سودانيون

تقرير : حميدتي… من الطمـوح ما (ق ت ل) ..!! 

قطع المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرللو بإمكانية أن تنعكس العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية على قائد ميلي شيا الدع م الس ريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سلباً على قدرة كلٍّ من حميدتي كفرد وعائلة دقلو على القيام بأعمال تجارية في أي مكان في العالم، وقال بيرللو بحسب راديو دبنقا إن العقوبات ستكون ذات تأثيرات كبيرة على الشركات التي شاركت في تأجيج الصراع عبر تجارة الأسلحة، إذ يصعب عليها بعد فرض هذه العقوبات أن تعمل في إطار النظام المالي الدولي، واستبعد المبعوث الخاص للسودان أن تكون الولايات المتحدة قد اتخذت عقوبات منفردة، مضيفا: “نحن سعداء بأن نرى شركائنا الأوربيين وكذلك المملكة المتحدة يفرضون عقوبات، ونعتقد أنهم سيواصلون العمل مع حكومة الولايات المتحدة لزيادة التكلفة حتى لا تكون العقوبات أحادية الجانب فقط”.

الإجراءات ستظل سارية:
ونفى الدبلوماسي الأمريكي توم بيرللو أن تكون إدارة بايدن قد فرضت العقوبات في توقيت متأخر، مبيناً أن بلاده تفرض عقوبات منذ بدء الح رب، وكانت هناك جولة من العقوبات هذا العام، بما في ذلك العقوبات على اثنين من أشقاء قائد الدع م الس ريع، وأكد بيرللو أن واشنطن تفرض عقوبات على الجهات الفاعلة السيئة في السودان منذ بدء ال ح رب، منوهاً إلى أن وتيرة العقوبات قد زادت باستمرار على كل من الجهات الفاعلة في هذه ال ح رب، وخلال هذا العام تم تضمين اثنين من الإخوة في عائلة دقلو، بالإضافة إلى العديد من الشركات المتورطة في تجارة الأسلحة إلى السودان
ويتابع بيرللو قائلاً:” بنينا هذا الأسبوع على تلك الإجراءات السابقة حتى طالت رأس قوات ال دع م ال س ريع، حميدتي، بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تعتبر مركزية في تأجيج ال ح رب في السودان، وكان هذا الجهد متسقاً ومتصاعداً لن ينتهي بقرارات هذا الأسبوع، مبيناً أن هذه الإجراءات ستظل سارية وستواصل حكومة الولايات المتحدة النظر في كيفية رفع التكاليف على أولئك الذين يؤججون هذا الصراع وهذه الفظائع.

زمان المهازل:
وبقدر ما كانت ح رب الخامس عشر من أبريل 2023م فرصةً ذهبية سعى من خلالها قائد ميل ي ش ي ا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، للاستيلاء على السلطة والتأسيس لمملكة دقلو في السودان، بقدر ما كتبت هذه ال ح رب نقطة النهاية لرواية الطموح الأعمى والأحلام الجامحة التي كانت تعتمل في دواخل حميدتي والشياطين التي وسوست له وحمّسته للانقلاب على المؤسسة العسكرية والانتقال من مقعد الرجل الثاني في السودان ليكون الرجل الأول والحاكم بأمره، لقد صدَّق حميدتي أنه “فريق أول” واستشعر قيمة هذه الهيبة وهو يجالس مزهواً ضباطاً أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المؤسسة العسكرية تدريباً وتأهيلاً وخوضاً للمعارك وبذلاً للعرق والدماء حتى ازدهت أكتافهم بهذه العلامات الصفراء، ليأتي محمد حمدان دقلو الفاقد التربوي ويزاحمهم في الاستمتاع بهيبة الرتب وشرف المنصب، بل حاول أن يستغل الفوضى التي ضربت الفترة الانتقالية ليكون رجل السودان الأول! هذا زمانك يا مهازل فامرحي،، قد عُدَّ كلبُ الصيدِ في الفرسان.

نهاية مرجوة:
فإن كان حميدتي ميتاً فلا تثريب عليه لأن العقوبات الأمريكية لن تُحدث فرقاً، فما لجُرحٍ بميِّت إيلامُ، وأما إذا كان حميدتي حيَّاً فإن هذه العقوبات ستكون بدايةً لنهاية مرجوة ليست لمحمد حمدان دقلو وحده بل لمنظومة ال دع م ال س ريع التي كانت ” تهزّ وترزّ” وتتنقل بين طول البلاد وعرضها تتباهى بقدراتها وإمكانياتها التي كانت تبزُّ بها حتى القوات المسلحة خاصة بعد أن أصبح ال دع م ال س ريع يستظل برعاية الاتحاد الأوروبي ويضطلع بمهمة مواجهة عصابات الهجرة غير الشرعية التي قضّت مضاجع دول أوروبا بعد أن اتخذت من السودان معبراً إليها من دول شرق ووسط أفريقيا، وازدادت وتيرة الاهتمام بال دع م ال س ريع بعد أن باتت قواته تشارك باسم السودان ضمن منظومة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في عاصفة الحزم باليمن.

الأخوة المعاقبون:
التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية التي تتصدر العناوين وتستحوذ على اهتمام المواقع الإلكترونية، وتضجُّ بها منصات التواصل الاجتماعي ب ق ت لها بحثاً وتحليلاً، تجاوزت حدود مؤسسة الدعم السريع، وقائدها مجهول المصير محمد حمدان دقلو، ووصلت إلى أسرته التي شتت هذه ال ح رب شملها، وفرقت جمعها، وجعلت الدائرة عليها، ليهيموا على وجوههم بين ق ت يل، وشريد، ومعاقب دولياً، فقائد ثاني ميل ي ش يا، ال دع م الس ر ي ع عبد الرحيم دقلو الأخ غير الشقيق لحميدتي، تمت معاقبته منذ سبتمبر من العام الماضي 2024م من قبل وزارة الخزانة الأميركية التي فرضت عليه عقوبات بسبب ارتكاب قواته أعمال ع ن ف وان ت ه اكات لحقوق الإنسان، لتأتي وزارة الخزانة نفسها وبعد شهر واحد فقط وتفرض عقوبات على شقيق حميدتي القوني حمدان دقلو لتورطه في شراء الأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية التي مكّنت قوات ال دع م ال س ريع من تنفيذ عملياتها الجارية في السودان، بما في ذلك هجماتها المستمرة على مدينة الفاشر ، ولم تسلم من العقوبات الأمريكية حتى الشركات التابعة للدعم السريع والتي تمثل شريان تمويل الميل ي ش يا مالياً، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتها على 7 شركات ذات صلة بالدعم السريع مما يضع آل دقلو وميلي ش اته على حافة الإفلاس والعدم.

خاتمة مهمة:
هكذا وبعد مرور نحو عشرين شهراً على اندلاع تمرد ميل ي ش يا ال دع م الس ري ع، أصبحت هذه القوات شبه العسكرية، وقائدها وأسرته جميعهم في مهب الريح، فقد ذهب بريق السلطة والنفوذ والسطوة، وتبقّى فقط ليل الحسرة والندم يُرخي سدوله بأنواع من الهموم تضرب بنية الميل ي ش يا التي تحولت إلى مجموعة عصابات ونهابين وشفشافة تروّع المواطنين الآمنين وتمارس في حقهم شتى صنوف الان ت ه اكات وال ج رائم، لتضع الميل ي ش يا نفسها في مرمى نيران المجتمع الدولي بقيادة أمريكا التي أخرجت سيف عقوباتها من غمده وسلطته على رقبة حميدتي وإخوته، واضعةً نهاية منطقية لملي ش يا ال دع م ال س ريع التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن حاصرتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وضيَّقت عليها الخناق في مختلف محاور وجبهات القتال في السودان.

نقلا عن الكرامة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.