سودانيون

نايلة علي محمد الخليفة..تكتب ..زاوية خاصة.. تعرفهم في لحن القول

 

في العام الماضي عندما كانت الملي شيا تزحف نحو المدن والمناطق تلتهمها إلتهاماً كالأسد الذي ينقض على فريسته فلا يسلم من شرورها لا بشر ولا حجر حتى الحيوانات لم تسلم ، وقتها محظوظٌ من استطاع الفرار بجلده وعرضه إلى أماكن تواجد الجيش حيث الطمأنينة وعدم الخوف.

كثير من الأسر خرجت إلى بر الأمان لا حول ولا قوة لها ثم أنصهرت في مجتمعات الولايات الآمنة فبعضهم طاب له المقام وقليل منهم شق طريقه إلى خارج البلاد وكلا الفرقتين تَحِنُ إلى الديار وتعلق آمالها على الجيش السوداني وبالفعل كان الجيش عند حسن ظن شعبه ، فأعد نفسه وقلب الطاولة على رأس عدوه الذي استبد في حين غفله وتطاولت أحلامه حتى بلغت تمام التشكيلات الحكومية بالشراكة مع جناحه السياسي “تقدم” الذي يسابق الزمن في البحث عن مأذون ليتوجه عريساً على فتاةٍ إختطفها غدراً ، ووصل أهلها فأقتلعوها عنوة من بين يديه قبل خياله المريض.

عندما تغيرت معالم الخريطة على الأرض ولبست الأخضر حُلة ذاهية وبدأ المواطنون في رحلة العودة إلى ديارهم المحررة شرعت تَقدُم في تنشيط مخالبها لبث الرعب في قلوب الأهالي حتى يتراجعوا عن قرار العودة وفي المقابل بدأت المل يشيا تُفرِغ آخر ما في جرابها من مدافع فتصوبها ناحية المواطنين بُغية إثنائهم عن العودة والضغط على الحكومة للجلوس لمفاوضات تعيدهم للمشهد ولو على كراسي المساطب الشعبية المتهالكة.

طبيبة قادمة من ولاية الجزيرة بعد سقوط مدني العام الماضي كانت وقتها لا تفكر في شيء سوى أن تخرج من جحيم الملي شيا إلى نعيم الجيش جاءت على ظهر دفار في مَسِيرة إمتدت لستة أيام تحكي عن يوميات الخروج والأيام التي مكثتها قبل الخروج بشيء من الرعب والأسى لم تترك لهم المل يشيا في دارهم شيئا إلا وقضت عليه حتى شجرة النخيل التي كانت تتراقص أمام بوابتهم تم إجتثاثها ، وعندما تم كنس الملي شيا وحانت فرصة العودة إلى الديار التي لا تبعد عن حاضرة ولاية الجزيرة سوى عشر دقائق عادت هذه الطبيبة وهي تتبنى فكرة التخويف من العودة بسبب التدوين والمخاطر الأمنية فيبدو أن هناك موجه لحملة الجينات التقدمية بتبني هذا الخط فتفضحهم اقوالهم وكتاباتهم فينطبق عليه قول المولى عز وجل لنبي الرحمة في قوله تعالى: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) صدق الله العظيم.

تجاذبت معها أطراف الحديث وإحتدم بيننا نقاش حتى تطايرت شظاياه إلى مسامع من هم خارج المكتب الذي يجمعنا فكانت تردد أين الجيش لماذا لم يتعرف على مناطق إطلاق المدافع فيسكتها، عودة الناس في هذه المرحلة خطر على حياتهم فجلست إليها وشَرَحَتَها بلغة اليوم فقلت ليها يؤسفني أن أن اناديك بــدكتورة فالجيش الذي تتحدثين عنه وكأنه لم يفعل شيء يكفي انه حرر بيتكم الذي هربتم منه والآن يطادر الملي شيا على أطراف الجزيرة والخرطوم وقريباً نيالا وزالنجي والضعين ، والتدوين الذي تتحدثين عنه قريباً مثلما أخرجهم من بطون وأفخاذ المدن والقرى سيخرجهم من الجيوب التي يصدر منها التدوين فإن كنت لا ترغبين في العودة هذا شأنك وإن كنت تحاولين قطع الطريق على عودة السكان فهذا تيارٌ قد تجاوزكم فالثلة التي تضمرين أفكارها ثلة سادت ثم بادت ولن تعود عقارب الزمن إلى الوراء فما قبل ١٥ ابريل ٢٠٢٣م لن يكون جزء فيما بعدها فالطريق إلى المستقبل رسمه الأوفياء بدمائهم بصبرهم على الشدائد فلا مكان لخائن في سودان مابعد الح ر ب إنتهى الدرس..لنا عودة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.