عبد الماجد عبد الحميد يكتب: فليتحدث البشير ليصمت الخونة الكَذَبة وأدعياء الوطنية وسماسرة المواقف!!
عبد الماجد عبد الحميد يكتب: فليتحدث البشير ليصمت الخونة الكَذَبة وأدعياء الوطنية وسماسرة المواقف!!
■ سيبقى يوم سقوط وتداعي دولة وزمان الإنقاذ يوماً حزيناً في يوميات ودفاتر حياتي السياسية والإعلامية.. ويوم سقوط الإنقاذ عندي يشابه يوم سقوط بغداد الجريحة عندما استباحتها عصابات المؤامرة الصليبية بقيادة التحالف الأمريكي مع أنظمة الوضاعة العربية..
■ مع مرور الأيام وخفوت (نزوة الثورة المصنوعة) بانت شمس الحقيقة في رابعة النهار.. أسقطوا البشير وقبله أسقطوا صدام حسين ليجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع حقيقة أنفسهم.. لقد كانوا أدوات لتمرير مشروع كسر القادة الشجعان وأنظمة الحكم التي تأبى بعقل جمعي أن تمشي في ركاب الجهلة والقطيع..
■ نعم ارتكب البشير أخطاء وخطايا طيلة سنوات حكمه.. وكذلك القائد المهيب صدام حسين.. نعم أخطأ البشير وأخطأ صدام لكنهما لم يرتكبا خيانة في حق شعبيهما وأمتهما العربية والإسلامية.. كانا وفيين للخرطوم وبغداد والقدس وغزة.. قالا لا عندما رضي قادة وملوك بنعم الذليلة.. آثروا سلامة الكرسي والقصر فلم يهنأوا براحة الضمير ولا هناءة الجلوس على العرش!!
■ سقطت الإنقاذ لأن مؤامرة ومطامع الصف القيادي كانت أقوى من خيارات المكتب القيادي وخيانة مجموعة البحث عن العَرَض القريب والسفر القاصد كانت أكثر مكراً وتدبيراً من صف الجماعة المتداعي بهوانه على الجماهير وتكسُر النصال على النصال!!
■ سقطت الإنقاذ لأن إرث وكسب التجربة قد هان على أصحابه شيباً وشباباً من جيل أصلب العناصر لأصلب المواقف.. وفي ذكرى الإنقاذ يتلفت السودانيون بمختلف ألوان طيفهم السياسي والإثني والثقافي ليجدوا أن الإنقاذ تركت في إرشيف تاريخ البلاد إرثاً مادياً ومعنوياً يصعب تجاوزه وإن أبى المكابرون والناقمون على تجربة الإنقاذ برمتها وإن كانت مبرأة من كل عيب..
■ سقطت الإنقاذ لأن سنة التاريخ وخط سير الحضارات لا تُحابي أحداً لأنه لم يُكتب لعهد أو نظام أو حزب أو جماعة الخلود.. ومع هذا فإنه من عظمة عهد الإنقاذ أن ذكرى اندلاع ثورته وانقلابه لا تنفك عن ذكرى سقوطه وزوال سطوته!!
■ وما بين ذكرى النهوض والسقوط لايزال كثيرون ممن صنعوا الأحداث وكانوا شهوداً على التاريخ صامتين.. ومنهم من قضى نحبه ومات بأسراره..
■ إن من حق الشعب السوداني على الرئيس البشير أن يقول كلمته لله.. ثُمّ للتاريخ..
■ فليتحدث البشير.. الرئيس الذي وضعته تصاريف الأقدار في وجه أحداث وتحولات عاصفة.. ليته يتحدث ليصمت سماسرة المواقف والأدعياء الكذبة!!