تشاد :
تجاور السودان من الناحية الغربية و تمتد الحدود بينهما لأكثر من 1400 كيلومتر ، و توجد في البلدين قبائل مشتركة كثيرة أبرزها : الزغاوة ، المحاميد ، السلامات ، أولاد راشد ، التنجر ، الفلاتة ، البني هلبة ، الداجو ، الوداي ، الخزام ، و غيرها !!
بحكم هذا الجوار و التداخل و تحركات القبائل المشتركة فإن الحدود بين البلدين تعتبر حدود مفتوحة خاصة و أنه لا توجد بينها حواجز و موانع طبيعية ، و بسبب هذا الوضع فقد انطلقت معظم قوى المعارضة التشادية التي نجحت في استلام السلطة من مناطق عمقها القبلي و الإجتماعي في دارفور ، و كانت آخرها قوات (جبهة الإنقاذ الوطنية) بقيادة إدريس ديبي و التي نجحت فى الإطاحة بحكومة الرئيس (حسين حبري) بدعم من ليبيا و السودان في ديسمبر 1990 .
و قد استمر (ديبي) في الحكم حتى مق تله في العشرين من أبريل 2021 متأثراً بإصابته في اشت باكات مع قوات المعارضة شمالي تشاد .
في العام 2006 قامت قوات (الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطي) في تشاد بقيادة محمد نور عبد الكريم بهجوم مباغت علي العاصمة أنجمينا و كادت أن تستلم القصر الرئاسي قبل أن تتراجع بسبب خلافات نشبت بين الفصائل السياسية المكونة للجبهة ، الحكومة التشادية من جانبها إتهمت السودان بأنه يقف وراء الهجوم و محاولة تغيير نظام الحكم .
و من جانب آخر فإن تشاد ظلت تمثل عمقاً لحركات التمرد المسل حة خاصة تلك التي تنتمي إلى قبيلة آلزغاوة ، و ظلت كذلك تقدم لها الدعم العس كري و
اللوج ستي ، و قد إتهم السودان تشاد بأنها كانت تقف وراء عملية الذراع الطويلة التي قامت بها قوات حركة العدل و المساواة و استطاعت أن تصل فيها حتى أمدرمان .
تحركات المعارضات المس لحة بين البلدين و الإتهامات المتبادلة ظلت تمثل عنصر شد في العلاقات بينهما خاصة و أنهما يجاوران ليبيا المضطربة و أن بعض الفصائل المعارضة فيهما متورطة في الصراع الليبي ، و تتلقى الدعم من الجهات الليبية التي تقاتل إلى جانبها !!
عندما بدأت ح رب السودان الأخيرة بعد تمرد الملي ش يا كان الموقف التشادي في البداية متحفظاً بل و أقرب إلى المساند للحكومة الشرعية و الجيش لأن تشاد تدرك تماماً بأن أمن السودان من أمنها و استقراره من إستقرارها .
و لكن فجأة و بعد زيارة قام بها محمد إدريس ديبي إلى أبوظبي في يونيو 2023 (بعد أقل من شهرين من إندلاع التم رد و الح ر ب) و وقع خلال زيارته هذه إتفاقية تعاون عس كري بين البلدين و تلقى دعماً مالياً مباشراً بمبلغ مليار و نصف دولار تغير الموقف التشادي إلى موقف داعم للمل يش يا ، و تمثل ذلك الدعم في الآتي :
١/ منح الإمارات حق تشغيل مطار أم جرس في شرق البلاد و التي بدورها حولته إلى قاعدة جوية لإمداد المل يش يا بالسلاح والذخائر و العتاد (مقابل إيجار تتلقاه) !!
٢/ سمحت بتج نيد عشرات الآلاف من مواطنيها للإنخراط في الق تال مع قوات الملي ش يا !!
٣/ فتحت حدودها لمرور المرت زقة الذين يتدفقون من عدة بلدان أفريقية للإلتحاق بصفوف الملي ش يا !!
٤/ سمحت بدخول المسروقات و المنهوبات من سيارات و ممتلكات و أموال الشعب السوداني إلى أراضيها و سمحت بمرور بعضها إلى بعض دول غرب أفريقيا !!
٥/ في الأشهر الأخيرة و دعماً للملي ش يا للإستيلاء على الفاشر سمحت بإطلاق الص واري خ و الطائرات الم س يرة من داخل أراضيها كما كشفت ذلك الجهات السودانية !!
٦/ آوت و ما تزال تؤوي قيادات الملي ش يا المت مردة و تسمح لهم باستخدام أراضيها و مطاراتها في التنقل من و إلى السودان !!
الموقف التشادي الداعم للملي ش يا تأثر بفرنسا التي تشارك الإمارات في الح ر ب على السودان بغية تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في البحث عن وطن بديل لعربان الش تات المنتشرين في مستع مراتها القديمة أو التخلص منهم في مح رقة الح ر ب حيث أنهم باتوا يشكلون خطراً على مصالحها مع صعود تأثيرهم السياسي !!
السودان من جانبه و بعد توفر كل الأدلة و الإثباتات المادية و التقارير الأممية التي تثبت تورط تشاد في الح ر ب تقدم بشكوى رسمية ضدها إلى مجلس الأمن و تبادل معها طرد الدبلوماسيين !!
إستمرار الدور السالب للجارة تشاد و دعمها للملي ش يا ربما يدفع السودان لتطبيق مبدأ (التعامل بالمثل) !!
أفريقيا الوسطى
==============
تقع أفريقيا الوسطى في الجنوب الغربي للسودان و يبلغ طول الحدود بينهما حوالي 174 كيلومتر .
و تعتبر أفريقيا الوسطى من البلدان التي لها تأريخ طويل مع الإضطرابات و عدم الإستقرار و قد بدأت فيها الح ر ب الأهلية منذ العام 2003 عندما استولى الجنرال (بوزيزيه) على السلطة بدعم من تشاد و السودان ، فتمرد عليه في العام 2004 (إتحاد القوى الديمقراطية من أجل الوحدة) في شمال شرق البلاد بقيادة (ميشيل جوتوديا) و الذي نجح في إستلام السلطة في مارس 2013 ثم ما لبثت أن تحولت الأوضاع فيها إلى ح روب أهلية مدم رة تفاقمت بصورة كبيرة في الفترة بين عامي 2012 ـ 2014 ، ثم شهدت البلاد فترات إنتقالية أجريت بعدها إنتخابات فاز بها الرئيس الحالي (فوستان آرشانج) في مارس 2016 و الذي فاز بدورة أخرى في 2020 .
أفريقيا الوسطى من مستع مرات فرنسا التي ما تزال تتمتع فيها بسيطرة و نفوذ كبير رغم توجهات الرئيس الحالي الذي انفتح على روسيا و منحها إمتيازات للتعدين كانت تديرها شركة فاغ نر الأم نية و التي تقوم أيضاً بحماية النظام الحاكم .
الأوضاع الهشة في أفريقيا الوسطى و تأثير (فاغ نر) و الإمارات بالإضافة إلى وجود ملي ش يا (د . س) المت مردة التي كانت مسئولة عن تأمين الحدود و وجود بعض المجموعات (المستعربة) في حدودها الشرقية جعلها تصبح واحدة من دول الجوار الداع مة للملي ش يا في ح ر ب ها ضد الدولة السودانية !!
و قد أصبحت منطقة (أم دافوق) الحدود مركزاً كبيراً لتجميع المرت زقة من عدة دول أفريقية و تدريبهم و إعدادهم ثم الدفع بهم للإلتحاق بصفوف الملي ش يا و ما يزال هذا العمل السالب مستمراً حتى اليوم برضا حكومة أفريقيا الوسطى و تحت مرأى و مسمع فرنسا و في الأشهر الأخيرة إنسحبت منه (فاغ نر) ربما بإيعاز من الحكومة الروسية !!
يبدو أن السودان أيضاً سيضطر للتعامل مع حكومة أفريقيا الوسطى بمبدأ (المعاملة بالمثل) !!