عمار شيلا في حوار لـ(سودانيون ميديا):
النيل الأزرق أصبحت جزء من المزاج السوداني وعودتها تمثل جزء من عودة الحياة الطبيعية
الجميع يجب ان يعمل لخدمة خط إعلامي وطني دون اي اعتبارات أخرى
المشكلة الأكبر في هذه الفترة هو غياب المعلومة بل واعتماد التضليل احيانا
لم تأت به الصدفة لحقل الاعلام بل جاء اليها متدرجا بخطوات متزنة وناجحة ومدهشة وذلك بعد العمل في مؤسسات اعلامية وصحفية مختلفة لها وزنها بين مؤسسات الاعلام، الاستاذ عمار فتح الرحمن شيلا المدير العام لقناة النيل الازرق الفضائية، شاب ناجح ومهذب، منذ توليه لادارة القناة قبل اربع سنوات صنع تجربة اعلامية مقدرة بائنة للعيان، فهو موهوب، هادئ، قوي، لا يعرف الصعاب التي تتكسر امام عزيمته وارادته على تحقيق ما يريد لفائدة القناة، حقق خلال الاعوام التي تولى فيها أمر ادارة القناة نجاحات باهرة جعلت الشاشة الزرقاء الأولى على رصيفاتها في الفضاء و الاكثر عشقا لجمهور المشاهدين، والان النيل الازرق تستعد للانطلاق من جديد واستئناف العمل بعد التوقف الطويل بسبب الحرب، وللوقوف على ترتيبات القناة للانطلاق أجرت (سودانيون ميديا) حواراً مع الاستاذ شيلا تحدث فيه عن نقاط وجوانب عديدة عن العودة والخطط والتحديات، تجدونها في المساحة التالية:
حوار : خديجة عائد
* أعلنتم عن انطلاق واستئناف عمل قناة النيل الازرق من داخل ام درمان، ما هي أهمية وجود كاميرا القناة وسط الاحداث؟
لان الإعلام يجب ان يكون موجودا حيث الحدث، وام درمان محطة رئيسية وتضم تجمعا كبيرا من أهل ام درمان ومن النازحين اليها، وموقع دفاع عن الدولة ولابد من وجود كاميرا القناة، فضلا عن رمزية الوجود في العاصمة القومية.
* هناك أحاديث عن أن شيلا لن يكون على رأس القناة في المرحلة المقبلة، ما مدى صحة ذلك؟
انا موجود واعمل مع بقية الزملاء لإكمال الترتيبات والعودة من جديد.
* هل هناك اتفاقيات او عقود جديدة للقناة مع شركات انتاجية ووجوه اعلامية في اطار الخطة الجديدة؟
نسعي للتنسيق مع جهات اعلامية متواجدة على الأرض وتقدم انتاجا جيدا ومختلفا، هذه المرحلة تتطلب تعاونا كبيرا بين العاملين في مجال الإعلام خصوصا في ظل الاستهداف الكبير الذي اصاب المجال الإعلامي، الجميع يجب ان يعمل لخدمة خط إعلامي وطني دون اي اعتبارات أخرى.
* قناة النيل الأزرق معروف عنها أنها قناة منوعات، ما هي خطتكم للبرمجة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان؟
القناة تعمل في مجال المنوعات مع اهتمام نسبي بالشأن السياسي، إلا أن ظروف الحرب فرضت واقعاً جديداً يستلزم تغييرا في الاهتمامات البرامجية وفي طبيعة المحتوى المقدم بما يتناسب مع أوضاع البلد والناس.
* ما الميزة التنافسية التي تعول عليها؟
سمعة القناة وتأثيرها الكبير في المجتمع وقدرتها على دخول بيوت الناس والإقامة فيها.
النيل الأزرق أصبحت جزءا من المزاج السوداني وعودتها تمثل جزءا من عودة الحياة الطبيعية، وهذا أمل وأمنية نتمنى أن نشهدها على ارض الواقع. “اصطاف” القناة وقدرته على العمل في كل الظروف مع وجود طاقم فني وفريق برامجي قادر على تقديم محتوى يتناسب وطبيعة المرحلة.
* قبل فترة قليلة صدر قرار بتعيينك مديرا للهيئة العامة للاذاعة و التلفزيون، وسرعان ما الغي هذا القرار، ما الذي حدث؟
كل ما أعرفه: صدور هذا القرار ثم نسخه بعدها بقليل بقرار آخر بمدير قطاع التلفزيون.
* النيل الازرق تمتلك مكتبة وارشيف كبير وعريق، هل حصل لها اتلاف مؤثر وكبير؟
تأثرت القناة عموما بشكل كبير نتيجة القصف وعملية التدمير الممنهج الذي تقوم به مليشيا الدعم السريع، التي سعت للنيل من الأرشيف والمكتبة السودانية عموما، لكن القناة تمتلك نسخا عديدة لهذا الأرشيف.
* هل سترجع القناة بكامل طاقمها في الفترة الجديدة؟
على مراحل، المرحلة الحالية نركز على اعادة الترتيب وفتح مكاتب في المناطق الرئيسية، وإعادة الترتيب الهندسي والفني.
* ما رأيك في سيطرة الإعلام الرقمي بشكل كامل على حساب الإعلام التقليدي، ما خطورته على الشاشات؟
نحن في هذه التجربة نعمل على منصات القناه في وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية وتطبيق حاضر ، والقناة الوحيدة في السودان التي لديها تطبيق خاص بها، لأننا ومنذ سنوات اعتمدنا هذا الخط بغرض توفير القناة في كل المنصات بما يتناسب وكل منصة من حيث المحتوى وزمنه. والحقيقة في السودان وحتى الان لا توجد تجربة متكاملة لاعلام رقمي، هي مجرد محاولات واجتهادات، ظروف الحرب دفعت الناس لهذا الاتجاه وهي تجربة مفيده وقيمة، مع ذلك لكل وسيلة جمهورها، المستقبل للإعلام الرقمي بشكل كبير لكن الإعلام التقليدي موجود طالما هناك ايضاً جمهور تقليدي، يبقى الفرق في النسب.
نحن في النيل الأزرق عملنا منذ 2015 على تقوية منصات القناة، وبعدها بقليل اتجهنا لإنتاج خاص لهذه المنصات وليس فقط وعاء لنقل وانتشار إضافية، لذلك فان اعتمادنا على هذه المنصات بدأ بمجرد اندلاع الحرب واحتلال مقر القناة لأنه كان جزءا من مشروعات القناة وعملنا عليه على مدار سنوات عديدة.
* انتشر بشكل كبير مؤخراً، هل يهدد البودكاست القنوات الفضائية مستقبلا؟
في تقديري القنوات الفضائية مازالت حاضرة وموجودة خصوصا في العالم الثالث والسودان خصوصا، نحن حتى الان لم نصل إلى تلفزيون متكامل، تطور سبل ووسائل الإعلام واوعيتها مفيد إجمالا لكنه ياخذ وقته.
الصحيح ان وقت الناس وتغيير طبيعة الحياه وسرعتها وغياب فكرة الأوقات المنظمة والمرتبة كما كان في السابق جعل التلفزيون بشكله القديم في ترتيب متاخر أمام الوسائل الجديدة لكن ومع ذلك فان حتى التجارب الجديدة انتبهت اليها الفضائيات والقنوات واصبحت جزءا من خدماتها. بمعنى: الموسسات الاعلامية هي نفسها منفتحة على التطورات الكبيرة والتكنولوجيا العالية التي تنتشر موخرا وتعمل على الاستفادة منها.. المهم في رأيي وهو ما يغيب عن السودان الان هو وجود موسسات اعلامية بإمكانية تساعد على الاستفاده من كل ذلك.
* هل سيكون موقع القناة على الانترنت مفعلا بالصورة المناسبة ما بعد البث؟
نحن سنبدأ عبر المنصات ولدينا وجود هو الأكبر بين القنوات حيث أن متابعي القناة بالملايين على يوتيوب وفيسبوك وغيرها وعندنا تطبيق حاضر يضم كل برمجة القناة وأرشيفها.
* عمار شيلا هادئ تجاه حملة الانتقادات التي يتعرض لها؟
حاول باستمرار لأكون كذلك.. والاهم أن معرفة أسباب ومصادر الحملات يقودك اكثر للهدوء والتجاهل. في أحيان كثيرة تكون الحملات لغرض وهدف خاص ومحدود وبلا قيمة. وعليك ان تختار بين إضاعة الوقت وراء ردود وملاحقة حملات وهميه او ان تعمل.
* النيل الأزرق بكل المعايير التي يقاس بها النجاح هي كانت الأكثر مشاهدة، كيف تعملون للمحافظة على تلك المكانة من جديد؟
بالعمل والاجتهاد وتقديم الجديد والمفيد والهادف خصوصا في هذا الوقت الصعب.
* من وجهة نظرك ما هي ابرز التحديات التي تواجهكم؟
كثيرة جدا إلا أن أهمها وأبرزها التحدي الاقتصادي في ظل عملية الاستهداف لكل المشاريع والشركات الوطنية من قبل المليشيا، وهذا يترتب عليه خروج سوق الإعلان الذي كنا نعتمد عليه بنسبة 100%، بالاضافة الى تحديات فنية لتدمير المعدات واجهزة القناة، وتدمير المقر وتشريد الموظفين.
* هل سيكون برنامج (كالاتي) ضمن البرمجة لاستصحاب معاناة المواطن وتوجيه رسائل الى المسؤولين؟
(سبوت لايت) سيكون برنامج جديد ضمن البرمجة الجديدة وبدا بالفعل الأسبوع الماضي، وهو معني بالأوضاع الحالية وعرض قضية من كل زواياها، لان المشكلة الأكبر الان هو غياب المعلومة بل واعتماد التضليل احيانا لذلك من المهم المساهمة في المعرفة بتوفير آراء الجميع من المعنيين تجاه قضايا الشأن العام ولاحقا قد يعود (كالاتي) أو طبيعة البرنامج المعنية بالخدمات ومعاش الناس.