الجماهير في غرب افريقيا تراه رمزا للصمود فخرجت
تهتف له .
الملفات الامنية كانت حاضرة في كل اللقاءات
تقرير _ محمد جمال قندول
عاد الى البلاد امس رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بعد زيارة لخمس دول في غرب افريقيا هي (مالي، وغينيا بيساو، وسيراليون، وموريتانيا)، حيث كانت العاصمة السنغالية داكار اخر محطاته .
البرهان اجرى مباحثات ثنائية مع رؤساء الدول التي زارها ذلك من اجل مناقشة العديد من الملفات الامنية والاستراتيجية خاصة ان غرب افريقيا ارتبطت ارتباطا وثيقا بالاحداث الجارية في البلاد فالمر ت ز قة يأتون من غرب افريقيا والعتاد والس لاح يمر من دوالا في الكامرون مرورا بتشاد والتي تعد فاعلا اساسيا في الح ر ب .
اهتمام دولي
حظيت الرحلة باهتمام إقليمي ودولي كبير خاصة ان بعض الدول مثل غينيا مثلا ظلت بعيدة عن الاضواء وليس بينها والسودان روابطا قوية حتى تحظى بهذه الزيارة الرئاسية . من خلال هذه المساحة نجاوب على بعض الاسئلة حول الزيارة وتوقيتها خاصة انها تزامنت مع انتصارات القوات المسلحة في عدد من المحاور اهمها حاضرة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني والي مثلت نقطة تحول كبير في ال ح ر ب الحالية وربما تشهد انهيارا متسارعا للملي ش يا .
رؤية السودان
حرص البرهان في هذه الزيارة ان يرافقه كل من مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس، ووكيل وزارة الخارجية حسين الأمين. مايعني ان الزيارة طابعها امني عسكري دبلوماسي خاصة ان غرب افريقيا تشهد في الفترة الاخيرة تحولات كبيرة وعملية تحرر من الهيمنة الفرنسية والغربية والاتجاه بعلاقاتها بل اصبح تأثيرها حتى على مستوى الاتحاد الافريقي فرئيس الدورة الحالية من غرب افريقيا (الرئيس المورتاني) والسلطة التنفيذية الاعلى في الاتحاد مفوض الامن والسلم من غرب افريقيا دولة تشاد (موسى فكي) .
بعض المراقبون يرون أنّ الجولة قد حققت جملة من الأهداف من بينها توضيح رؤية السودان في عدم الجلوس مرة أخرى مع الم يلي ش يا في أي تفاوض اضافة للمجموعات التي تساندها وتدعمها سياسيا ودبلوماسيا . كشفت الجولة عن شعبية البرهات افريقيا حيث خرجت الجموع العفوية لاستقباله في الدول التي زارها
خروج مختلف
الخروج الجماهيري في العاصمة الم رتانية نواكشوط كان مختلفا حيث خرجت الجناهير السودانية المقيمة هناك تهتف للبرهان وترفع علم البلاد .
برز اسم مالي كثيرا في هذه الزيارة ذلك كانت المحطة الاولى فهي من المعابر المهمة للمرت ز قة الذين يمثلون نقطة قوة الم ل يش يا لذلك كانت جلسة التفاوض اتسمت بالوضوح والصراحة حول المهددات الامنية القادمة من هناك . بذات الاهمية كانت مورتانيا الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي فالسوودان احد المؤسسين الاوائل لمنظمة الوحدة الافريقية التي تحولت لاحقا لاتحاد وجد نفسه منزوع العضوية بل الاتحاد كله اصبح منزوع الارادة والقرار لذلك شهدت زيارات نواكشوط كيفية اعادة الاتحاد الافريقي لمساره ويلعب دورا ايجابيا في معالجة قضايا القارة . اما دولة سيراليون هي الدولة المنضمة حديثا لمجلس الامن الدولي فاهميتها تنبع من تداخل ملفات السودان الدولية والحملة التي يتعرض لها في المنظمة الدولية . اما السنغال هي الاخرى تشهد حولا كبيرا عقب فوز الرئيس الحالي والذي يرى ضرورة ان تتحرر القارة السمراء من القبضة الغربية بل ظل ينادي باصلاحات حتى على مستوى الاكيواس . وكذلك بقية الدول التي شملتها الزيارة تتفاوت اهميتها بين دولة واخرى.
اهمية الزيارة
الكاتب الصحفي بخلري بشير و رئيس تحرير صحيفة الانتباهة يرى نّ جولة الرئيس البرهان لدول غرب إفريقيا تعتبر مهمة جدًا ولها إيجابيات عديدة منها أنها حركت الملفات الأمنية زيضيف تاتي الزيارة ترجمة لخطة وزير الخارجية على يوسف الجديدة والتي تنادي بضرورة توطيد وتقوية العلاقة مع دول الاقليم اولا . لذلك كان اختيار غرب افريقيا والتي يستمد منها الت مرد قوته .
ويضيف بخاري التقدم الميداني كان له تأثيرا واضحا على العمل الدبلوماسي فبعد تحرير مدني والتقدم الملحوظ احسنت هذه الدول استقبال البرهان وكأن تسعى الى تناسي الماضي وفتح صفحة جديدة . بخاري تحدث عن تأثير غرب افريقيا على المنظمات الاقليمية والدولية عبر منظمة الاكيواس الاقتصادية اضافة لرئاسة الاتحاد الافريقي . ويرى محدثنا من ميزات نجاح الزيارة مرافقة مدير جهاز الامن للبرهان مايعني ان الملفات الامنية في مقدمة القضايا التي تشغل بال السودان حاليا .