سودانيون

رشان اوشي تكتب: “البرهان”.. يسير على حقل ألغام..

رشان اوشي تكتب: “البرهان”.. يسير على حقل ألغام..

واحد من أكبر الأخطاء في التعامل مع الرئيس “عبد الفتاح البرهان” هو التقليل من قدراته، كونُه لا يتعجل المواقف ولا يتخذ قرارات انفعالية مقارنة بالرئيس “البشير”، كما انه يتحدث لغة المثقفين، ولا يستخدمُ عبارات العوام كثيراً، هذا لا يجعله أقلَّ فهماً ودراية بالقضايا المطروحة، او يضعه في خانة “المراوغة”، الرجل يسير على حقل “الغام”، تحاصره الازمات التي تتطلب الحكمة لا القوة.
لا شك.. أن حرب 15/ أبريل بمثابة زلزال عنيف ضرب بلادنا، وزمن الزلازل يحتاج إلى أقوياء حكماء لا أقوياء فقط.
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها سياسي لمهاجمة “البرهان” لأنه لم يتخذ مواقف تخدم مصالحه الفكرية والسياسية، الرجل يخوض معارك داخلية متعددة وأطماع خارجية، الجميع يتربص به.
الغرب يحاصر سلطته، يدفعه دفعاً إلى مصير “البشير”، ومن جانبه يحاول إبعاد شبح العقوبات الدولية عن بلادنا، الخليج يطمع في ثرواتنا، “البرهان” يقاوم و يرفض الانصياع للعصا التي تلهب ظهره لكي ينحني ويمنحهم ما يريدون، “البرهان” ليس كاذباً ولا خائناً، ولا ضعيفاً انما “حكيم” يحاول اطفاء الحرائق بقدر المستطاع، بينما تستفيد جهات أخرى من أوراها.
المشهد الأهم في هذه الجدارية السياسية، ان الرئيس “البرهان” رغم اخطائه، الا انه يعمل على استعادة الدولة، سوف يذهب كل هذا العذاب سدى إذا مضينا في الجدل العقيم، الانتصارات لا تأتي من الخارج. وأكبرها، أن تكون الناس تحت سقوفها.
جهود “البرهان” في استعادة الدولة في هذه الفترة يعكس وعياً وطنياً عميقاً بضرورة تجنب الفوضى السياسية والأمنية مستقبلاً، فالانقسام السياسي على أشدّه، والتمترس الحزبي جاهز لإعادة إنتاج خطاب مواجهة داخلية تداعياتها أقسى من تداعيات حرب 15/ أبريل.
اللحظة السودانية ليست مناسبة لمحاكمة مرحلة “البرهان”، لأنها لم تصل الى نهايتها بعد، لكن يجب أن يكون الأبرز في هذه المرحلة خطاب سياسي واقعي، يعمل على تقييم أداء الرئيس “البرهان” بقدر من الإنصاف، جميع السياسيين في بلادنا لا يملكون رؤية عن كيف ننقذ وطننا؟ وكيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة لمؤسساته الدستورية، وفي الطليعة العبور ببلادنا إلى مرحلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
إذاً، “البرهان” وشعبه، وجيشه، وأبناءه المقاتلين في ميدان المعركة، من شباب الإسلاميين، شباب ثورة ديسمبر، وعموم شباب السودان د أمام امتحان إعادة الحياة لبلادنا، وبعبارة أخرى، ملء الفراغ الوطني، وليس التناحر على الفشل السياسي.
“البرهان” عسكري وليس سياسي، يجيد “المناورة” ومنهج استنزاف الخصوم والمنافسين، لذلك هو في مرمى سهامهم في كل مرحلة من مراحل حكمه، ولكن الأهم في هذه المرحلة الإقرار بأنه يعمل بجهد عظيم في أن يعود السودانيون إلى ديارهم، تاركين خلفهم ذل مراكز الإيواء والنوم في الشوارع، وتناول وجبات الشفقة.
محبتي واحترامي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.