للناطقين بغير العربية وأعني أؤلئك الذين لا يعرفون عامية الريف السوداني الذي يتميز بكثير من المفردات الجميلة ومع جمالها تأتي على مقياس الأشياء دون زيادة أو نقصان فتجسد الحال والمآل فالتاية للناطقين بغيرها هي راكوبة قوائمها من الحطب وعرشها من القصب (سيقان الذرة) أو من القش ينصبها راعي الغنم بجوار زريبة المواشي في مواطن العشب والماء في السهول والوديان في الحواشات والسمة البارزة للرواعية التنقل من مكان لآخر حسب وفرة الماء والكلا لذا نجدهم يعتمدون في الخلا على التاية لأنها متحركة سهلة الفك والتركيب(البناء والهدم) فيقال عن الشخص الذي لا يرسو على موقف ثابت أو ذلك المتنقل من موقع إلى آخر فلان عامل (زي تاية الرواعية) كناية عن كثرة الحركة والتنقل.
في الأيام الماضية ومواصلة لجلطات الملي شيا والطفيليات الملحقة بها أستوقفتني إجابة الهادي إدريس عندما سئل عما إذا كانت نيالا ستكون مقراً لعاصمة حكومة البوكو فأجاب بقوله أن حكومتنا ستكون متحركة لا أدري هل هي حكومة أم كرة شراب فبمجرد سماعي لهذه الإجابة التي تدل على عقلية صاحبها تذكرت (التايه) راكوبة الراعي الذي يحركها من موقع لآخر أينما وجد العشب والماء لماشيته ، وللهادي وملي شيته نقول لهم أن حكومتكم اللقيطة لن تكون متحركة أو ثابتة على أرض سودانية فربما تكون فكرة في رؤسكم لن ترى النور مادام في جسد الشعب السوداني عرق ينبض.
سألتني زميلة إن كان الهادي إدريس يتحدث بكامل وعيه أو لا فربما الرجل كان تحت تأثير الكحول كما قالت فقلت لها لا تستغربي عزيزتي فهؤلاء جميعهم مصنفون تحت فئة القطيع مع الإعتذار للقطيع مغيبون عن الوعي دوماً ، لذا أحلامهم كالقزم الذي يتشابى ويمد يده ويتحدى من حوله بأنه يستطيع أن يلمس بيده الطائرة وهي في الفضاء ، وحاولت أن أستشهد لها بقول من يستديرون معه حول نفس دائرة الأوهام الفارغة فقلت إن قال الهادي إدريس أن حكومتهم ستكون متحركة فقد سبقه بالقول النشاذ حمدوك عندما كان رئيس وزراء على حين غفلة من اهل السودان وقال إن وزرائه يعملون خمسة وعشرون ساعة خلال اليوم فضحك اليوم عليه ومد لسانه وقال عنه غير مؤاخذ فيبدو انه زود جرعة التعاطي وإن قال الهادي إدريس ما قال فقد سبقه عبدالرحيم دقلو عندما قال انه جهز الفي تاتشر ومليون مقاتل لغزو الشمالية ونهر النيل فضحك التاتشر وقال له يالك من غبي فمن اكون انا لأحمل على ظهري خمسمائة جندي وإن قال الهادي إدريس ماقال فقد سبقه بالقول المعوج زعيم المل يشيا عندما كان في عز قوته وجبروته وهو الذي لا يعرف من الإقتصاد سوى الألف الأخيدر والخمسين الحميراء فنصبه القحاتة رئيس للجنة الإقتصادية فقال قولته الشهيرة الدولار دا يادقانا يادقيناه ، وقوله لوزير التعليم وزير القراية ، ولطلاب الخارج طَلَبانا في الخارج..فامام هذا الوضع وهؤلاء الشخوص لا نملك سوى أن نقول الحمد لله الذي أذهب عن أهل السودان الأذى..لنا عودة.