سودانيون

سهير عبد الرحيم تكتب.. خلف الأسوار: سرقوا بيتي واسمي

خلف الأسوار

سهير عبد الرحيم

سرقوا بيتي واسمي

حين وصلتني صور منزلي عقب تحرير الجيش لمجمع الرواد السكني قبل شهرين، ورأيت ما آل إليه الحال ردَّدت كثيراً “الحمد لله والشكر لله أني وأسرتي الصغيرة لم نكن بالبيت”، خاصة أنه تعرض لقصف بالدانات وتهدمت على إثر ذلك غرفة ابنتي.

هذا  طبعاً بخلاف أني قد سبق وعرضت على الجيش أن يدك المنزل نفسه إن احتاجوا لذلك، فكل الخراب والسرقة وما تعرض له بيتي فداءٌ للوطن، فما قيمة المنزل أمام الدماء الطاهرة التي سُكبت وأرواح شهدائنا العظام التي ارتقت بإذن الله تعالى إلى جنة عرضُها السمواتُ والأرضُ أُعدت للمتقين، وما قيمة منزل دون وطن.

عقب وصول الصور عرضتها  على بناتي فقالت لي ابنتي رهف التي اخترقت الدانة غرفتها وحطمت الجدار ومكتبتها؛ وهي متعلقة جداً بمكتبتها وكتبها التي جمعتها خلال سنوات عديدة، وغرفتها التي تحوي ذكرياتها “الحمد لله يا ماما، بكرة ح نعوضك ببيت تاني وح نشتري ليك كل الأثاث اللي اتسرق”.

لقد كان ما يهمني طيلة بقائي في منزلي قبل مغادرته سلامة أمي وابنتي الصغيرة، وحين سقطت دانة في الشقة المجاورة لنا خامس أيام الحرب واستشهدت على إثرها جارتي حاجة سامية لها الرحمة والمغفرة، أدركت حينها وجوب الخروج فوراً.

وقد كان قراراً صائباً جداً، فقد تحول مجمع الرواد السكني عقب ذلك  لثكنة عسكرية ومعسكر أساسي لإدارة عمليات الميليشيا التشادية.

يوم أمس وصلتني صورة أخرى جعلتني استغرق في نوبة من الضحك وحالة من الذهول والحيرة معاً، فقد وصل الصديق العزيز والزميل الإعلامي نزار البقداوي، مراسل قناة العربية والحدث لبث تقرير من داخل مجمع الرواد.

المدهش في الأمر أنه وحين دخل إلى غرفة قائد أركان عمليات الدعم السريع وجد على مكتبه لوحتي المكتبية المنقوش عليها اسمي…..!!!! وهي عبارة عن لوحة من الكريستال مكتوب عليها اسمي وصفتي (المدير العام) لشركة رهف للإعلان والإنتاج الإعلامي).

اللوحة تعرضت لخدوش وفقدان بعض الحروف وتنقصها كريستالة على إحدى الجوانب، والكريستالة الأخرى كنت قد فقدتها قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب نفسها.

ولكن… ما السبب الذي يجعل قائد العمليات بالدعم السريع يضع لافتة اسمي في مكتبه….؟؟؟ هل كان ينوي محو الاسم وكتابة اسمه مكانه….؟؟ أم اعتقد أن الكريستالة على الجانب هي من الألماس الطبيعي…؟؟ أم أنه شعر بأن هذا صيد ثمين وكانوا ينوون تصوير فيديو لبثه يقولون “فيه نحن داخل منزلك وهذا اسمك دعي جيشك يحرره….”؟

أم أنهم لا يجيدون القراءة ولا يعرفون الاسم ووجوده في مكتب القائد جزء من ثقافة سرقة أي شيء وكل شي..؟ أم أنهم كانوا يرغبون في الشعور بأنني قائدة هيئة الأركان في عمليات الدعم السريع….؟؟

ما الهدف من (شفشفة) اسمي بلغة الحرب ووضعه على مكتب قائد هيئة الأركان في الميليشيا التشادية….،؟؟؟

خارج السور:

وجود لوحة اسمي على مكتب قائد المليشيا يؤكد أمرين أن ذلك ليس صدفة وأن هنالك متعاونين داخل المجمع.

* مرفق صور لمكتب القائد في مجمع الرواد ولوحة أسمي داخل المكتب

سهير عبد الرحيم تكتب.. خلف الأسوار: سرقوا بيتي واسمي
سهير عبد الرحيم تكتب.. خلف الأسوار: سرقوا بيتي واسمي
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.