سودانيون

نماء أبوشامة تكتب: هي وحدها.. والقلب له وحده

نماء أبوشامة تكتب: هي وحدها.. والقلب له وحده

ليست كبقية النساء.. بل كأنها وُلدت من ضوءٍ خاص، لا يُرى إلا لمن أُبصر به قلب.. تمشي في الأرض بهدوءٍ يشبه النُبل، يسبقها صمتٌ فيه حكايات لم تُروَ، ويتبعها أثرٌ لا يُمحى..

يُحيط بها العشاق كما تُحيط الفراشات بالضوء.. يتنافسون على ودّها، يُغرونها بالأماني، يُشيّدون لها القصور من الكلمات. غير أن قلبها – ذلك السر المقدّس – لم ينبض إلا لرجلٍ واحد. رجلٌ قد يكون بعيدًا حدّ الوجع، غائبًا كأنما أخذه الليل في طيّه، لكنها تراه حين يغمض الناس أعينهم، وتسمعه حين يسكن كل شيء..
ليست جاحدة، ولا مُغرورة، لكنها تعرف ما لا يعرفونه… أن الحب ليس مُراودة عاطفة، ولا انجذاب لحظة، بل إخلاص لا يُزاحمه أحد. قلبها لم يعرف التعدّد، ولا ارتضى بديلاً، لأنه ببساطة لم يُخلق إلا ليحب رجلًا واحدًا..

أولئك الذين يحبونها لا يفهمون كيف تُفضّل الغياب على حضورهم، كيف تختار الانتظار على أن تهدي قلبها ليدٍ لا تشبهه..

لكنّها تعرف… أن الأشباه لا يسدّون فراغ الملامح الأصيلة، وأن الصدق لا يُعوّض..

هي امرأة لم تُخدع بالبريق، ولم تَصطدها العيون المفتونة.. امرأة لها قلبٌ لا يُدجَّن، يُقيم فيه رجلٌ واحد، لا تُزحزحه السنوات، ولا تسرقه المواسم..

أحبّتْهُ مرة… فامتلأ قلبُها، وما عادت ترى أحدًا بعده..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.