محجوب فضل بدري يكتب: دوافِع القبيلة، وروافِع الغَبينة
محجوب فضل بدري يكتب: دوافِع القبيلة، وروافِع الغَبينة
– رحِمَ اللهُ البروفيسور عون الشريف قاسم، الذی أفرغ جهده فی إخراج موسوعة القباٸل والأنساب فی السودان، وهی موسوعة لا غِنِیًٰ عنها لكل باحثٍ، مع إن البروف قد إعتذر إعتذاراً عريضاً، بالنقص الذی قد إعتریٰ بحثه المُضْنِی، عندما قال فی مقدمة الموسوعة: (فإننی كما بيَّنتُ آنفاً واثقٌ من أن عدداً كبيراً منها لم يصل إلیٰ علمی القاصر) رحم الله العالم النحرير الباحث المُحَقق.
– والناظر إلیٰ حال بلادنا تحت وطأة الحرب التی أشعلتها مليشيا آل دقلو الإرهابية، تحت شعار المدنية وإعادة الديمقراطية ومحاربة الـkey زان والفيلول، وما إلیٰ ذلك من تُرَّهات، لم يتحرجوا بعد فشل مخططهم فی الإستيلاء علی السلطة عبر اانقلابهم العسكری، غير أن (يَسْتَنْفِرُوا) القبائل الكائنة فی مناطقهم من خلال الفَزَع وأن (يَسْتَفِّزُوا) القبائل الأخری من سكان مناطق نهر النيل والشمالية، تارة بااعتبارهم (جلَّابة) وتارةً أُخریٰ بااعتبارهم فلول النظام السابق، أو هم (أبُلدات، وفلنقايات)، يجب قتلهم وسبی نساءهم، وتخريب ديارهم، وسلب أموالهم، وااحتلال أرضهم!!
وبهذا تسقط حجتهم فی إشعال الحرب، وتتبدیٰ نواياهم فی إثارة النعرات القبلية، وإذكاء نار العنصرية البغيضة، وإظهار الأطماع المستحيلة فی إنشاء دولة العطاوة!! أو العُطْوة أو العُطويَّة، ونسبتهم إلی عطيَّة الذی يرد اسمه فی كثيرٍ من نَسَبِ قبائل البقَّارة والكبابيش والكواهلة وغيرهم. أورد البروف عون الشريف فی موسوعته (تذكر بعض المصادِر فی نِسبة قبائل شمال ووسط كردفان أنَّ [عطية] له ثلاثة أولاد، هم [علی رِزِق] جد الرزيقات.
ومعالی والد دای الذی أنجب [عجير] جد الحُمُر العجايرة.
وعلوی جد [مسير] والد المسيرية، ومن المسيرية [محمد الفليت] جد الحُمُر الفلايتة) فكيف لأبناء رجل واحد كوَّنوا قبيلة أو قبيلتين أو أكثر أن يحكموا مٸات القبائل الأخری بكل ما فيها من أفخاذ وبطون وخشوم بيوت، وقباٸل العطاوة ذات نفسها تقتتل فی ما بينهما كل عامٍ أو عامين لأتفه الأسباب.
– وليس بعيداً عن هذه الأسباب ما جاء فی خطاب عبد الرحيم دقلو، من أوامر لأتباعه أن يتولوا قيادة المليشيا بأنفسهم، وخصَّ بهذا الأمر أبناء الرزيقات دون سواهم، وكان موضوع خطابه هو انسحاب أبناء الرزيقات من ولاية الجزيرة، والتوجُّه إلی شرق النيل، وجاء فی الخطاب: تلاحظ عمليات الانسحاب أصبحت من أكثر من قادات لا يعملون من (أجل القضية) وهم موالون للفلول والكيزان، وفی كل معركة يتم تصفية قاٸد من أبناء الرزيقات من بعض القادات لذلك جاء هذا القرار من يقاتل هم أبناء الرزيقات، تسليم قيادة جميع المتحركات لأبناء الرزيقات دون غيرهم فی جميع المحاور، ومن يُخالف ذلك تتم تصفيته فوراً. مٶرخ ٢ ديسمبر ٢٠٢٤م
– وهكذا تقلصت قبيلة العطاوة فی نظر قائد ثانی المليشيا فی الرزيقات دون سواهم، من اولاد عطية!! وهذا دليل علی خطل الفكرة من أساسها، يأس المليشيا من استنفار كل (القبائل) التی تشترك معها فی جدٍ واحد، وتوقظ (الغبائن) وهاهی المليشيا تعانی من سكرات الموت، صحيح إنه لم يعد من الدار الآخرة من يحكی لنا عن شعوره وهو فی انتظار أن يتدلی من عنقه بحبل المشنقة، لكن لا بد إنه شعور مروِّع!!
– كان المغفور له بإذن الله تعالیٰ الشيخ ميرغنی مختار له حلقة درس بعطبرة، وكان خفيف الدم حاضر البديهة، فقال:- (الموت ده حااار ما بيتوصف، إلَّا تموتوا وتضوقوا براكم)
فقال له احد تلاميذه يجاريه فی الطرفة: (يعنی انتَ ضقتو يا شيخنا).
– النصر لجيشنا الباسل.
– العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
– الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
– وما النصر إلَّا من عند الله.
– والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.
* نقلاً عن المُحَقِّقْ