سودانيون

روضة تتحول إلى مقبرة… تفاصيل الهجوم الذي صدم السودان والعالم!

تقرير: سونا

خلال الأسبوع الماضي، كان أطفالٌ صغارٌ لا تتجاوز أعمارهم بضع سنوات يلعبون ويرسمون ملامح مستقبلهم داخل روضة أطفال بمدينة كالوقي بولاية جنوب كردفان، قبل أن تفاجئهم طائرة مسيّرة استراتيجية أطلقتها قوات الحلو ومليشيا الدعم السريع الارهابية، لتغتال أحلامهم قبل أن تُغتال أرواحهم.

الهجوم الأول، الذي وقع صباح الخميس، استهدف الروضة مباشرة، في محيط إدارة التعليم ومكاتب المحلية ومقر جهاز الأمن، وأدى في لحظاته الأولى إلى مقتل 43 طفلًا ومعلمتين، فيما نجا خمسة أطفال فقط.

تفاصيل جديدة حصلت عليها (سونا):

حصلت وكالة السودان للأنباء على معلومات دقيقة من مصادر ميدانية أكدت أن الطائرة المسيّرة نفّذت سلسلة من ثلاث ضربات متتالية:

الضربة الأولى – الروضة

أسفرت عن مقتل عشرات الأطفال في لحظات، وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة. هرع الأهالي والمسعفون إلى المكان في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الضربة الثانية – استهداف المسعفين

عادت الطائرة المسيّرة بعد دقائق لتوجّه ضربة أخرى استهدفت الأهالي الذين تجمعوا لإنقاذ الأطفال، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى إضافيين وسط المدنيين.

الضربة الثالثة – داخل المستشفى

وصل الأهالي بالجرحى إلى المستشفى الريفي في كالوقي، لكن الطائرة المسيّرة لحقت بهم، ونفّذت ضربة ثالثة داخل المستشفى وفي محيطه، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من المرضى والمصابين، وتقطيع أوصال بعض الضحايا الذين لم يُتعرف عليهم حتى الآن.

وبحسب مصادر موثوقة تحدثت لـ(سونا)، فقد تجاوز عدد الضحايا 80 شهيدا في الساعات الأولى للهجوم، أغلبهم من الأطفال، وتوجد أشلاء متناثرة لم يتم التعرف على أصحابها حتى اللحظة.

كما أفادت المصادر بأن قذيفة أُطلقت على استراحة تابعة للحكومة المحلية لكن لم تنفجر، وسط حالة واسعة من الذعر والانهيار وسط السكان الذين يعيشون منذ أشهر على وقع تصعيد عسكري مقلق.

المدير التنفيذي لمحلية كلوقي:

قال عصام الدين السيد أنقلو، إن حصيلة القصف ارتفعت إلى 79 قتيلًا في إحصاء أولي، بينهم 43 طفلًا، مؤكدًا أن الهجوم استهدف مواقع مدنية بالكامل.

والي جنوب كردفان:

أوضح الوالي أن عدد الوفيات مرشح للارتفاع نظرًا لوجود إصابات حرجة، مشيرًا إلى أن بعض الجرحى نُقلوا إلى مستشفيات خارج كالوقي، مؤكداً في الوقت ذاته عودة الهدوء النسبي للمدينة.

موقف الحكومة السودانية:

أدان رئيس الوزراء، كامل إدريس، القصف الذي نفذته مليشيا الدعم السريع، واصفًا إياه بأنه “عمل بربري ومتوحش” ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.

وأكد رئيس الوزراء أن استهداف الأطفال والمرضى والمسعفين يبرهن على أن هذه المليشيا تنطبق عليها المعايير الكاملة لتصنيفها كتنظيم إرهابي.

كما ادانت وزارة الخارجية هذا الاستهداف الجبان للأطفال.

وناشد إدريس المنظمات الدولية بالإدانة الصريحة، متعهدًا بتقديم الدعم الكامل لأسر الضحايا ومساندة الولاية بكل المعينات لتحقيق الاستقرار.

موجة إدانات دولية!

الأمم المتحدة:

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته إزاء الهجمات التي استهدفت الأطفال والمدنيين، مؤكدًا أن قصف المدارس والمستشفيات يشكل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني”.

وقال إن تقارير وثّقت وقوع ثلاث غارات متتالية في كالوقي، منها ضربتان على الروضة وثالثة على المستشفى.

الاتحاد الإفريقي:

أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، الهجوم بأشد العبارات، مؤكدًا أن ما حدث يمثل جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا لقانون حقوق الإنسان.

ودعا إلى تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين، مشددًا على ضرورة السماح الفوري لوصول المساعدات الإنسانية.

تحليل طبي – “جنون من يقاتلون”

واختتم الطبيبٌ النفسي الدكتور أحمد هاشم الذي تحدث لـ(سونا) تعليقه على الأحداث قائلاً: ما جرى في كالوقي يتجاوز حدود العنف العادي، ويشير إلى حالة من الجنون والاضطراب العقلي لدى من نفّذوا الهجوم. فحتى أسوأ النفوس البشرية لا تستطيع أن تستهدف براءة أطفال لا يدركون ما يحدث حولهم إن هذا الفعل يكشف عن انعدام كامل للإنسانية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.