سودانيون

د. الفاتح يس يكتب: قم للمعلم وفه التبجيلا

د. الفاتح يس يكتب: قم للمعلم وفه التبجيلا
من الأعماق شكراً لمن وقف ليُضيئ لنا ونحن جلوس.
من الأعماق شكراً لكل شمعة ظلت تحترق لتنور لنا الطريق بالعلم.
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
هكذا هو المعلم شموع تحترق لتضيئ لنا عتمة طرقات ظلام الحياة، وما يواجهنا من مصاعب وعقبات تحتاج إلى قلوب مستنيرة وعيون بصيرة ويد تعرف تحمل القلم وتكتب وعيون مُحبة وعاشقة للقراءة والإطلاع، مملؤة بالثقافة والعلوم، تنهل في شتى أنواع وضروب العلم والمعرفة العلمية والعملية، وكل هذا بفضل الله سبحانه وتعالى (علم الإنسان ما لم يعلم)، وبفضل ذلك المعلم الصابر المحتسب الذي يعلمنا القراءة والكتابة حرف حرف، وقبل كل هذا علمنا وساهم في تربيتنا، فهو ليس معلم فقط، وإنما معلم ومُرَبي في آن واحد، وهذا يحتم علينا الإهتمام بالمعلم وتقديسه والمحافظة على مهنة المعلم من التسول، ومنع دخولها لكل من لا يملك مؤهلاتها الأكاديمية والمهارية وعلومها التربوية والنفسية.
المعلم ينضوي تحت وزارة التربية والتعليم، فإذا نظرنا وتأملنا الى اسم هذه الوزارة، فنجدها تهتم ومقدمة التربية على التعليم، وهذا إن دل على شئ، إنما يدل على علو مكانة التربية والأخلاق وأهميتها وتقديمها على التعليم، وكما قال الشاعر:
علمو النشء علماً تستبين به سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا؛ ولما لا وديننا الإسلامي الحنيف بعث رسوله المعلم صلى الله عليه وسلم لِيُكَمّل مكارم الأخلاق، وقد قال صلى الله عليه:
(إنما بُعِثتُ لأُتمم مكارم الأخلاق)، فالأخلاق هي القاسم المشترك بين جميع الناس والدافع للسلم والمحبة. صدق رسول الله صلَّ الله عليه معلم البشرية.
يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر/ تشرين الأول منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين.
يأتي هذا الاحتفال وبلادنا تعيش في حالة من الحروب والنزوح والتشريد؛ بفعل المؤامرات التي يحيكها أعداء السودان والإسلام، لكن بحمد الله تماسكت واستبسلت القوات المسلحة السودانية والمجاهدين وكل الشعب السوداني بانتصارات وتحرير أجزاء الوطن من التمرد والخونة والمخذلين، ورايات النصر والاستقرار والتعمير والعودة للمنازل والأسواق والجامعات والحياة الطبيعية وحياة السلم لاحت في الأفق، وخير دليل على ذلك إعلان انطلاق إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية في الثامن والعشرين من ديسمبر لهذا العام الجاري.
التحية والتقدير الى كل معلمي ومعلمات بلادي الحبيبة، فالمعلم السوداني ليس كسائر معلمي العالم، فهو نبراس من نور في قلب المجتمع السوداني، فلنتخذ شعارنا هذا العام:
مكان الطلقة نجيب طبشيرة
بكرة بلدنا نشوف تعميرا
* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة
alfatihyassen@gmail.com

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.