبل موية وهزيمة قواته فيها والغنائم التي استلمها الجيش يتضح أن هنالك مؤشرات إنهيار في قوات المليشيا وأراد حميدتي أن يقول لعناصره وللعالم إن هذا الإنهيار بسبب الطيران المصري وليس بسبب حرب مشاة في الميدان.
▪️أراد حميدتي أن يدافع عن الكفيل الإماراتي خصوصاً بعد ضبط سلاح وأدوية إماراتية في جبل موية فقال أنه لا يتلقى دعماً من أي جهة.
▪️من الملاحظ أن المدعو حميدتي جدد دعايته التي بدأ بها الحرب بحديثه عن الطيران المصري وهذا ينقلنا لمؤشر خطير فربما يريد قائد المليشيا أن يقوم بمغامرة أخرى في الشمالية خصوصاً إن ربطنا ذلك بحديثه عن الشوايقة وعن خط الإمداد القادم من مصر.
▪️مها يكن من أمر فإن هذا الخطاب خرج به حميدتي ليصبح دعماً لقواته فإذا به أصبح وبالاً عليه وعلى قواته.
▪️ظهر الرجل مرتبكا خائفا مرتعدا لا يدري ما يقول، ففي هذا الخطاب جمع حميدتي كل المتناقضات في مكان واحد وجمع كل الأعداء في حلف واحد، فقد جمع الرجل بين أطراف بينها حرب مصيرية هي روسيا وأوكرانيا، فقال حميدتي إنهما متحالفتين في السودان وتقاتلان كتفا بكتف إلى جانب الجيش السوداني.
▪️كذلك جمع الرجل بين النظام المصري والإسلاميين فهل يعقل أن يدعم السيسي الإسلاميين في السودان وهو الذي يحارب الاسلاميين في مصر ويسعى للقضاء عليهم.
▪️تحدث قائد المليشيا عن عودة المهندس إبراهيم محمود رئيس المؤتمر الوطني للسودان وعن ظهور المهندس أحمد عباس في جبل موية إلى جانب السيد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، فهل نسي حميدتي أن معظم من حوله من مستشارين كانوا أعضاء في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وعلى رأسهم الناطق الرسمي للمليشيا الفاتح قرشي ومستشار حميدتي المدعو حسبو محمد عبد الرحمن عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ونائب البشير ونائب أمين الحركة الإسلامية قبل أن تفصله الحركة وترميه في مزبلة التاريخ، فهل حلال عليه أن يلتف حوله بعض أعضاء المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ممن باعوا دينهم ووطنيتهم بثمن بخس وارتضوا أن يكونوا جزءا من مشروع خارجي وقبلي، فهل حلال عليه ذلك وحرام على القوات المسلحة وهي المؤسسة التي ينبغي أن يلتف حولها كل الشعب السوداني من أقصى يمينه إلى أقصى يساره.
▪️ما زال حميدتي يمارس الكذب فهو عادته التي يجيدها بإمتياز فخرج يحدثنا عن اعتراضه على الإطاري بينما الحقيقة تقول إنه أكبر داعم لهذا الاتفاق وآخر لقاء له قبل الحرب جمع بعض رجال الإدارة الأهلية في منزله وطالبهم بدعم الإطاري وبشرهم به وبما سيجلبه للسودان من خير ودولارات، فحميدتي كان أكبر داعم للإطاري ووجد ضالته فيه بدليل أن وفد التفاوض الخاص به والمعني بالترتيبات الأمنية رفض مقترح دمج الدعم السريع في سنتين وطالب بعشر سنوات حسب ما ورد في هذا الاتفاق المقبور.
▪️تحدث هذا المعتوه عن عدم تلقيه دعما من أي دولة بينما العالم كله يعلم أن دولا كثيرة تدعمه وعلى رأسها الإمارات التي توفر له المدرعات وكل الدعم اللوجستي حتى علاج الجرحى، وإن كان هو صادقا في عدم تلقيه دعم من الإمارات فمن أين له بالمدرعات الإماراتية؟ هل تمتلك مليشيا دقلو أخوان مصنع للمدرعات في السودان؟.
▪️إن أكبر دليل على دعم الإمارات للمليشيا مقتل ضباطها قبل اسبوعين في دارفور بعد قصف سلاح الجو السوداني لمطار نيالا، أما الدلائل المادية على تلقيه الدعم لا تحصى ولا تعد وليس آخرها ما تم ضبطه من ذخائر وأدوية تحمل اسم الإمارات في جبل موية وقبلها قدمت أدلة وبينات بهذا الخصوص في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتم اعتمادها.
▪️في هذا الخطاب ناقض حميدتي نفسه عدة مرات فقد قال إن من أشعل الحرب هي الحركة الإسلامية والفلول ثم قال إن سبب اشتعال الحرب الاتفاق الإطاري وفي أخرى قال إن الشوايقة هم من أشعلها، فمن الذي أشعل الحرب؟.
▪️هذا الخطاب إما أنه خطاب لم يتم الإعداد له ولم يشرف عليه الكفيل الإماراتي والمستشارين أو أن حميدتي فقد الأمل في الجميع وخرج على عجل بهذه الصورة الهستيرية ليحاول لملمة شتات قواته المنهارة فبدل أن يرفع من معنوياتهم قصفهم بحمم بركانية من الإستياء قد تنتهي مما تبقت لهم من معنويات إن وجدت.
▪️خلاصة القول إن حميدتي كعادته قد أدخل هدفا في شباكه في الزمن بدل الضايع وفتح جبهات كثيرة في آن واحد وضرب قواته ببراميل أنتنوف.