سودانيون

رمضان محجوب… يكتب : قصة طبيب (حبيب محفوظ) ..!!

من أمتع الحوارات والمهمة التي طالعتها في الآونة الأخيرة ذاك الحوار الذي أجراه الصحفي لصحيفة المقرن الإلكتروني محجوب ابو القاسم مع الدكتور الطبيب حبيب الله إبراهيم المحفوظ (الحبيب المحفوظ) والذي ظل صامدا داخل مدينة ام درمان وفي مناطق الجموعية تحديدا لمدة عامين.

الحوار الذي نشر بعدد المقرن الاثنين سرد فيه دكتور حبيب الله مواقف ومشاهد مأساوية تصلح أن تكون مدخلا لتوثيق مرحلة كئيبة من تاريخ السودان. ظل الرجل في قلبها كشاهد ومعاصر وباق في قلب معاركها.

لم يغادر دكتور الحبيب إلى الخارج لاجئا مثلما فعل الآلاف من رصفاءه بحثا عن حياة آمنة ومستقبل زاهر لأسرته ولم تحدثه نفسه كذلك بالنزوح إلى أي ولاية من ولايات السودان لذات غرض اللجوء.

حين اتخذ غالبية المواطنين قرار مغادرة الخرطوم بعد اندلاع الح ر ب اتخذ الرجل قراره بالبقاء وعدم المغادرة سادا لثغرة انسانية كطبيب يقدم العلاج والدواء لمنطقة ممتدة وكبيرة هي منطقة الجموعية التي ظل متواجدا بها…

و الجموعية التي ظلت عصية على الملي شيا مثلها مثل المدرعات والقيادة العامة، سهر ابنائها على حراستها وتامينها ليل نهار رغم انهم مواطنين عاديين وليس جيش او قوات نظامية تتدفق وطنيتهم وتفيض..

ويشهد علي ذلك.. انه وطيلة عامي الح ر ب لم تتمكن الملي شيا من دخول المنطقة التي كان يقيم بها دكتور الحبيب ( منطقة العيساوية) وبحسب دكتور الحبيب فإن الملي شيا حاولت في مرات قلائل الدخول فتصدى لها الشباب و وقفوا أمامها كالجبال الشامخة.

واجب دكتور الحبيب الإنساني اقتضى ان يرابط في مناطق سكنه كطبيب يقدم الخدمة لمريض هو في أمس الحاجة لها؛ وما يعلم مقدار هذه الحوجة الا من عاش تلك الظروف وظل مجبرا للبقاء في مناطق سيطرة المل يشيا الإره ابية.

فقد اندلعت الح ر  ب ووجد الحبيب نفسه الطبيب الوحيد بعد ان نزح الغالبية واغلقت العيادات والمراكز والمستشفيات واصبحت كلمة (دكتور ) تعني القتل والتصفية والاختطاف؛ ورغم ذلك غامر دكتور الحبيب وبقي مكانه ليؤدي واجبه الإنساني والوطني.

لمن لا يعرف دكتور حبيب الله عن قرب فإن الرجل ومعه نفر كريم ومنذ اليوم الثاني لح ر ب الكرامة قاموا بتأسيس حركة المقاومة الشعبية لاسناد القوات المسلحة ( قوس) كآلية شعبية فعالة لتطوير سبل مقاومة الملي شيا وقد تبنت (قوس) اول عمل مقاوم للملي شيا في منطقة الفتيحاب بعد اسبوعين فقط من اندلاع الح ر ب.

وظلت (قوس) تصدر البيانات وتحث على مقاومة الملي شيا الم تمرة شعبيا وتدعو إلى التفاف الشعب حول قواته المسلحة ونصرتها حتى تأسست المقاومة الشعبية كمبادرة وطنية كبيرة ظلوا في قوس يتابعون كل مراحل تكوينها وعند صدور القرار كان رأيهم خفض نشاط و وتيرة عمل قوس توحيدا لجسم المقاومة الشعبية وتم التنسيق معهم عند تكوين المقاومة الشعبية في الخرطوم لان المعنيين بالملف كانوا على دراية بكل جهودهم في تكوين المقاومة.

اخي حبيب الله… نعلم أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ونتيقن بأن صنائع المعروف التي قدمتها لكثير من الناس ولا زلت ستقيك من كل شر مستطير.. فانت محبا لله وقطعا سيشملك برعايته وحفظه… فكن بخير أيها (الحبيب المحفوظ)..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.