سودانيون

الطيب المكابرابي يكتب.. موازنات: مررت بالإنسانية وهي تبكي

موازنات

الطيب المكابرابي

مررت بالإنسانية وهي تبكي

بيت شعر عربي قديم يقول.. مررت بالمرؤة وهي تبكي فقلت علام تنتحب الفتاة؟ فقالت كيف لا أبكي وقومي دون اهل الارض ماتو!!!

حال هذه هو حال الإنسانية اليوم وقد اصبحت بلا أهل حقيقة وإن تشدق بها البعض ولبس حلة باسمها وصال وجال في العالم مستخدما هذا الاسم وقد سن له من القوانين ما يعينه ويساعده على سوء الاستخدام…

الفاشر تعاني حصارا مطبقا انعدمت بسببه كل مقومات حياة الادميين وعبثت المليشيا المتمردة بكل شئ وضربت بعرض الحائط كل قانون قالو إنه انساني حتى المعسكرات التي كانت تشرف عليها منظمات الأمم المتحدة الإنسانية وتتباكى عليها افرغها المتمردون من النازحين وحولوها الى ثكنات!!!

مدينة النهود تعاني نهبا وسلبا بل واغتصابا للحرائر وارتكابا لافظع الجرائم بحق الإنسان وما حول النهود تغلق المليشيا مصادر المياه للضغط على الأهالي لاتباع نهجها أو التجويع والحرمان من الماء..

في ديار بني هلبة وحدها تختطف المليشيا ما يقارب الخمسة عشر رجلا من مدينة عد الفرسان وحدها في تحد سافر لكل قيم الإنسانية وهو نهج قديم لدى المليشيا إذ تختطف الرجال والنساء وتدعي أنهم اسرى عندها..

كل هذا يحدث وغيره كثير جدا وربما أدهى وأمر والعالم وكل أجهزته ومنظماته المصنفة داعمة الإنسانية وراعية لحقوق الإنسان تغلق عينيها وتصم اذانها عما يجري في السودان..

ما الذي يجعل الإنسانية تضحك أو تبتسم وهي تداس بهذا الشكل الغريب الذي تخطى كل الحدود مع التزام الكل صمتا مطبقا محيرا؟؟

اليس من حقها أن تبكي بل تطلب مغادرة هذا العالم الغريب؟

اليس من حقها أن تتساءل.. اين من يتحدثون باسمي ويأكلون سحتا من مال خرج باسمي ويتسيدون المنابر باسمي وهم عني هنا مشغولون ومنشغلون؟

لم تعد منظمات حقوق الإنسان ولا منظمات الأمم المتحدة ذات جدوى بعد أن أصبحت مسيسة تتخذ قراراتها وتبني مواقفها وفقا لهوى الممولين وهوى من يدفعون وستظل الانسانية تبكي وربما يلتحق بها الكثير قريبا في صف البكاء كما بكت المرؤة قبلا ما لم يتم اتخاذ مواقف دولية تتبناها دول تضررت شعوبها من هذا الميزان المختل وهذا الازدواج في المعايير ودول ذات ثقل تعرف طرق ومسارات العدالة والعدل بين الشعوب التي تشكل المجتمع الدولي…

وان الله في عون الجميع

الاربعاء 6 اغسطس 2025

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.