سودانيون

دار السلام علي تكتب: جواز VIP!!

جرأة قلم

دار السلام علي

جواز VIP!!

في شهر سبتمبر من العام الماضي أعلن العميد شرطة فتح الرحمن محمد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة أن قيمة استخراج الجواز الإلكتروني للكبار (120) ألف جنيه سوداني وللصغار مبلغ (80) ألف جنيه فقط لاغير، وهذه التعديلات تمت وفق توجيهات رئيس مجلس السيادة حيث أعلن فيها تخفيض قيمة استخراج الجواز الإلكتروني حينذاك.

ومنذ ذلك اليوم وساحات استخراج الجواز تشهد تكدساً هو في الغالب طبيعي بعد توقف دام لعدة أشهر بسبب الحرب وتدمير غالبية المراكز والنوافذ التي كانت تستخرج الجواز، ولكن الشئ غير الطبيعي هنا ما يحدث في هذه الساحات من فوضى واستغلال النفوذ وجشع وامتصاص دم المواطن المغلوب على أمره، حيث كثرت عمليات النصب والاحتيال من عديمي الضمير بمعاونة بعض ميتي الضمير من العاملين بمراكز استخراج الجواز (والله جد)!.

حتى بات العديد من المواطنين يضطرون للتعامل مع بعض هؤلاء الجشع لقضاء حوائجهم، فكثير من المواطنين لديهم مرضى وحالات طارئة لا تتحمل الطوابير و(طششان) الشبكة المفتعل أحياناً، وهذا لا يعني أنهم بعيدين من هذه الجريمة فهم مساعدين في حفر القبور وقتل القتيل أيضاً (والله جد)!

حكت لي إحدى السيدات أنها ليست مستغربة مما يحدث من فوضى واستغلال والتسهيلات التي تقدم (تحت التربيزة) لتقديم خدمة مدفوعة الأجر، وقالت إنها وقبل الحرب ذهبت للتقديم لاستخراج الجواز الإلكتروني منذ (الدغش) وتصلبت لساعات طويلة حتى تصل لشباك التقديم وسط الزحمة لتتفاجأ بالعديد من الآخرين (مريحين ونضاف)- على حد قولها- يدخلون بالباب وينجزون أمرهم ويذهبون في غضون دقائق فقط- في إشارة إلى أنهم (عندهم واسطة) تخيل!

هذا غير أن وقت الاستلام يختلف على حسب المتقدم إذا كان لديه واسطة قوية يمكن استلام جوازه في أيام وغير ذلك فيمكن أن يمتد حبل الصبر لشهر واثنين حسب مزاج مكنة الطباعة!!.

ما استوقفني لكتابة هذا المقال ليس ما قالته السيده أعلاه فقط، فهذا ما يدركة الجميع ومعروف في غالبية المؤسسات الحكومية حتى إذا أردت استخراج شهادة وفاة ناهيك من جواز وشهادة خبرة وغيره، ما أثار حفيظتي منشور متداول لأحد ميتي الضمير عديمي الوطنية أعلن فيه  المهندس (حسب تذييل اسمه) صاحب المبادئ المعدومة ومفتقر الوطنية أنه سوف يقدم خدمة للمعارف والأحباب مدفوعة القيمة حيث يتوفر تسليم واستخراج جواز خلال 72 ساعة عبر المصنع (هل المصنع مكان الخلل؟!) (ركز كووويس عزيزي القارئ في الكلام دة سطر سطر)، فقط المطلوب من المتقدم الايصال والرقم الوطني ورسوم الخدمة ويمكنك خلال 72 ساعة فقط (كررها تاني) وأين ما كنت الاستلام ومذيل عملته السمجة برقم هاتف للاستفسار، وكذلك هو منشئ قروب على السوشيال ميديا لهذا الأمر المربح جداً فقد أصبح تجارة وبزنس له وبعض الحمقي الآخرين المعاونين له!.

مضى على هذا الإعلان عدة أيام انتظرت فيها رداً من وزارة الداخلية توضح فيه كيف يمكن لشخص خارج نطاق مؤسستها أن يعلن هكذا إعلان ويؤكد فيه استخراج جواز للعامة في ثلاثة أيام فقط وبأي صفة له ومن الذي خوله في ظل تكدس الآلاف من المواطنين والمرضى الذين يصعب وصف حالتهم الصحية ويظلون عالقين في قائمة الانتظار لأشهر في سبيل الحصول على الجواز بينما في ذات الوقت يمكن لشخص لا علاقة له بالأمر (ولا من قريب ولا من بعيد) أن يفتي في الأمر ويعلن منشوراته بالفم المليان تأكيداً على قدرته استخراج الجوازات في غضون أيام فقط!! تخيل.

إذا كان هذا المحتال يستطيع أن يطبع جوازات المتقدمين عنده لجوازات (VIP) بسداد فاتورة باهظة الثمن هذا يؤكد أن بعض ما عندك من موظفين يا السيد وزير الداخلية مرتشين ويجب محاسبتهم، وعليك أن تكون أكثر دقة والتحقيق مع هذا الشخص في كيفية استخراج الجوازات وطباعتها في ثلاثة أيام فقط وأين ومن ومتى وكيف، وجميع منافذك التي تخدم الجمهور متكدسة على آخرها ويعمل الصالحون فيها ليلاً نهاراً لخدمة المواطنين وتلافي طول انتظارهم بينما المرتشين يعملون لصالح أنفسهم؟.

ولعلمك سيدي وزير الداخلية أن هذا المهندس ليس وحده فقط فهناك العديد من الأشخاص والوكالات تقوم بنفس الإجراء ولكن أظن وأن بعض الظن غير إثم هنا أن هذا الشخص وقع في شر أعماله بنشره هذا الإعلان الذي كان يعتقد أنه سيدر عليه بالكثير من الجنيهات ولكن انقلب السحر على الساحر ودر عليه الكثير من (الردم) نأمل أن تتم محاسبة هذا الشخص ومعرفة من خلفة من مرتشين فأمثال هؤلاء الفسدة يرهقون الدولة ويشوهون عمل المؤسسات الحكومية بواسطة جشع يعملون بداخلها وحتى لا تكون شيئاً اعتيادياً بالمؤسسات يجب محاسبته ومساءلته.

جرأة أخيرة:

المواطن يلقاها من الحرب والنزوح والسيول ولا من الفاسدين!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.