سودانيون

الطاهر ساتي يكتب: وهذا أثر فأسك..!!

الطاهر ساتي يكتب: وهذا أثر فأسك..!!

:: أحدهم لدعته أفعى ومات، وما قرر أخيه أن يثأر له، ولكن عرضت عليه الأفعى العفو مقابل قطعة ذهب يومياً، ووافق و أثرى بذهب الأفعى..ثم ندم لتفريطه في ثأر أخيه، وحمل فأساً وأنتظر خروج الأفعى من جحرها، ثم همّ بضربها وأخطأ الهدف، وهربت الأفعى لجٌحرها، وتركت الفأس أثراً في مدخل الجٌحر، وأوقفت الأفعى ذهبها، وندم الرجل وتوسل إليها لمعاودة العرض، فقالت الأفعى : ( كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟)، وصار القول مثلاً..!!

:: (فجأة) غادر رئيس الوزراء كامل إدريس إلى نيويورك.. وقالت المصادر بالأمس- لليوم التالي- هي رحلة للتفاوض المباشر مع الإمارات حول القضايا الخلافية بين البلدين، وذلك بمبادرة سعودية أمريكية.. وليس في الحدث ما يُعيب غير إخفائه عن الشعب، ومن المحزن أن يصبح إخفاء شؤون الشعب عن الشعب نهجاً راسخاً في نظام الحكم..!!

:: وكثيراً ما ناشدنا الحكومة التحلي بالشفافية مع هذا الشعب المنكوب، ولكنها تٌدمن (الغتغتة والدسديس).. مباحثات زيوريخ والقاهرة وواشنطن كانت سرية للغاية، و لولا بيان مشيخة أبوظبي لما علم شعبنا اتصال محمد بن زايد بالبرهان (يوليو 2024)، ولولا إسرائيل لما علم لقاء البرهان ونتنياهو (فبراير 2020)، ورحلة السعودية الأخيرة.. وهجليج و.. و..!!

:: ما خُفي أكثر.. شعبنا آخر من يعلم ما يحدث في أمره، فالنهج الحاكم ليس شفافاً ولا مؤسسياً، وكان على مجلس السيادة توسيع قاعدة المشاركة والمعرفة بالبرلمان وكل مؤسسات الدولة والإعلام، خاصة حين يكون القرار يحدد مصير وطن ومستقبل شعب.. هي دولة وليست (ضيعة) بحيث تظل بلا برلمان ولا مجلس قضاء و.. المحكمة دستورية غير مكتملة..!!

:: المهم.. بتاريخ  5 مارس 2023، وصل وفد ضباط إماراتيين إلى بلادنا، لدعم مليشيا آل دقلو بالأجهزة والمعدات، ثم الترتيب لانقلاب 15 ابريل، وقد فشل وأصبح حرباً، ولم يتوقف الدعم الإماراتي.. ومعركة الشعب- في حقيقتها- ضد الإمارات، وما الجنجويد إلا (مخلب قط)، ولذلك كان الموقف الحكومي الرافض بأن تكون الإمارات وسيطاً بالرُباعية..!!

:: فالحكومة لم تكن ترفض الحوار مع الإمارات كدولة عدو.. وفشلت المبادرة التُركية لاشتراط الحكومة بالحوار مع الإمارات بعيداً عن جنجويدها وصمودها، لتعرف ماذا تريد؟، وما هي مشكلاتها مع شعب السودان؟، ولكن ظلت الإمارات ترفض الحوار كخصم، وتسعى للتدثٌر بثوب الوسيط، وهذا كان مرفوضاً، فما الذي تغيّر، ومن الذي تغيّر، بحيث يكون هناك هذا التفاوض..؟؟

:: نعم، لم تُعلن الحكومة عن التفاوض، وليس في الأمر عجب، فالحكومة لا تُصارح شعبها بما يحدث له، وكثيراً ما يتم الطبخ وراء الستار، ثم ترفع أمريكا أو الإمارات أو إسرائيل الستار، ليعلم شعبنا (المطبوخ)، وحوار نيويورك الراهن ليس باستثناء.. وكما قلت كثيراً، فالشعب يدعم البرهان كقائد للجيش، وهو دعم مطلق وبلا شروط، لحين تحرير كل البلد..!!

:: ولكن الشعب لم يعد يثق في قيادة سياسية قادت البلد من الثورة إلى الفوضى، ثم إلى الحرب.. والحوار مع الإمارات لا يعني قبول شروطها، بل يعني معرفة أجندتها، ولهذا ليس هناك ما يمنع الحكومة الحوار، وكل المطلوب هو الوضوح مع الشعب، علماً أن الحرب وحدها تبرر لهذا الشعب مخاطب سادة الحكومة: (كيف نثق فيكم وهذا أثر فأسكم)..!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.