سودانيون

د. طارق عبد النبي محمد علي يكتب: امتحانات الشهادة الثانوية السودانية بين الإبقاء والإلغاء

امتحانات الشهادة الثانوية السودانية بين الإبقاء والإلغاء

* د. طارق عبد النبي محمد علي

يترقب ملايين السودانيين داخل وخارج السودان لحظة إعلان تاريخ محدد لقيام إمتحانات الشهادة الثانوية السودانية التي طال انتظارها بسبب الظروف التى نعلمها جميعا.
وقد ظلت إمتحانات الشهادة السودانية محط أعجاب وتقدير للجميع من داخل وخارج السودان لما تتمتع به من ثقة ومصداقية في كل مراحلها التي تمر بها من وضع الامتحانات ومراقبتها وتصحيحها حتى مرحلة إعلان النتيجة بل كل التفاصيل المرتبطة بالمحافظة على سمعتها وسريتها.
ومن المعلوم أن الشهادة السودانية تشارك فيها عدة جهات أمنية ودبلوماسية وإعلامية ولكن تقع المسؤولية الكبرى على عاتق وزارة التربية والتعليم.
وعلى مر تاريخها الطويل لا يستطيع أحد أن يشكك في أي جانب مرتبط بمسار الشهادة السودانية، ولا يستطيع أن يمس شرفها بأي نقص أو تقصير وهذا ما أكسبها الاحترام والتقدير ليس داخل السودان فحسب بل بشهادة الشعوب الأخرى التي خاض أبناؤها معركة الشهادة الثانوية السودانية.
كلنا يعلم الظرف الحرج والوضع المعقد الذي تعيشه بلادنا مما يجعل قيام امتحانات الشهادة أمراً مستحيلاً بوضعها وترتيباتها الطبيعية المعروفة. لذلك يتحتم علينا إيجاد حلول عاجلة لإنقاذ دورة التعليم من التوقف. لذلك لابد من قيام هذه الامتحانات قبل نهاية هذا العام، وبالفعل فقد بدأت الوزارة في عملها الروتيني من تجميع واستلام للأوراق الثبوتية والتي تمكن الطالب من الجلوس للامتحان.
عليه أتقدم بهذا الاقتراح وهو قيام الامتحانات قبل نهاية العام حتى ولو اقتصرت على المراكز الخارجية فقط لأنها تضم عدداً كبيراً من الطلاب الممتحنيين لاسيما أن عدد هذه المراكز يقارب الستة عشر مركزاً، ومن المؤكد ان وزارة التربية لديها آلية عملية مرتبطة بالجوانب الفنية لقيام الامتحانات.
وأتخوف من تراكم عدد كبير من الدفعات غير الممتحنة وهذا مما يجعل بعض الجامعات تستبعد الشهادة السودانية ولا تعترف بها.. وبذلك تخرج الشهادة السودانية من التقويم والتصنيف الدولي وبالتالي تتعقد وتتعمق أزمة الطلاب العالقين وهذا بالتأكيد لا نتمناه لهم… ونتمنى عدم توقف وتعثر دورة التعليم ولأبنائنا وبناتنا التوفيق والنجاح.
* متخصص في تكنولوجيا التعليم
29 أغسطس 2024م

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.