عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: تحالف جنجويد الأمم المتحدة والجنجويد

عبد الرحمن أحمد البشير يكتب: تحالف جنجويد الأمم المتحدة والجنجويد

▪️ معلوم أن الأمم المتحدة من أدوات النظام الأمريكي في العالم، تحركها كيفما تشاء ومتى ما تشاء، تتخذ منها أمريكا ستاراً وواجهة لتنفيذ مخططاتها.
▪️ تحالف جنجويد الأمم المتحدة والجنجويد قد ظهر إلى السطح فهي قد تبنت نفس خط تنسيقية تقدم والمليشيا، ففي الأسابيع الأخيرة كثر حديثهم عن ضرورة حظر الطيران وضرورة تدخل الأمم المتحدة بقوات أممية لحماية المدنيين.
▪️ طالعنا اليوم تصريحاً للجنة من الأمم المتحدة تدعي الحياد، قالت إن القوات المسلحة والدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب وتدعو الأمم المتحدة لإرسال قوات أممية لحماية المدنيين.
▪️ صدقت اللجنة في حديثها عن جرائم الحرب فمليشيا الدعم السريع لم تترك جريمة حرب إلا ونفذتها وبأبشع صورة، والعالم يشهد على ذلك، وكل الشعب السوداني عايش وشاهد وما زال يعايش هذه الجرائم، وغباء عناصر المليشيا وجهلهم جعلهم يصورون ويوثقون ما قاموا به من جرائم حرب.
▪️ أما جرائم حرب القوات المسلحة فهروب المدنيين من مناطق تواجد الدعم السريع واحتماؤهم بالجيش والقوات النظامية والقوات المشتركة خير دليل على دحض هذه الفرية وهذا الاتهام الأجوف.
▪️ أنقذت أمريكا وحلفاءها المليشيا مع بداية الحرب وذلك بتبنيها هدن كثيرة جعلت الدعم السريع يلتقط أنفاسه ويرتب صفوفه ويوفر إمداده المادي والبشري ويستجلب سلاحاً نوعياً لمواجهة الدبابات والطيران بالإضافة لسلاح المسيرات والقنص الذي أحضرته المليشيا وأكسبها تفوقاً نوعياً في الشهور الأولى من الحرب.
▪️ ظنت أمريكا أن الدعم السريع سيسيطر على السودان لكن خاب ظنهم وتورط حليفهم باتفاق جدة الذي كان بمثابة استسلام للجنجويد لكن تدخلت أمريكا والإمارات وطلبت من الدعم السريع عدم تنفيذ الاتفاق وحاولت أن تلتف على السودان بعدة مبادرات عبر الاتحاد الأفريقي وإيقاد وقامت بتوفير إمداد كبير للمليشيا لإسقاط الفاشر لفصل دارفور.
▪️ عندما أن تأكد للأمريكان والإمارات استحالة سقوط السودان في يد وكيلها أسست منبر جنيف ليصبح منبراً بديلاً لمنبر جدة وهو منبر هدف لإعطاء شرعية سياسية ودولية للمليشيا وإدخال الإمداد لها عبر غطاء المساعدات الإنسانية.
▪️ بعد فشل مسرحية جنيف تطل علينا الولايات المتحدة الأمريكية بوسيلة جديدة وأداة جديدة ومسرحية أخرى عبر لجنة أممية تتحدث عن إدخال قوات أممية لحماية المدنيين.
▪️ هذا الحديث الخطير يجب أن تأخذه الحكومة والشعب السوداني على محمل الجد وأن تبدأ في حملة شعبية يقف فيها الشعب السوداني بكل قطاعاته المدنية لمواجهة هذا الأمر.
▪️ القوات الأممية تعني فعلياً أن يتم تقسيم السودان لدولتين، فستصبح مناطق سيطرة المليشيا دولة جديدة داخل الدولة السودانية، ستصبح دولة محمية بمنظومة وقوات الأمم المتحدة.
▪️ توصية اللجنة الأممية ستصبح أمراً خطيراً إن اعتمدت في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فيجب أن نتحرك داخلياً وخارجياً وعسكرياً وإعلامياً لهزيمة تحالف جنجويد الأمم المتحدة والجنجويد، ويجب أن نسارع خطى التحالف مع روسيا والصين وكافة دول هذا المحور المناوئ لأمريكا وحلفائها والساعي لإصلاح وإعادة هيكلة منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فهذا التحالف سيوفر لنا حصانة وحماية من مثل هكذا قرارات وتحركات.
▪️ وبعد كل هذا يظل تماسك جبهتنا الداخلية وقوة شعبنا وصموده والتفافه حول قواته المسلحة ومؤسساته، وتحركه في كافة المحاور والميادين والمنابر أكبر حصن لحماية السودان ومنع محاولات تقسيمه.
▪️ هذه الأرض لنا.