صديق احسبه باحثا في الارث والتراث السوداني عندما نجتمع وياتي الحديث عن بعض الشخصيات العامة في السياسة او الادب او الرياضة وغيرها من مجالات الحياة المختلفة ويريد التعبير اشادة باحدهم يقول لي وعلى طريقته الخاصة ( ياخ فلان دا ود اسرة ) وهي عبارة تحمل الكثير تربية وادب واحترام وعلاقات مع الغير تذكرت مقولة صديقي هذه بعد حديث رئيس مجلس السيادة عن الدكتور مزمل ابوالقاسم وهي بلا شك لم تاتي عن فراغ او مجاملة فالرجل يستحق الاشادة والتقدير لانه اصبح ايقونة من ايقونات معركة الكرامة ..
الدكتور مزمل بدأت علاقتي به في طيبة الذكر الاهرام اليوم كان حينها رئيسا لمجلس الادارة واحد ملاكها مع شريكه حينها عبدالله دفع الله وكنت في بداية مسيرتي الصحفية لان الاهرام كانت محطتي الاولى وللامانة طوال سنوات الاهرام حتى ذهب واسس اليوم التالي مع بعض الشباب لم نشعر ان دكتور مزمل مالكا او رئيسا او هنالك فوارق بينه وبيننا كان يتعامل معنا كزميل لا فوراق او تعالي .
من الاشياء التي كان يتميز بها دكتور مزمل عندما ياتي الى مقر الصحيفة يطوف على كل الزملاء يصافح كل الموجودين واحدا واحدا قبل ان يدخل الى مكتبه وهذه الميزة جعلته الاقرب لقلوب العاملين بالصحيفة . على مستواه الشخصي كان له موقفا واضحا من حكومة الانقاذ حينها فهو عرف بانتمائه للحزب الاتحادي منذ ايام الجامعة وكان من الفاعلين في رابطة الطلاب الاتحادين بالجامعة ولكن غاب الانتماء عن علاقاته الاجتماعية ومع الذين جمعه بهم ميدان العمل لايميز بين هذا يساري وذاك اسلامي وهذا اتحادي كانت الاهرام برلمان مصغر رئيس تحريرها عبدالماجد عبدالحميد اسلامي التوجه ..تجد بخاري بشير مدير التحرير اسلاميا ملتزما بالمقابل تجد محمد الاسباط اقرب للبعث سكرتارية التحرير الفاتح وديدي يساري التوجه بهرام عبدالمنعم عرفه عنه تشدده وكرهه للاسلامين يوسف حمد شيوعي يعتز بانتمائه والقائمة تطول ولكن لم نعايش يوما لتميز او تفضيل من قبل دكتور مزمل ابوالقاسم طالت السنوات وتقابلنا في دوحة العرب وجدته بذات التواضع والاريحية في التعامل .
ولكن تجلت اصالة دكتور مزمل ووطنيته في معركة الكرامة الحالية فمنذ اليوم الاول وقف الموقف الذي يشبهه تماما حينها كان بعض الساسة وقادة الراي يبررون للملي شيا وقائدها ( حرب الكيزان ..حرب بين جنرالين .. من الذي اطلق الطلقة الاولى.. وأد الثورة .. دولة 56.. الشريط النيلي ) حينها كان دكتور مزمل ينافح ويدافع ويقول للعالم انها حرب ضد الشعب السوداني وان قوات الشعب المسلحة هي المؤسسة الشرعية وان الخونة والعملاء يبررون الجرائم لارضاء الخارج فاعطى وقته وجهده وقلمه لنصرة وطنه وقواته المسلحة دون مقابل لذلك يستحق الاشادة والتقدير .