ما يؤلم في الحب ليس غيابه عن العين، بل عن الروح.. كأن قلبك يظل يمدّ يده في العتمة باحثًا عنه، ولا يجد سوى الفراغ.. الحضور الذي كان يملأ المكان دفئًا تحوّل إلى صمتٍ طويل، والضحكة التي كانت تُنير العتمة صارت صدى باهتًا في الذاكرة..
أثر الغياب عند المحبين يشبه ندبة غائرة لا يراها أحد، لكنها تنزف في كل لحظة اشتياق.. تمشي بين الناس وكأنك بخير، بينما داخلك ينهار كلما لامس اسمُه أذنك أو مرّت صورته في خيالك..
إنه الحنين الذي يُعيدك رغمًا عنك إلى تفاصيل صغيرة: فنجان قهوة تقاسمتماه، أغنية رقصتما عليها، أو رسالة قديمة تُقرأ آلاف المرات.. تُدرك أن الحب لا يموت، لكنه يتحول إلى جرح نائم، يوقظه الغياب كل ليلة..
وفي كل مرة تحاول أن تُقنع قلبك بالنسيان، تعود لتكتشف أن من أحببته صار جزءًا من دمك، وأن الندبة التي تركها رحيله ليست سوى علامة على أنك عشت حبًا حقيقيًا، سيبقى أثره فيك ما حييت..