سودانيون

عملية فساد ونصب على أصحاب مخابز بزالنجي وتورط رئيس الإدارة المدنية للمليشيا

سودانيون ميديا: متابعات

كشفت تقارير ميدانية من مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور والتي تحتلها المليشيا المتمردة عن حدوث عملية فساد كبرى من قبل مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية “سارهو” التابعة للمليشيا والذي قام بتحصيل مبالغ ضخمة من أكثر 400 مخبز بالمحلية بدعوى حصولها على دعم إغاثي من المجلس النرويجي، إلا أن الدعم النرويجي لم يصل إلا لـ150 مخبزاً، بينما رفض رئيس الوكالة إرجاع الرسوم التي تم تحصيلها من بقية المخابز والتي بلغ عددها 267 مخبزاً مع التهديد باعتقال كل من يطالب باسترجاع ما تم دفعه.

وأوضحت مصادر أن مكتب منظمة المجلس النرويجي للاجئين بولاية وسط دارفور قام بتنفيذ مشروع لدعم المخابز بمحلية زالنجي لتوفير الغذاء للنازحين والمتضررين عبر مكتب الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (سارهو).

وقالت إنه وفي أواخر أكتوبر الماضي قامت وكالة (سارهو) في زالنجي عبر مديرها صالح طاهر بحصر المخابر، وتم تزوير في عددها، حيث أشار حصر  الوكالة إلى (417) مخبز وبناء على الحصر تم تحصيل مبلغ (400) ألف جنيه من كل مخبز يعمل بالخلاط اليدوي ومبلغ (600) ألف جنيه من أي مخبز يعمل بالخلاط الآلي حتى يتم اعتماد المخابز من قبل منظمة المجلس النرويجي للاجئين الممولة لمشروع دعم المخابز.

ووفقا للمصادر فقد قامت (سارهو) برفع (417) مخبز إلى المنظمة للاعتماد ومن ثم تحويل الدعم إلى حسابات أصحاب المخابز، وأكدت المنظمة أنها قادرة على دعم (150) مخبز وبالفعل بدأت (سارهو) في حصر وتحديد أصحاب المخابز لـ(150) مخبز فقط وهددت كل صاحب مخبز بالسجن إذا طالب باسترجاع حقه.

وفي تبريره لتجاوزاته قال مدير الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية زالنجي لأصحاب المخابز إنه قام بإعطاء رئيس الإدارة المدنية في زالنجي عبد الكريم يوسف مبلغ (40) مليار جنيه والمدير التنفيذي للوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية عبد الرحمن أحمد إسماعيل المقيم بكينيا مبلغ (30) مليار جنيه سوداني وتم تحويل مبلغ  (10) مليارات إلى حمد آدم البنجوز.

وقال صاحب مخبز بزالنجي- وهو أحد ضحايا النصب- إن العدد الحقيقي للمخابز العاملة بمحلية زالنجي أقل  بكثير من العدد المذكور من قبل (سارهو) وهذا مؤشر لفساد مالي في الغذاء المخصص لشريحة من النازحين.

ويقول مراقبون إن دعم منظمة المجلس النرويجي للاجئين للمخابز في زالنجي عبر وكالة (سارهو) يضع المنظمة في موضع الإتهام بدعم مليشيا الدعم السريع لان الأصل في المشروع أن تقوم المنظمة عبر موظفيها بمسح ميداني بالطواف على المخابز واعتماد من يقع عليه الاختبار للتمويل بدلاً من ترك مهمة اختيار المخابز إلى موظفي (سارهو).

الجدير بالذكر أن قائد مليشيا الدعم السريع قام في أغسطس 2023م  بتأسيس وكالة (سارهو) بهدف وصول الإغاثة إلى المناطق التي احتلتها المليشيا، حيث خُطّط أن تكون الوكالة المستحدثة بديلاً لمفوضية العون الإنساني، وأحدث إنشاء الوكالة ارتباكاً في عمل المنظمات الأجنبية التي تقدم المساعدات إلى الضعفاء في ولايات دارفور بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني، حيث ترددت كثير من المنظمات في الاستمرار بتقديم الإغاثة، خاصة وأن مكاتبها الرئيسية في مدينة بورتسودان التي اتُّخذت مقرًا مؤقتًا للحكومة الاتحادية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.