سودانيون

عبدالملك النعيم احمد.. يكتب..الرباعية الجديدة…ترويكا 2025م…؟

في نسختها الأولي مع بدايات المفاوضات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة الراحل جون قرنق والتي بدأت بناكورو ثم مشاكوس وأخيرا نيفاشا التي اجتهدت خلالها دول الترويكا ان تجعل الوحدة طاردة ومنفرة وبعد ان حققت هدفها في مرحلتها الأولي بتوقيع اتفاقية نيفاشا وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية 2005م الي 2011م جاءت بنسختها الثانية التي أدت إلي إنفصال جنوب السودان….

دول الترويكا التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج لم تفتر لها همة في تحقيق أهدافها والتي أهمها تقسيم السودان وتفتيته الي دويلات يسهل إلتهامها واستغلال مواردها…وقد ظلت علي الدوام تستغل اطراف سودانية معارضة سياسية وعسكرية من داخل السودان لتمرير أجندتها وهاهي امريكا التي تقود الترويكا فهي تنتهج نفس السياسة مع تعدد رؤسائها الذين تعاقبوا علي الحكم بين الديمقراطيين والجمهوريين فالهدف واحد وإن إختلفت الوسائل والطرق…

ظهرت الآن الترويكا الجديدة بثوب الرباعية المعدلة والقاسم المشترك بينهما هو وجود امريكا وقيادتها للترويكا سابقا وللرباعية الجديدة حاليا بعد أن تم ابعاد بريطانيا وادخال مصر مع الاحتفاظ بالسعودية والإمارات في الرباعية الأولي..فلماذا تجديد الثياب؟ وما هو الهدف؟..

دولة الأمارات الآن قانونا في وضع الاتهام امام مجلس الامن، محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية بموجب شكوي السودان ضدها…ولكن في نظر كل الشعب السوداني وبعض الدول حتي ولو بحياء ظاهر هي مدانة ومجرمة لارتكابها مع مليشيا الدعم السريع المتمردة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ابادة جماعية وعلي هذه الخلفية المعلومة لكل العالم رغم صمته وتواطئه فقد ارادت امريكا ان تدخل الامارات في الرباعية الجديدة لتبرأة ساحتها من جانب ولتكون وسيطا لحل مشكلة الحرب في السودان من الجانب الآخر.. فكيف يكون من يغذي الحرب بالمال والسلاح جزءا من الحل او مشاركا فيه قبل ان يتوقف عن الدعم ويعترف بخطئه ويعلن توبته وينال عقابه علي ماارتكب من جرائم؟؟

مصر والسعودية دولتان شقيقتان داخل الرباعية الجديدة ويسعيان لاحلال السلام في السودان وظلتا تبذلان جهود مقدرة في هذا الاتجاه ولكن لابد من الانتباه للنوايا الامريكية ودولة الامارات التي تتفق اهدافهما في زعزعة امن السودان وتقسيمه وبتر اطرافه ليسهل استغلال موارده والسيطرة عليه بواسطة حكام جدد يدينون لهما بالطاعة الكاملة لما يربطهم من مصالح ولا اظن ذلك خافيا علي الشقيقتين مصر والسعودية…

موقف مصر كان واضحا باصرارها علي دعوة حكومة السودان الشرعية لحضور اجتماعات الرباعية والتي تأجلت لهذا السبب…الموقف السعودي ووفده يزور بورتسودان لم تكن اجندة الزيارة واضحة ولكن ماهو معلوم عن الرباعية الجديدة انها تحاول ايجاد موطئ قدم جديد لمن لفظهم الشعب السوداني من صمود وتقدم ولمن سحقهم الجيش السوداني بكل مكوناته من بقايا المرتزقة وآل دقلو…

سعي الرباعية الجديدة الان بقيادة امريكا يكتنفه الكثير من الغموض ولكن ما هو واضح لكل متابع وصاحب بصيرة انها تسعي لتحقيق اهداف ومرامي دولة الكيان الصهيوني بشد اطراف السودان وفصل دارفور استنادا علي ما يحدث الان من حصار للفاشر وتجويع المواطنين وضرب معسكرات النازحين وحرقها والصمت التام من راعية الرباعية ومؤسساتها الشكلية…

حكومة السودان لابد أن تقرأ ماوراء عمل وجهد الرباعية بأكثر مماهي عليه الآن وألا تجامل بأرواح الآلاف الذين سحقهم سلاح الامارات وان تواصل معركتها لإجتثاث كل اوجه العمالة والارتزاق من ارض السودان..ولعل تجارب امريكا مع السودان لاتحتاج لتذكير ومن يتغطي بها فهو عار تماما….

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.