بعد عام وشهرين بالتمام والكمال تكرر كايرو سيناريو الرياض باعتقال قائد قوة البراء بن مالك احدي القوات المساندة للقوات المسلحة ،في حرب الكرامة ضد الغزو الذي تعرضت له بلادنا تحت ستار جلب الديمقراطية، بدعم معنوي من قوي حزبية سودانية “تاسيس” ودعم لوجستي من دولة الإمارات العربية،دون ابداء أي اسباب سياسية كانت او أمنية.
بزغ نجم المصباح ابوزيد طلحة، واطل بجسده النحيل من خنادق وبنادق معركة الكرامة، رغم قدم كتيبة البراء تاسيسياً، لكن اعلامياً كان الفضل لابن طلحة الذي كان ضوءا في اخر النفق ،جمع حوله كل شباب السودان فكان الهم وطن ،سقطت في حضرته كل الانتماءات وتمزقت في سبيله كل انواع الطواقي والجلاليب.
عامين كان المصباح فيهما قائدا ميدانيا واعلاميا جمع سلاح الكلمة والكلاش….فكان خطيبا مفوهاً …كل كلمة ينطقها يتلغفها داعمي المليشيا بالرصد والتحليل ..فهو يحسن الرد خطابيا كما يدبل لهم في الميدان .
عرف المصباح بالبراء وعرفت البراء به حتي تشابه علي الناس اسمه فنادوه بالبراء…وهو حقا ابن بار فقد ابر بهذا الوطن كما يبر الابن لابيه.
لم يسلم المصباح من كيد الكائدين الذين ما فتئوا يدسون له السم في الدسم ،فكلما كانت الغلبة في الميدان لصالح الجيش ومن يسانده تنشط غرف المليشيا وداعميها في شيطنة كتيبة البراء تارة بوصفها بالمليشيا ،وتارة أخري بتصنيفها سياسياً في محاولة للحد من تحركاتها والتفاف الناس حولها .
ظلت غرف المليشيا تطرق علي باب الفليق بالتناول السلبي .. املاً في انفضاض سامره ،وهم لا يعلمون ان أصله ثابث وفرعه في السماء يؤتي أكله كلما نادي المنادي ان هبوا للدفاع عن الوطن والمواطن..
يظل المصباح قائدا للفيلق بحكمته ورجاحة عقله ،فرغم عظم هذه المعركة وما حشد لها اعلامياً …كانت تقديرات المصباح حاضرة ،ممسكا بملفات كل طرف علي حدا ، دون ان يدوس علي الاخر…
أعلم ان المصباح قد لفظه من يحسب عليهم بحجة أنه “راكب راس” ولا يتأمر بما يقولونه ،واعلم أيضا أن من يساندهم الان قد دسوا عليه المحافير في مرحلة ما …وليس بعيد عن كل ذلك كانت المليشيا واحزابها تترصد ما يصدر من اخطاء تمهيدا لارتداد الكره اليه راجعة….ووسط حقل الالغام هذا شق المصباح طريقه مهادنا لاخوانه مسايرا لرفقاء السلاح مغيظاً وواقفا كشوكة حوت في حلق الجنجويد ومن شايعهم .
شيطنة ما يقوم به لواء البراء هدف تسعي له كثير من الدول والعملاء وعلينا ان نفطن لهذه النقطة ،وان يكون أي تحرك خارجي للمصباح بعيد عن الاعلام.
حتي الان قيادة البراء تلتزم الصمت تجاه ما جري لقائدها وهو فعل حسن ان تترك الامور لمؤسسات الدولة تديره بدبلوماسيتها او تدخلها المباشر ، وليس مطلوب من قيادة البراء اكثر من ذلك ،فقط عليها الطرق والضغط علي قيادة الجيش للتحرك فيما يخص إطلاق سراح المصباح.
لا يساورني شك بان اعتقال المصباح تم بتحريض من دول واحزاب….تريد تأليب مصر علي السودان ، وقد كانت داعما وحليفا سياسياً في وجه مثلث الشر”المليشيا والامارات والقوي المدنية من الاحزاب”.