سودانيون

سمية سيد تكتب: الكاهن.. من الحفر بالإبرة إلى الحفر باللودر

سمية سيد تكتب: الكاهن.. من الحفر بالإبرة إلى الحفر باللودر

المشهد العام للحرب كان تسوده حالة الترقب.. الجمود يسيطر على الميدان.. الكل يتذمر من عدم الهجوم.. الجيوش متمركزة في مواقعها.. العمليات العسكرية تسير بوتيرة بطيئة ومتقطعة.

في ذلك الوقت وصفها القائد العام الفريق البرهان بـ(الحفر بالابرة)

استمر الحفر بالابرة فترة غير قصيرة بالتركيز على العمليات الدفاعية ضد هجمات مليشيا الدعم السريع على المواقع الاستراتيجية المهمة في الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار وغيرها.

تفاصيل الحياة اليومية للجنود في الخطوط الأمامية لا يمكن وصفها باقل من الاحباط.. والمواطنين الذين فقدوا كل شيئ كانوا يعيشون في حالة من الترقب الدائم. وهم يشاهدون العمليات العسكرية المحدودة مثل المناوشات الصغيرة، وتبادل القصف المدفعي المتقطع، وعمليات الاستطلاع.

هذه العمليات لم تكن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع العام.

مع صعوبات  كبيرة في التموين وايضا صعوبات وصول الامدادات

الامر الذي ادى الى تأثير نفسي كان واضحا على الجنود والقادة وكيف أنهم يشعرون بالإحباط والملل والتوتر. (يا برهان فك اللجام)

حالة الترقب هذه ادت إلى تآكل الروح المعنوية لدى الجميع.

المرحلة الثانية… نقطة التحول المفاجئة…. والحدث المحفز الذي ادى  إلى تغيير جذري في الوضع العام.

هجوم مفاجئ بدءاً من اقتحام الجيش للجسور الرئيسية بولاية الخرطوم. في 29 سبتمبر 2024 فيما عرف بعمليات الخميس والتي عبر فيها الجيش جسور الحلفايا- الفتيحاب- النيل الابيض.. ثم اكتشاف نقطة ضعف في دفاعات العدو، ووصول تعزيزات كبيرة.

هذا الحدث كسر حالة الجمود واشعل فتيل المعركة الحاسمة.

لتتوالى العمليات العسكرية المكثفة مثل الهجمات البرية والجوية  المتزامنة، واستخدام الأسلحة الثقيلة، وعمليات الإنزال.

فكانت الانتصارات الكاسحة في جبل موية ونظافة سنار والسنجة من دنس الجنجويد.. تزامن مع هذه الانتصارات الهجوم الكبير على العدو في مناطق دارفور.. وضرب الامدادات القادمة من تشاد وليبيا وافريقيا الوسطى وتشتيت جهود الكفيل دولة الامارات..

العمليات العسكرية  تميزت بالسرعة والعنف والكثافة.. لتقود الى انتصارات ساحقة في ولاية الجزيرة حيث بدات تعود اليها الحياة من جديد.

الان ونحن في خواتيم شهر رمضان الكريم وبعد عامين من اطلاق اول رصاصة من مليشيا الدعم السريع نشهد حسم المعركة بشكل نهائي

من خلال العمليات العسكرية المكثفة التي ادت إلى انهيار دفاعات العدو وتشتيت كتل الغزاة الباغية.. ليسطر التاريخ مولد شعبنا.

مثلما انطلقت المعركة بشكل مفاجئ وسريع هاهي تنتهي ايضا بشكل مفاجئ وسريع، بعد ان فرضت قواتنا المنتصرة سيطرتها على الميدان. وانتقل الحفر من الابرة الى اللودر، حيث لم يبق للجنجويد غير الاستسلام او الموت المحقق

تعظيم سلام للقوات المسلحة السودانية، وقوات جهاز الامن والمخابرات، والقوات المشتركة وكل الكتائب والمستنفرين من ابناء الشعب السوداني الذين سطروا ملاحم بطولية يسجلها التاريخ في دحر الغزاة.

# 25 مارس_يوم النصر الكبير#

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.