إلى من ببطولاتِهم و عزمِهم حفظوا لنا عزَّتَنا ، إلى من ببأسِهم و قوتهم ، إلى من بج. راحهم و د. مائهم رفعوا لنا رايةَ نصرٍ خفَّاقة ، تعلو كما النجومُ في سمائنا ، بريقُها يلتهم الطغاةَ و الجبابرة ، إلى إخوتي أولي البأسِ و العزمِ ، أنوارِ الهداية ، أيها الثابتون في الأرض ، الشامخون في السماء ، حماةُ العرض و الوطن.. أسْداء في جه. ادكم و رجال في رباطكم و جبال في ثباتكم ، تتحدون كل مَخَانقِ الكروب و ويلاتِ الح ر. وب ، توضأتم بدمائكم و أقمتوها جماعةً في محراب هذا الوطن و عزته و كرامته ، يصيبُكم ما يصيبُكم من أذىً فتُنزلوه منازلَ الرضا بقضاءِ اللهِ وقدره ، و يصيبُ عدوَّكم بعذابٍ من اللهِ بأياديكم ، فتُنزلوه منازلَ الشكرِ و الحمدِ على عظيم المنًّة و واسعِ التوفيق ، قضيتُكم لا تعرفُ حياداً و لا تقبلُ أنصافَ الحلولِ و لا تعرف المناطقَ الرمادية ..
إلى من تقدَّموا الصفوف لا يبحثون عن مجدٍ أو شهرةٍ أو أعلامّ و لكن قضيتُهم و أهدافُهم العليا هي الوطنُ و القيمُ و الدينُ و العِرض ، و دونها النفسُ و المهجُ و الأرواح ، يعلمون أنّ سلعةَ اللهِ غالية ، مهما جرت الأحداثُ الجسامُ أو كانت الأمورُ على مفترق الطرق ، لا يتملكهُم يأس ، فمن يرى بعين عقيدته لا يرى غير قولِ نبيِّهِ يهمسُ لزيدٍ و قد ضاقت : “*يا زيدٌ.. إنَّ اللهَ جاعلٌ لما ترى فَرَجاً و مَخْرَجاً*” ..
إلى تلك السواعدِ التي حمتْ تربةَ هذا الوطنِ الغالي ، بُوركت الأيادي الشريفةُ الحرةُ المتوضئةُ الضاغطةُ على الزِّناد رغم كيدِ الكائدين و حقد الحاقدين و تخاذلِ القاعديين ، بُورك الرجالُ الذين آثروا المكوثَ في الخنادق ، حفاظاً على الأرض و العِرض من دنس أراذل القوم ، فكانوا خير مُلبٍّ لنداءِ الوطنِ حين قلَّ الناصرُ و غَدَرَ الصديق ، قدموا الأرواح على كفِّ الحرية فداءً ، أمسكوا بقبضةِ الزنادِ، رجالٌ عاهدوا و صدقوا إلى الهيجاءَ قد نزلوا ، ما بين أشوسَ ماجدٍ صعبِ المراسِ غضنفرَ و أقعسَ يسقي العِدا حتفَ الردى بسنانِه ، وحدِّ الحسامِ الباتر ، أسرجوا للمجد صهوةَ جيادهم و توشَّحوا لها بالمُرهفات البِيضِ و الأسْلِ السمرُ ..
إلى من علَّمونا أنّ الثبات س لاح و أن الصبر طريق ، كَيفَ نَصِفُ حُسْن ثنائِكُم ونُحصي جَمِيل بَلائِكُم؟ وبِكُم أخرَجنا اللهُ مِن الذُّلِّ وَفَرَّج عَنّا غَمَرات الكرُوب وأنقَذَنا مِن شَفا جُرُف الهَلَكات؟ ، إخواني يعرفهُم تُرابُ الأرض ، ملحُ الأرضِ ، عطرُ منابِعِ الرّيحان ، إخواني يعرفهُم سناءُ البَرق ، غيثُ المُزن ، سحرُ شقائق النّعمان ، نجُوم اللّيلِ تعرِفُ ذِكْرَهم و صلاتَهم و قيامَهم ، وشمسُ الصُّبح تعرفُ بأسَهم و عزمَهم و جهادَهم ..
نعم أنتم بعد اللهِ تعالى الأملُ و الرهانُ ، أنتم الوعد الصادق ، وأنتم النصر الآت بإذن الله ، أنتم الحرية للأسرى والمعتقلين والتحرير الأرض ، والحمى للوطن وللعرض وللشرف
بدمائكم ، بسواعدكم ، بتضحياتكم بجراحكم ، بصبركم ، بصمودكم بجهادكم ، بثباتكم ، و عهدكم مع الشهداء ، تسيرون على ذات الدرب يخلف المج اهد ألف مج اهد ، و تمضي مسيرة الج هاد و المق اومة و الفداء ..
ببركة دم. اء فرسان النزال ، قناديل الأرض البواسل كان الانتصار هو القرار، و الش هادة هي العنوان ، يا من تقودون المع. ارك في كل صولة ، دعواتي لكم بالنصر و التوفيق ، سدد الله رميكم و ثبت أقدامكم ..
” *إلزم س لاح ك أخي لا يغيبُ بريقُه ، فإنّ الس. لاح وسامةُ الفرسان* ” ..