د. بحر إدريس أبو قردة رئيس تحالف سودان العدالة (تسع)، وزير الصحة الأسبق، من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية السودانية، حيث كان من أشرس معارضي الإنقاذ ثم تحالف معها لاحقاً بعد توقيعه على اتفاق السلام، حيث تولى العديد من المناصب أبرزها حقيبة وزير الصحة لسنوات.. هذه الوضعية جعلته قريباً من العديد من الأحداث الكبيرة في البلاد وشاهداً على بعضها وفاعلاً في أخرى.. (سودانيون ميديا) التقته في حوار عما يجري في البلاد ونظرته للحرب الحالية ورؤيته لإيقافها وموقفه من منبري جدة وجنيف:
غادرت الخرطوم بعد ثلاثة أشهر من بداية الحرب وهذا اول من اتصلت به (…)
* بداية.. أين كنت في اليوم الأول للحرب؟
كنت موجوداً في الخرطوم ومكثت فيها ثلاثة أشهر وخرجت منها لمدني ومن ثم القضارف- كسلا وبورتسودان.
* من هو أول شخص تواصلت معه من القيادات العسكرية؟
حاولت أغلب الهواتف ولكن لم اتمكن من التواصل مع أغلبها ولكن اول من تكلمت معه من القيادات العسكرية هو الفريق كباشي.
* هل أبدى لك اي استعداد من قبل القوات المسلحة لإيقاف الحرب؟
هو لم يبدأ الحرب أو يعتدي فكيف يستطيع إيقافها، الحرب يوقفها من بدأها، القوات المسلحة كانت تدافع عن مقراتها وعن قاداتها بعد الاعتداء ولم ترغب في الحرب أو تسعى إليها حتى تسعى لإيقافها.
* مازال البعض يتحدث عن أن القوات المسلحة هي التي بادرت بالحرب لذلك جاء هذا السؤال؟
الذي يتحدث هذا الحديث يعلم الحقيقة ولكنه ينكرها، يعلم من الذي احتل مروي قبل الحرب في الخرطوم، ويعلم من الذي كان يحشد قواته ويعدها للمعركة، ويعلم من الذي هاجم القائد العام في بيت الضيافة، ويعلم كل التفاصيل ولكنه ينكر الحقيقة.
الدعم السريع أداة فقط في تنفيذ هذه المؤامرة
* هناك من يقول إن حميدتي لم يكن يرغب في الحرب ولكن فرضت عليه من قبل بعض الجهات الخارجية والداخلية؟
هذه المؤامرة كبيرة وفيها بعض الجهات الخارجية والإقليمية، الدعم السريع لم يكن غير أنه أداة للتنفيذ فقط، هذه المؤامرات تولت تمويلها والإشراف عليها الإمارات بصورة مباشرة وبدعم من بعض الأوربيين بالذات فرنسا، على أن يتم جلب عربان الشتات هؤلاء من غرب أفريقيا وتوطينهم في السودان، وأن يكونوا مقاتلين في صفوف الدعم السريع وأن تقوم (تقدم) بالتغطية السياسية. حتى أن حميدتي لا يستطيع إيقاف الحرب لأنه مشروع خارجي ومفروض عليه.
* باعتبارك كنت موجوداً ومراقباً لكثير من التفاصيل، هل من إشارات سبقت اندلاع الحرب تدل على أن الحرب واقعة لا محالة؟
نعم، الأجواء كانت مشحونة لحد ما وهناك من يسعى لصب الزيت على النار أمثال فولكر وقادة قحت، ولكن لا يوجد مؤشر بعينه يدل على أن هناك حرباً أو أننا يمكن أن نصل إلى هذا الحد، ولكن بعد أن تحرك الدعم السريع وحاصر القاعدة الجوية في مروي وبعد بيان القوات المسلحة الذي أوضحت فيه محاصرة مروي من قبل الدعم السريع أصبح واضحاً أن المعركة قادمة ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بتوقيتها الفعلي.
بعض الجهات تسعى لتوطين عربان الشتات في بلادنا
* كيف تنظر إلى رفض الجيش المشاركة في مباحثات جنيف؟
أولاً يجب أن نصحح معلومة مهمة، الأمر لا يخص الجيش وحده وليس الجيش من يقرر لوحده لأن الجيش جزء من المؤسسات السودانية فالأمر يجب أن يكون أمر حكومة السودان والتي يعد الجيش جزءاً من مؤسساتها المهمة، لذلك إن من الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة مشاركتها في منبر جدة باسم القوات المسلحة وهذا ما قصده الوسطاء بأن يصوروا الحرب كأنها بين الجيش والدعم السريع أو بين البرهان وحميدتي وهذا خطأ كبير، هذه الحرب تضرر منها كل الشعب السودان وتأثرت بها كل المؤسسات. ورفض الحكومة الذهاب لجنيف باسم الجيش في تقديري تصحيح لخطأ منبر جدة لأن منبر جنيف كان مؤامرة كبيرة على السودان.
* في تقديرك كيف يتم إيقاف الحرب الحالية؟
إيقاف الحروب كالعادة له عدة سناريوهات ولكن ما يهمنا في هذه الحرب أن تنتهي لمصلحة القوات المسلحة بالحسم العسكري أو التفاوض، وحتى التفاوض يجب أن يكون الجيش في الموقف الذي يجعله يفرض شروطه، لهذا تجد كل الشعب السوداني يدعم قواته المسلحة لأنه لا خيار إلا بانتصارها في هذه المعركة حتى يتم رد الحقوق ومحاسبة من اعتدى.
* هل تعتقد أن إنسان دارفور في بقية الولايات قادر على تحرير أرضه وحمايتها كما فعل أهل الفاشر؟
إنسان دارفور قادر على تحريرها وحمايتها وتقديم كل المطلوب منه والأمر بدأ منذ بداية الحرب، شباب دارفور ورجال دارفور حضروا لحاميات الجيش وقاتلوا في صفوفه حتى الجنينة قاتل أهلها بشراسة في صفوف القوات المسلحة ولم يستسلموا لكن الظروف لم تكن لصالحهم حيث تم قطع خطوط الإمداد وغيرها من الأشياء الفنية حتى انسحبت الحامية وكذلك الأمر في نيالا وفي زالنجي وبقية المواقع، ومازال هناك الكثيرون الآن على استعداد للدفاع عن أرضهم وتحريرها من عربان الشتات الذين جاءوا من خارج الحدود يريدون احتلال أرض السودان، فمازالت الحركات المسلحة بكل تكويناتها تعمل صفاً لصف مع القوات المسلحة في الفاشر وغيرها من المناطق.
هذه (…) رسالتنا للمجتمع الدولي بخصوص (تقدم)
* هناك من يقول إنكم كقوى وطنية في تحالف (تسع) أو غيره صوتكم أضعف من مطلوبات المرحلة؟
ربما أنتم كمراقبين ترون ذلك وهذا رأيكم، ولكن نحن في تقديرنا نقوم بعمل كبير وأوصلنا صوتنا إلى الجهات الإقليمية والدولية وشرحنا موقفنا وما يحتاجه السودان في هذه المرحلة وأخبرنا الجميع بأننا لماذا ندعم القوات المسلحة. عقدنا لقاءات ومؤتمرات في بورتسودان مشهودة جداً، وكذلك القاهرة قمنا فيها بعمل كبير واستطعنا أن نسمع صوتنا للاتحاد الأفريقي في اجتماعنا معه بأديس أبابا وأوصلنا صوتنا للأمريكان والأوربيين والأمم المتحدة، حيث كنا نعاني في بداية الأمر من التجاهل من قبل بعض الجهات الإقليمية والدولية التي لا رى ممثلاً غير (تقدم) ولكن بعملنا الكبير استطعنا كسر هذا الحاجز وأصبحت رسالتنا للأمم المتحدة والجهات الإقليمية بأن (تقدم) لا تمثل الشعب السوداني ولا وجود لها على أرض الواقع في السودان.
أبو قردة لـ(سودانيون ميديا): ما يحدث للسودان مؤامرة كبيرة وهذا خطأ الحكومة (…)