محجوب فضل بدري يكتب: بنك السودان الفلنكة تحت الطاقية!!
– [أتعهد بأن أدفع عند الطلب لحامل هذا السند مبلغ وقدره..] والتوقيع قد يكون مأمون بحيرى أو السيِّد الفيل أو من تسنم بعدهما منصب محافظ بنك السودان ولا يُعقل أن نطالب السيد برعى أن يأتى بمثل ما أتى به الأولون!!
– يُعتقد على نطاقٍ واسع أنه كان على السيد محافظ بنك السودان السابق انفاق وقته وجهده فى اصدار السياسات المصرفية ومتابعة تنفيذها بدلاً من اهدارها فى ملاحقة الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد بسبب ممارسة حقه كصحفى وطنى ينتقد ضعف الدور الذى يجب أن يقوم به البنك المركزى فى عدم مواكبة سياساته المصرفية للوضع الحرج الذى تمر به بلادنا وقد هَوَت قيمة العملة الوطنية الى درك سحيق، فى عهد السيد برعى الصديق فأدَّىٰ ذلك لاقالته من منصبه، الذى كان يتعيَّن عليه الاستقالة منه بارادته ولا نطلب منه الاقدام على الانتحار بطريقة الهاراكيرى التى كان يمارسها الساموراى بشق بطنه بالسيف لغسل عار الهزيمة!! وقد هزمه الدولار شر هزيمة!!
ولن نطالب خلفه السيدة آمنة ميرغنى بأن تتعهد لحاملى فئات أوراق النقد السودانى بالدفع عند الطلب مبلغ وقدره….. فالجنيه السودانى وقع على رقبته (كَسَرَها كَشْ)!!
– السيدة آمنة ما مِطَّامْنَة والا لبقيت على رأس عملها كمدير عام لمطابع العملة السودانية، عند اندلاع الحرب ولو من العاصمة الادارية بورتسودان!! لكنها آثرت السلامة بالبقاء بعيداً فى الخليج تتسقط أخبار الجنيه السودانى وهو يسقط سقوطاً حُرَّاً ولا يجد من يقول له (اِسْمَ الله عَلِيك) ولن نطالب السيدة آمنة ان تكون فى دقة مأمون بحيرى، ولا فى صرامة الشيخ حسن بليل الذى منع موظفى بنك السودان من الخروج أثناء ساعات العمل لتقديم واجب العزاء فى أى وفاة. فلما توفى عميد أسرة (ابوالعلا) وكان لزاماً عليه القيام بواجب العزاء، قال لمديرى الادارات فى الاجتماع الصباحى الراتب: كنتُ قد منعت خروج الموظفين أثناء ساعات العمل لأداء واجب العزاء، والآن توفى فلان ولابد من ذهابى، فأستميحكم عذرا للقيام بذلك!! حتى لا يخرق أمرا أصدره هو نفسه فلذلك يستأذن مرؤوسيه!!
– ولكل شيخ طريقته، وقد تتخذ السيدة آمنة هذه الطريقة أو تلك!! فالطريق الوحيد لاعادة الحياة للجنيه المُسجَّى على طاولة التشريح هو البحث فى أسباب العلة التى أودت بحياته (رحمه الله) وليس فقط تحديد سبب الوفاة كاجراء قانونى مُلزم قبل التصريح بالدفن والمظان كثيرة ومسيخة وان كانت النتيجة الراجحة هى الموت السريرى والبِقَتْ بِقَتْ.
وآمنة المحافظ الجديدة مسنودة بسيرة ذاتية رائعة عليها ان تسعى، وان تُقَلِّب طوب الأرض بحثاً عن الحل الأمثل وليس عليها اِدراك النجاح.
– استدعى المفتش الانجليزى بالسكة حديد عامل دريسة للتحقيق معه فى سرقة فلنكة وأنكر العامل أى علم له بذلك وأثناء مثوله أمام المفتش حَرَّك طاقيته الى الأمام أى (حَدَّرها) فأنتهره الخواجة قائلاً:- (رَجِع طاقية بتاعك ده وَرَا) فردَّ العامل بكل برود:- (حاااضِر أنا طاقيتى برجعها أن شاء الله تلقوا فلنكتكم تِحِتَا!!).
– السادة بنك السودان لعناية السيدة المحافظ فتشوا تحت الطاقية يمكن تلقوا الفلنكة تحتها.
– غنى المغنى فى زمان مضى يا سلام يا الشيك أب جمل البلاك ما بتم الأمل، ولم يكن الشيك المُغَنَّى له سوىٰ عدد واحد جنيه سودانى يساوى مائة قرش لا غير. ولن نبكى على اللبن المسكوب ونقول كان الجنيه يساوى ثلاثة دولارات.
الله غالب.